الشاعر عباس أبو الطوس - فرع أخضر من شجرة الأدب الكربلائي-
التاريخ : 28 / 6 / 2016        عدد المشاهدات : 1634

الشاعر عباس أبو الطوس

فرع أخضر من شجرة الأدب الكربلائي

         ولد الشاعر عباس أبو الطوس عام 1350هـ 1930م في مدينة كربلاء معقل ثورة العشرين ومهد الأمجاد؛ انحدر من عائلة فقيرة تعرف بـ (آل أبي الطوس) فهو عباس بن مهدي بن الحاج حمادي بن الحاج حسين شاعر كربلاء وأديبها الكبير ،  ولحبِّ والده للعلم والعلماء دفعه الى أحد الكتاتيب ألا وهو الشاعر الشعبي الكبير الشيخ عبد الكريم الكربلائي ، وكان آنذاك لم يتجاوز السادسة من عمره،  حيث تعلَّم القراءة والكتابة على يديه.

 قضى أيام طفولته في مدينة الإمام الحسين -عليه السلام-، وقد ولع بالأدب منذ صغره ، فأقبل على المطالعات الأدبية بشغفٍ شديد، فقرأ الأجرومية، ثم شرح ألفية إبن مالك ، والبيان والتبيين للجاحظ ، وجواهر البلاغة ، وقرأ تاريخ الإسلام كله ، ومعظم دواوين الشعراء ، وحفظ خمسين خطبة من نهج البلاغة ، وحفظ ما يقارب عشرة آلاف بيت من الشعر العربي ، كما حفظ المُعلّقات السبع.

واصل دراسته الخارجية مدة من الزمن ، ثم سافر الى النجف الأشرف لإكمال تحصيله الذي شَمِل المعلومات النَّحوية والعروضيَّة التي التقطها من بين دورات النجف الدينية طيلة بقائه فيها . عاد بعد سنتين الى مسقط رأسه كربلاء وصار يقرأ شعره اللاهب في المحافل الأدبية وينشره على صفحات الجرائد المحلية ، ولعل مواقفه البطولية الرائعة التي أبلى فيها ، و أنباء جهاده في وثبة 1948 و وثبة تشرين 1952 هي العامل الأساس في سبب شهرته .

 اعتُقل شاعرُنا نتيجةً لكفاحه ضد الاستعمار الغاشم ،  وظل متنقِّلاً بين جدران سجون بغداد والكوت فقضى فيها مدة عام ونصف ، إلتقى خلالها بالشعراء، السيد محمد صالح بحر العلوم ، وحسين مردان، وزهير أحمد وسواهم.  

للشاعر ديوان حافل في مديح ورثاء آل البيت -عليهم السلام- أسماه (النشيد الظافر) يضمُّ طائفةً من القصائد الموفقة التي ألقاها في محافل كربلاء والمهرجانات التي أقيمت في ساحاتها، وفي العتبتين المقدستين، كذكرى مولد أبي الأحرار الإمام الحسين -عليه السلام- وذكرى استشهاده، وغيرها من المناسبات الدينية التي تشهدها كربلاء كلّ عام ، ومن روائعه الخالدة في ذكرى مولد الامام علي -عليه السلام- القصيدة التي ألقاها في الروضة الحسينية المقدسة.. منها:

                                                                ولد الوصيُّ فيا خواطرُ ردِّدي                     نغمَ الهنا في مهرجانِ المولدِ

                                                                     واستلهمي الذكرى قوافيَ ترتمي                   بــــأرقِّ من رَوحِ الرَّبيع وأبردِ

                                                                             ثمَّ اسكُبي الشعرَ الجميلَ بشائراً                      غُرَّاً تفيضُ بِصَبوتي وتودّدي

                                                                                    كأسُ الهوى بيديَّ فاضتْ رِقَّةً                         وعلى فمي نغمُ المُحبِّ المُنشدِ

                                                                                            وصبا فؤادي للوصيِّ وكيف لا                         يصبو المَشوقُ الى الحبيبِ الأبعدِ

وللشاعر مجاميع شعرية أخرى هي: هدير الشلّال، رباعيات ، من أغاني الشباب ، في محراب باخوس ، وزئير العاصفة. قام بنشر هذه المجاميع في ديوان واحد أسماه (ديوان الشاعر عباس أبو الطوس) قدَّم له وشرح مفرداته زميله السيد سلمان هادي آل طعمة.

بعد أن كتب التاريخ اسم (عباس أبو الطوس) في صفحاته المشرقة بحبِّ أهل البيت- عليهم السلام- والمواقف البطولية التي تنمُّ عن شجاعةٍ  ورأي وحكمة، توفي شاعرُنا صباح يوم السبت الموافق 26/12/1958 في المستشفى الحسيني بكربلاء ، ومن هناك شُيِّع جثمانه إلى مثواه الأخير في مقبرة كربلاء حشدٌ غفيرٌ من أهالي كربلاء وفي طليعتهم الأدباء ، تاركاً للأجيال تراثاً شعرياً وفكرياً خالداً.

 


وحدة الانترنيت


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :