أصواتٌ تعالت في سماء كربلاء عبد الأمير الترجمان
التاريخ :        عدد المشاهدات : 1331

الشاعر اللبيب ، والنائح الشادي ،  ذلك هو أبو فاضل عبد الأمير ترجمان لقب بهذا اللقب لأنه كان يكتب الشعر الحسيني بأكثر من لسان،  ولد بمدينة النجف الاشرف عام 1317هـ  1900م  نشأ وترعرع في بيت شعر وأدب تعلم القراءة والكتابة في مكتب أبيه في شارع التجار في (المدرسة الفقهية الكبرى) والحديث عن هذا الاديب يختلف عن غيرة لتعدد أبعاده بينما هو يشدو كالعندليب في مناسبات أفراح اهل البيت (عليهم السلام) تراه نائحاً (رادوداً) حزيناً عليهم وتلتفت واذا به ممثلاً فنياً يقوم بأدوار مختلفة خير قيام .

وتحاول هذه المقالة ان تعرض بعض جوانب حياته باقتضاب وتبدأ بكونه رادوداً تولع في خدمة أهل البيت شدواً ونياحه وتقدم وتميز  عن سائر الشداة والنائحين لنشاطه في هذا الحقل وصوته الرخيم وأدائه الأنغام بصورة فنية صحيحة ، وقطع أشواطاً في هذا المضمار

أمّا عن شاعريته فكادت أن تنحصر في مديح أهل البيت (عليهم السلام) مدحاً ورثاءً وأغلب اشعاره لا تخلو من نقدٍ سياسيً أو اجتماعي وكانه حبل على الإصلاح وكانت الدعوات تأتيه حتى من مجلس النواب العراقي حيث كانت قصيدته التي أعدها للمجلس مطلعها ((علي وياج يا لشايلة الطرباله)) ويتلخص هذا البيت بالدعوة للنواب الحاضرين    ليدركوا المرأة الريفية من ظلم التقاليد الريفية .

انتقل المرحوم عبد الامير الى كربلاء المقدسة على أثر فضحه للمستعمرين الانجليز وجنايتهم باغتيال الملك غازي ملك العراق عندما اعلنوا سبب وفاته أنه كان يسوق سيارته قرب قصر الزهور فاصطدم بعمود الكهرباء ومات خرجت المواكب العزائيه تردد أهازيجها الحزينة كان ابو فاضل قد زود احد المواكب بهذا المقطع من الشعر : يالغسلت نعش الملك كلي شلكيت براسه   طلقات لو ضربة عمد هالخمدت أنفاسه  مما اثارت ضجه في الوسط النجفي مما دعى قائم مقام النجف آنذاك عبد الله علوان الذي حول اخراج عبد الامير من العراق نهائياً لكن موقف متصرف كربلاء المرحوم السيد جعفر حمندي وعميد كلية الطب السيد هاشم الوتري وغيرهم وقفوا الى جانب عبد الامير وأخذت القضية تتعقد بينه وبين بعض المسؤولين في النجف فعرض قضيته بصورة خاصة على السيد جعفر حمندي فطلب منه ان ينتقل الى مدينة كربلاء المقدسة لأجل ان يكون تحت حمايته فانتقل الى كربلاء ونظم قصيدة بهذا العنوان المستهل :

أرد الوذ من الدهر واشراره             يم ابو فاضل واصيرن جاره

   وفي كربلاء تفرغ لخدمة اهل البيت وشيعتهم انشاءً وانشاداً ومما يذكر عنه انه كان ينام مبكراً ولهذا كان يقرأ للهيئات الكربلائية عصراً يقرأ لعزاء الحمالين والكيالين وعزاء العباسية الشرقية الذي كان يخرج عصراً في زمانه .

وكثير هم الادباء الذين كتبوا عنه ومنهم السيد سلمان هادي آل طعمه : عبد الامير الترجمان الرادود والشاعر الشعبي الذي أبدع في النظم وله عشرات القصائد التي كان يتلوها في المحافل الحسينية ، وكان يعرف بـ(بلبل كربلاء).

كتبت عنه جريدة كربلاء في عددها (11) يمتلك حنجرة قل نظيرها فهو منشد موهوب وقابلية فذة في إلقاء وإنشاد الأشعار بأنواعها ومناسباتها زمانياً ومكانياً بكل نجاح وقدرة  فائقة لذا سماه الأديب المرحوم الحاج جاسم الكلكاوي (البلبل الغريد) فهو بلبل كربلاء في زمانه يستطيع ان يقسم صوته على ذبذبات أوتاره الصوتية كيف ما يشاء فالمواقف الشعرية المحزنة لها طبقة وتفنن خاص بها على عكس المواقف المفرحة التي لها نمط وعزف خاص من أوتار حنجرته الذهبية كما ان لدية إمكانية التحكم في تضخيم وتنغيم وغلق وفتح صوته الى مسافات يرتئيها كما يتطلب الموقف ، وبالإضافة إلى هذه القابلية العجيبة كان شاعراً اشتهر بالشعر الهزلي وشعر المواليد وقد جمع شعر المواليد في ديوان مخطوط  أسماه (بسمات قلب الترجمان) وكذلك كتب الشعر الحسيني وله ديوان في ذلك أسماه( عبرات الترجمان) ونذكر احدى قصائده في المواليد وهي قصيدة (لبن ، لبن) وهي القصيدة التي قالها في حق أمير المؤمنين(علية السلام ) والتي اشتهرت بين الناس رغم مرور أكثر من خمسين سنة من نظمها وقد نظم هذه القصيدة على ضوء أبيات القريض: لا عذب الله امي إنها

          شــــربت حب الوصــــــــي          وغــــذّ يــتــــــــــه باللبـــــن

        وكان لي والد يهوى آبا الحسن       فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن

وأيضاً نذكر مقطع من احدى قصائده :

گال النبي المختار           يا باالحسن يا با الحسن

اللي يحبك صار            طيب لبن طيب لبن

يا بن لبن يا لبن              يا طيبين اللبن

يا ناس كلمن يحب        حامي الحمه حامي الحمه

الفخر لأمه أو مرضع   البي نمه البي نمـــــــه

أم الذي مـا تحب         علي وفاطمــــــــــــــــة

أمصوگر ابنها            دعي و يعبد وثن

لبن لبن يا لبن             يا طيبين اللبن

وسيبقى صوت الترجمان يعلو في سماء كربلاء ولكن هذه المرة عن طريق اشعاره وقصائده الخالدة التي لا زال يقرأها الشعراء والرواديد في مجالسهم وخاصه في ايام عاشوراء.


مركز تراث كربلاء


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :