مركز تراث كربلاء... متى؟ وماذا؟ ولماذا؟ أسّس مركز تراث كربلاء عام 2013م، وحظي بدعم لا محدود ماديًّا ومعنويًّا من الأمانة العامّة للعتبة العبّاسيّة المقدّسة، وحقّق إنجازاتٍ مهمّةً على صعيد التحقيق والتأليف، وأسهم بتحريك عجلة المعرفة الكربلائيّة نحو الأمام من خلال تثقيف المجتمع تراثيًّا، واحتضان المختصّين والأكاديميّين عن طريق إقامة المؤتمرات والندوات وإصدار الدوريّات. الهدف من إنشائه هو الحفاظ على تراث مدينة كربلاء المقدّسة، فضلاً عن تهيئة مرجعٍ معلوماتيّ لتاريخ وحاضر مدينة كربلاء المقدَّسة؛ ليرتشف منه الباحثون وطلابُ الفكر والعلوم والمعارف، إضافةً إلى ذكر مآثر الشخصيّات الكربلائيّة وتوثيقها وفاءً لأصحابها كي لا تُبخس حقوقُهم، وخلق حالة التواصل بين الأجيال الحاضرة والماضية ليقتدوا بهم في الإبداع والمآثر، والعمل على إبراز قِدَم المدينة؛ كونها مِن المدن التاريخيّة، وهو يُعنى بجمع وتبويب ودراسة كلّ ما يتعلّق بتراث مدينة كربلاء المقدّسة، من وثائق وصور وآثار فكريّة. تأتي أهمّية مركز تراث كربلاء من كونه المُعطى الحركيّ والناقل للحضارة والثقافة المحلّية والإقليميّة، بما يشكّل هويّة الأمّة الحضاريّة والثقافيّة عبر الأجيال، فشواهد مدينة كربلاء الأثريّة تدلّ على عمقها التاريخيّ، التي كانت وما زالت مناراً لكلّ الفعّاليّات الدينيّة والفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، وغيرها من الفعّاليات المجتمعيّة التي تأثّرت بها المجتمعات الإنسانيّة وخصوصاً الحضارة الإسلاميّة. المركز يتكوّن من إدارةٍ ووحداتٍ عدّة، وهي: (وحدة التحقيق ووحدة فهرسة المخطوطات ووحدة الدراسات ووحدة الإعلام والموقع الإلكتروني بالإضافة إلى وحدة التنسيق والمتابعة ووحدة الذاتية)... سنتكلّم عنها جميعابشكلٍ موجزٍ: • الإدارة: إدارةُ المركزِ المتمثلةِ بالسيدِ د.إحسان علي الغريفيّ، إدارةٌ مهنيةٌ تقوم بتنظيم الأمورِ الإداريّةِ لمنتسبي المركز ومتابعةِ نشاطاتِهم، بالإضافةِ إلى الإشرافِ على عملِ الوحداتِ كافة، ومتابعةِ سيرِ الأعمالِ المتعلقةِ بالإصداراتِ الدوريةِ للمركزِ والمؤلفاتِ المحقّقةِ فيه. فضلًا عن تنظيمِ المؤتمراتِ الدوليّةِ والندواتِ العلميّةِ والدوراتِ التدريبيّةِ والتواصلِ مع المؤسساتِ الأكاديميّةِ والثقافيّةِ والإعلاميّةِ على وفقِ خطةٍ زمنيةٍ معدّة مسبقًا لهذه الأغراضِ. • وحدة التحقيق: تُعدّ وحدةُ التحقيق في مركز تراث كربلاء من الوحدات المهمّة ذات العطاء الكبير في المجال التراثيّ والفكريّ، وتستمدّ هذه الوحدة أهمّيتها من أهمّية عمليّة التحقيق التي تعمل على إحياء المؤلّفات المخطوطة القديمة؛ لتبصر النور من جديد وتُقدَّم إلى الأجيال على طبقٍ من ذهب؛ للاستفادة منها... وتضمّ هذه الوحدة مجموعةً من المختصّين من فضلاء الحوزة العلميّة الذين أسهموا بإصدار عددٍ من الكتب المحقَّقة، بالإضافة إلى إصدار مجلّة (تراث كربلاء المخطوط) الحوليّة، ونشر مجموعةٍ من المخطوطات المحقَّقة في مجلّة تراث كربلاء الفصليّة المحكّمة، ويتّبع العاملون في هذه الوحدة منهجاً علميّاً متطوّراً وخطواتٍ تكفل المصداقيّة في تحقيق المخطوطات. • وحدة فهرسة المخطوطات: تقع على عاتق هذه الوحدة مسؤوليّةُ إعداد الفهارس التراثية الخاصة بمدينة كربلاء، ومنها: (جمع كلّ التراجم الخاصّة بعلماء كربلاء المقدّسة، سواءً الذين وُلِدوا أو دَرَسوا أو دَرّسوا أو تُوفّوا ودُفنوا فيها)، والبحث عن المخطوطات التابعة لهم في مختلف الأماكن، وقد تمكّن العاملون فيها من إنجاز عددٍ من المشاريع المهمّة في مجال الفهرسة، وستبقى هذه المشاريع ضوءً يُستدلّ به على تراث وآثار علماء كربلاء، وهيّ: (فهرس إجازات علماء الحائر، فهرس نسّاخ كربلاء، وفهرس مطبوعات أعلام الحائر). • وحدة الدراسات: هذه الوحدة تقع عليها مسؤوليّة إعداد الدراسات التراثيّة، وإصدار الكتب التراثيّة المتعلّقة بمدينة كربلاء المقدّسة، وقد قامت الوحدة بإصدار مجموعة من الكتب التراثيّة، فضلًا عن إصدار مجلّة تراث كربلاء المحكّمة بصورة دوريّة، وهي مسؤوليّة كبيرة جدًا تتمثّل بانتقاء البحوث وتقويمها وتدقيقها قبل نشرها في المجلّة المذكورة. • وحدة الإعلام: تلعب وحدة الإعلام في مركز تراث كربلاء دورًا مهمًّا وأساسيًّا في تسويق جهود ومنجزات ومؤلّفات ونشاطات المركز عن طريق نشر الأخبار والتقارير في المواقع الرسميّة التابعة له، وكذلك نشرها في الوكالات الإخباريّة المحليّة، والتنسيق مع مختلف الوسائل الإعلاميّة المرئيّة والمسموعة والمقروءة ودعوتها لتسليط الضوء على عمل المركز، بالإضافة إلى تثقيف المجتمع الكربلائي تراثيًّا، إذ تقوم بإصدار مجلّة تراثيّة فصليّة وهي مجلّة (الغاضريّة) الغرّاء... وبالإضافة إلى كلِّ ما تقدّم فإنّ مسؤوليّة إدارة الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز تقع على عاتق العاملين في هذه الوحدة، وهو موقع مهمّ وأحد المواقع التابعة لشبكة الكفيل العالميّة، وفيه أبواب وأقسام تراثيّة متعدّدة ومتنوّعة. • وحدة الذاتيّة: تقع على عاتق هذه الوحدة مسؤوليّة تنظيم العمل الإداريّ الخاص بالمركز، من كتب رسميّة ومخاطبات إداريّة وغيرها. * أما إصدارات المركز الدوريّة، فهي كالآتي: 1-مجلّة تراث كربلاء: تعد هذه المجلّة واحدةً من بين أهمّ الإصدارات التي يُصدرها مركزُ تراث كربلاء، وهي أوّل مجلّةٍ محكّمة في العراق تُعنى بالتراث الكربلائيّ، مُجازَةٌ من وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ ومُعتمَدةٌ لأغراض الترقية العلميّة، صدر عددُها الأوّل عام (2014) وما زالت متواصلةً بعطائها البحثيّ، بمشاركة نخبٍ من الباحثين وببحوث وطروحاتٍ اتّسمت بالحداثة في الطرح، بما يقف على مكنونات مدينة كربلاء المقدّسة المختلفة، التي تزخر بها والتي أهمَلَها التاريخ وأغمض عينه عن العديد منها، وإنَّ أفقَ المجلّةِ يتّسعُ بسعةِ التراثِ بمكوّناتِه المختلفة، من العلوم والفنون المتنوّعة التي عُني بها أعلامُ هذه المدينة، من فقهٍ وأصولٍ وكلامٍ ورجالٍ وحديثٍ ونحوٍ وصرفٍ وبلاغةٍ وحسابٍ وفلكٍ وأدبٍ، إلى غير ذلك ممّا لا يسعُ المجالُ لاستقصاء ذكره دراسةً وتحقيقًا... هيأتها الاستشاريّة تضمّ نخبةً منتقاة من الأساتذة المتخصّصين في الجامعات العراقيّة، مع نخبةٍ أخرى من أساتذة الجامعات العربيّة والأجنبيّة من مصر وتركيا وسلطنة عُمان واليمن. 2-حوليّة (تراث كربلاء المخطوط): وهي حوليّة متخصصة بتحقيق التراث الكربلائيّ المخطوط ونشره، وهي إحدى وسائل إعادة إحياء وحفظ تراث الأمّة المخطوط وإظهاره إلى السَّاحة العلميَّة ليرى النُّور بدلاً من تركه مركوناً في رفوف المكتبات، ومن أجل إفادة القارئ والمطالع من هذا التّراث، وهذه الحولية هي إصدار رديف لمجلّة تراث كربلاء الفصليّة المحكّمة ومكمل لدورها التراثي. 3-مجلّة الغاضريّة: وهي مجلّةٌ فصليّة ثقافيّة تُعنى بتراث مدينة كربلاء المقدّسة، ومعتَمَدة لدى نقابة الصحفيّين العراقيّين، تسلط الضوء على ماضي وحاضر هذه المدينة العريقة الغنّية بمشاربها الثقافيّة والفكريّة، وإنّ تنوّع المطروح فيها إضافةً إلى تنوّع الكتّاب جعل لها مقبوليّةً لدى المجتمع الكربلائيّ وغيره، ويكتب في صفحاتها كثيرٌ من الباحثين والأكاديميّين والمؤرّخين، وكانت وما تزال فاتحةً أبوابها لجميع المشاركين، كما أنّها تسلّط الضوء على أدباء كربلاء وعلمائها ومثقّفيها وخطبائها. وفضلا عن كل ما تقدم فأنَّ المؤلّفات العامّة التي أصدرها المركزُ كثيرة جدًا، وبضمنها موسوعات ضخمة، وسلاسل تراثيّة مهمّة.