تاريخ كربلاء

أسرةُ آلِ الطَّباطبائيِّ .. أسرَةٌ عَلويَّةٌ كربلائيَّةٌ عَريقةٌ

أسرةُ آلِ الطَّباطبائيِّ .. أسرَةٌ عَلويَّةٌ كربلائيَّةٌ عَريقةٌ

الكتابةُ عن الأسرِ العلميّة وحياة العُلماءِ والأدباءِ بصورةٍ عامّةٍ تحتاجُ إلى جهودٍ ودراساتٍ واستقصاء؛ من أجل الوصولِ إلى معلوماتٍ جوهريَّةٍ موثوقة، وتفاصيلَ مهمّةٍ تجعلُ القارئَ على مَعرفةٍ تامَّةٍ وإحاطةٍ كاملةٍ بالشخصيّة أو الأسرة التي يقرأ عَنها، وقد بدأنا بالكتابةِ بشكلٍ مختصرٍ ومختزلٍ عن بعضِ الأُسرِ الكربلائيّة ذات التأريخِ المهمِّ والبَصماتِ العلميّة الواضحةِ، بالاعتمادِ على مصادرَ ومراجع متعدِّدة؛ لنقدِّم لقرّائنا الأعزّاء معلوماتٍ مهمَّةٍ وغزيرةٍ بطريقةٍ سَلِسة. وسنتحدّثُ في هذا العدد عن أسرة (آل الطباطبائيّ)، فهي من الأسر العلويّة الكربلائيّة العريقة، من أنجال الحسن المثنّى ابن الإمام الحسن المجتبى ابن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهما السلام أوّل من هاجر منهم إلى كربلاء واستوطنها في القرن الثاني عشر الهجريّ طلباً للعلم هو السيّد أبو المعالي الصغير السيّد محمّد علي ابن السيّد محمّد ابن السيّد عبد الكريم ابن السيّد مراد. حازت أسرة آل الطباطبائيّ الزعامة الدينيّة والمرجعيّة في بعض الأدوار ليبزغَ منها نورُ عددٍ من العلماءِ والمحدِّثين منهم السيّد علي الطباطبائيّ الشَّهير بصاحِب (رياض المسائل)، ويجمعهم النسب بالسادة آل بحر العلوم في النجف بالسيّد مراد، وكِلا الأسرتينِ من سلالة واحدة؛ ليكونَ السيّد محمّد مهدي بحر العلوم الطباطبائيّ الذي اشترك في الثَّورة العربيَّة واحداً من رجالاتِ هذه الأسرة، وكان أوَّل وزيرٍ للمعارِف في تاريخ العراق الحديث، إذ تسنَّم وزارةَ المعارِف في عهد عبد الرّحمن النّقيب في أيلول 1921م، وتوفّي في شوال سنة 1351هـ/1932م، وخَلف نجلَه المحامي السيِّد محمّد صالح بحر العلوم الذي اُنتُخِب نائباً عن كربلاء أكثر من مرَّة ، وقد نذر نفسه لخدمة الكربلائيّين بصورة خاصّة حتّى وفاته سنة 1393هـ. ومن بين أبرز علماء أسرة آل الطباطبائيّ السيّد محمّد الطباطبائيّ ابن السيّد علي بن محمّد علي الطباطبائيّ صاحب الرياض والمعروف باسم السيّد (محمّد المـُجاهد) صاحب المناهِل، إذ يعدُّ من فقهاءِ الشيعةِ في القَرن الثاني عشر والقرن الثالث عَشر. هاجر من كربلاء إلى أصفهان وأقام فيها ( 13) سنة انشغل خلالها بالتدريسِ والتأليفِ، وكان مَرجِعاً في الفقهِ والأصول. عاد بعد وفاة والده إلى كربلاء سنة 1231هـ، فتولّى فيها منصبَ الإفتاءِ والقضاءِ والزَّعامة، وكان مرجِعاً للشيعة في ذلك الزمان، حتّى أغار الوهابيّونَ على مدينة كربلاء، فهاجر إلى مدينة الكاظميّة. له العديدُ من المؤلّفات، منها: مفاتيحُ الأصول، ومناهلُ الأحكامِ، والوسائلُ إلى النَّجاة، وعُمدة المقال في تحقيقِ أحوال الرِّجال، وخلال إقامته في الكاظميّة كانت تدور مراسلات بينه وبين الشاه القاجاريّ فتح علي شاه، إذ كان الشاه يحترمه وكان السيّد يكتب له بعض التعليمات، وعندما تأزّمت الأمور في إيران، طلب فتح علي شاه منه أنْ يتَّخذَ موقفاً، فتوجَّهَ السيّد محمّد المجاهد إلى إيران مع جماعةٍ من العُلماء والطلّاب وأهل الصّلاحِ لنُصرةِ المقاتلين المسلِمين الذين يحاربون الرّوس، فلما دخلها عظّمه أهلُها غايةَ التعظيمِ واستقبلهُ الشاهُ فتح علي القاجاريّ، وأصدر فتوى الجهاد ضدّ الروس وتوجه بنفسِه إلى ساحاتِ القِتال لذا لُقّب بالمجاهد، فصار له في إيران دور بارز، حتّى أنَّ المندوبَ الروسيَّ كان يحاولُ بكلِّ جهده أن يلتقي به، ولكنّه رفض رفضاً قاطعاً. ما تزالُ أسرةُ آل الطباطبائيّ ولّادةً للعلماءِ الذين يسيرون على نهجِ أسلافِهم في التَّدريسِ والتأليفِ وكلّ مفاصل العُلوم الحوزويّة، وكربلاء غنيّة بهكذا أسر علميّة مهمّة؛ لأنّها كانت مَوطنًا للحوزةِ العلميّة الشَّريفة لسنواتٍ طويلة، كما أنّها كانت وما تزالُ مقصِداً لكلِّ أصحابِ العلمِ والفَضيلة.

صور من الموضوع ...

نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7711173108
00964-7602365037
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
info@mk.iq
media@mk.iq

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...