تاريخ كربلاء
كربلاء في مشاهدات بعض الرحالة الشرقيّين في العهد العثمانيّ

كانت كربلاء وما تزال محط أنظار العالم باعتبارها حاضرة إسلاميّة مقدّسة ولدت مع استشهاد سيّد الشهداء الإمام الحسين بن علي -عليهما السلام- في العاشر من محرم الحرام سنة (61هـ /680م)، زارها العديد من الرحالة والسيّاح و البلدانيّين منذ القدم، ولا غرو فللرحالة والبلدانيّين إسهام كبير في التعريف ببلدان العالم الإسلاميّ من جهة، وكذلك التعريف بالمعالم الحضاريّة والسياحية في البلدان الإسلاميّة من جهة أخرى. إنّ دراسة واقع الدول النامية ومنها الدول الإسلاميّة على وجه الخصوص يتطلّب جهداَ كبيراَ وخبرات علميّة واسعة من أجل تدوين ما يشاهدونه، وتقصي أوضاع البلاد العامّة. ولاشكّ أنّ معظم هذه الرحلات قد وضعت بلغات غير عربيّة تدخل في ذلك لغات الشرق كالتركيّة والهنديّة والفارسيّة ولغات الغرب كالإنكليزيّة والفرنسيّة والروسيّة والألمانيّة والإيطاليّة وغيرها. ولم يقتصر الزائرون لهذه المدينة التاريخيّة من علماء التاريخ والآثار والتاريخ والجغرافيا وأشياخ الأدب والفن ورعاة العلوم والمعارف الذين قصروها أو أقاموا بها، وعرفوا بمرافقها، وكتبوا فصولًا ممتعة عنها، لأنّها مركز لالتقاء جميع المسلمين من مختلف أرجاء العالم، وقد عانت المدينة الكثير من الإهمال وجور الحكام في عصور مختلفة، وحوت مشاهداتهم تلك أحداثاَ مهمة مرت بها المدينة، ومعالم شاخصة، وكان لابد من أن تخلدها الكتب الغربيّة والشرقيّة. وقد أسهب البعض من أولئك الرحالة في وصف الأماكن المقدّسة وصفاَ دقيقاَ لا غبار عليه، وليس من شكّ أن ما دوّن عن هذه المدينة يشكل حلقة مهمّة من حلقات تاريخها، فالأجانب والسياح قاطبة قدّموا بذلك فكرة عن أحوال كربلاء وطبائعهم، و سجّلوا فيها انطباعاتهم عنها. ومن هؤلاء الرحالة نذكر: • عباس المدنيّ قام هذا الرحّالة بزيارة كربلاء سنة (1130هـ / 1717م) فوصفها بقوله: ((وقد أقمت شهرين بمشهد مولاي الحسين، بلدة من كلّ المكاره جُنّه كأنّها روضة من رياض الجنة، نخيلها باسقات وماؤها عذب زلال من شط الفرات، وأقمارها مبدرة، وأنوارها مسفرة، ووجوه قطانها ضاحكة مستبشرة وقصورها كغرف الجنان مصنوعة، فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة، وفواكهها مختلفة الألوان وأطيارها تسبّح الرحمن على الأغصان وبساتينها مشرقة بأنوار الورود والزهور وعرف ترابها كالمسك ولونه كالكافور. وأهلها كرام أماثل ليس لهم في عصرهم مماثل، لم تلق فيهم غير عزيز جليل، ورئيس صاحب خلق وخُلق جميل، وعالم فاضل وماجد عادل، يحبون الغريب ويصلون برهم وبُرهم بأوفر نصيب.....الخ)). • أبو طالب خان قام أبو طالب خان برحلة إلى كربلاء في اليوم الرابع من ذي القعدة سنة (1218هـ) الموافق لليوم الأوّل من مارت سنة (1803م) فقال: بعد إقامتي ببغداد ثمانية أيام استأنفت سفري لزيارة مشهد كربلاء ومشهد النجف الأشرف وفي هذه المرة لم أُعلم الباشا بنيتي وخطّتي فاكتريت خفية خيلاَ وبغالاَ من حوذي واتفقت معه على أن يرافقني في جميع الطريق وسافرت بلطف فائق. ولقيت حفاوة من كلّ من لاقاني في أي موضع كنت من طريقي وابتهجت بلقيا قاضي كربلاء ملّا عثمان وكان عائداَ إلى كربلاء وكان رجلاَ فاضلًا ولكنّه كان قد تفقه وتثقف وتعلم علماَ جليلاَ وكان بريئًا من أوهام الأحكام التي يحكم بها الطغام قبل الاستعلام وظهر لي أنّه سرّ سروراَ عظيمًا بلقائي ورجا مني أن أكون رفيقه في السفر. وفي الطريق من بغداد إلى النجف رأيت بين كل ثمانية أميال خانات مسافرين مبينة بالآجر تشبه حصوناَ، ولكنّها يندر أن يقيم فيها المسافرون. وفي اليوم الأوّل سرنا أربعين ميلاَ وقضينا الليل في خان المزراقجيّ، ثمّ وصلنا إلى كربلاء في نحو الساعة الثالثة من اليوم التالي ونزلت في دار السيّد حمزة وكنت عرفت ابن أخيه في مقصود آباد في البنغال وكنت أرجي أن أراه ثانية بكربلاء ولكنّه توفّي قبل وصولي إليها بعدّة أشهر، ومع ذلك فقد استقبلني أبواه استقبالاَ حسناَ وأعاناني على إتمام مختلف مناسك الزيارة، وتلقاني حاكم كربلاء أمين أغا بكثير من الأدب ودعاني مرتين إلى التغذي معه وأعد لي خيلاَ لأسافر إلى النجف ورغب في دفع كرائها ولمّا كان ذلك يحرمني ثواب الزيارة ولم أقبل قط هذا البذل. ولقيت في كربلاء عمّتي (كربلائي بكم) وعدّة نساء من توابعها، وكان شقاء أسرتنا قد اضطرهن إلى اعتزال العالم فجئن يقضين أيامّهن الباقية في الأرض المقدسة، وأن هذا اللقاء غير المنتظر سرني أعظم السرور، أنّ الوهابيّين كانوا قد سلبوا منهنّ ما يملكن وقد أعنتهنّ بجميع ما أستطيعه إذ ذاك من العون المالي...الخ. • المنشئ البغداديّ وقصد كربلاء المنشئ البغداديّ سنة (1237هـ / 1822م) فوصفها قائلاَ: من قرى بغداد قصبة كربلاء وفيها خمسة آلاف بيت، وهناك روضة الحسين عليه السلام، ومن بغداد إلى كربلاء 15 فرسخاَ، وفي الطريق قد بنيت خمسة خانات، ويبعد فرسخين خان الكهية والثاني يبعد عن بغداد أربعة فراسخ وهو خان آزاد، ويبعد ستّة فراسخ عن بغداد خان البير أو خان النصف وبعد ثمانية فراسخ خان المزراقجيّ وعشرة فراسخ المسيّب على جانب من الفرات وهناك نحو أربعمائة بيت ومنه يمر من جسر ممدود على الفرات، فسار إلى كربلاء بمسافة خمسة فراسخ. نهر الحسينيّة: ومن الفرات يشتق نهر يذهب إلى كربلاء ويقال له نهر الحسينيّة وفي كربلاء ولمسافة أربعة فراسخ بساتين تمرها مشهور بالجودة. شفاثا: ومن كربلاء يسار إلى شفاثا ومن كربلاء إليها ثمانية فراسخ، وهي بلدة تبلغ نفوسها ألف بيت وفيها بساتين النخل والرمان بكثرة والماء فيها وافر. • أديب الملك زار كربلاء الرحّالة الإيرانيّ عبد العلي أديب الملك سنة (1273هـ / 1856م) فكتب عنها بإسهاب، ونحن ننقل للقارئ بعض السطور، قال: من المسيب إلى كربلاء خمس فراسخ وهي محط رحال من يقصد كربلاء، مع بزوغ الشمس أزمعت الترحال من هناك إلى كربلاء لابساً إحرام الطواف حول قبر حضرة أبي عبد الله الحسين - عليه السلام- متوكّلاً ومعتمداً على الله. وعند منتصف الطريق وصلت إلى تل السلام وأوصلت نفسي إلى ذلك التل، ولو أنّ النخيل المزروع حديثاً أو قديماً كان حائلاً عن رؤيتي القبة والمنائر للحضرة المطهّرة، إلّا أنّني زرت من هناك ووضعت جبهتي في تراب ذلك التل الطاهر، ثمّ واصلت السير حتى وصلت إلى (خان العطيشي) فتغذيت على ضفاف نهر الحسينيّة وبعده واصلت السير. قبل الوصول إلى مدينة كربلاء بحدود الفرسخ ونصف الفرسخ هناك البساتين الكثيفة وقبل الوصول إلى كربلاء بفرسخ واحد توجد (القنطرة البيضاء) وبعد العبور منها يتحقّق أمل الوصول إلى كربلاء للزائرين، والزائرون يمرّون طيلة المسيرة هذه بظلال النخيل الوارفة، وعندما تقع أنظارهم على ذلك الماء والنهر الجاري تتقاطر الدموع من عيونهم ويتأوهون لما لاقاه الحسين - عليه السلام- من منع ماء الفرات عنه. والخلاصة قبل الدخول إلى مدينة كربلاء استقبلني أحد الخدام وكان المرشد والدليل لي لدى الدخول إلى المدينة من باب النجف سلّمنا ما كان معنا من سلاح مقابل وصل بذلك، وذهبنا إلى دار الحاج غلام علي الشماع القريبة من صحن العباس -عليه السلام- ونزلنا هناك فاستحممت عند الغروب وذهبت إلى الزيارة بدلالة السيّد درويش الذي هو من أحد الخدام المحترمين وقراء زيارة الإمام الشهيد – عليه السلام-، فدخلت الحرم المطهّر الحسينيّ المستشهد في سبيل الله ذلك الغريب المظلوم الذي قطع رأسه من القفا إمام الخافقين أبو عبد الله الحسين - عليه السلام- وقبلت المرقد المطهّر..... • سيف الدولة وممّن قصد كربلاء سيف الدولة سلطان محمّد بن فتح علي شاه قاجار وذلك في سنة (1279هـ / 1862م) قال: يستغرق المسير إلى كربلاء المقدّسة أربع ساعات، والطريق تمامه مزروع وأوله الطريق إلى كربلاء يبدأ من نهر الحسينيّة الذي يمرّ بكربلاء ويجري فيها، وعليه جسر جيد من الطابوق يجب العبور عليه، والنهر- في كلّ الأحوال - يقع في الجانب الأيسر، وقد تفرّعت من نهر الحسينيّة أنهار كثيرة تروي بها المزارع وجميعها تقع في الطريق وأن العبور عليها فيه ـ أحيانا ـ شيء من المصاعب. وفي الثلث الأوّل من الطريق هناك تل ترابي يسمّى (تل السلام) ومنه تشاهد قبّة الحضرة الحسينيّة المطهرة وفي الثلث الآخر من الطريق مقابل نخيل كربلاء وبساتينها يوجد (خان) وهو من أعمال المرحوم ركن الدولة ابن المرحوم الخاقان. وقبل الوصول إلى كربلاء مسافة عليك أن تعبر أيضاً على الجسر الكبير المنصوب على نهر الحسينيّة، والعشائر العربية منتشرة عبر الطريق...الخ • عضد الملك زار كربلاء الرحالة الإيرانيّ عضد الملك وذلك في سنة (1284هـ /1817م) فوصفها قائلاً: إنّ مدينة كربلاء من جهة سكانها ووسعتها ووفرة نعمها تمتاز على النجف الأشرف كثيراً، تحيط بالمدينة على بعد فرسخين أو فرسخ ونصف بساتين كثيرة وفيها أنواع المزروعات وخاصة النخيل الكثير كما توجد أشجار المركبات والرمان والتين والأعناب بكثرة جداً لا يمكن حصرها وأن نهر الحسينية بعد ربع فرسخ عن نهر المسيب ينفصل عنه وينحدر إلى كربلاء...الخ. • ناصر الدين شاه زار كربلاء ناصر الدين شاه قاجار سنة (1287هـ / 1870م) فقال: ذهبت هذا اليوم إلى مقتل الحسين - عليه السلام- بالقرب من حبيب بن مظاهر، ونزلنا عبر سلالة (درجات) في موضع منخفض، وكان غرفة صغيرة مرصّعة بالمرايا والنقوش، وكان عليها متولي وخادم ومن ذلك الموضع المنخفض كانت تفتح باب طويلة مرتفعة منصوبة على سطح الأرض تفضي إلى مكان منخفض يقال إنّه الموضع الذي ترحل فيه الحسين - عليه السلام- عن ظهر جواده ومشى على ركبتيه إلى موضع قبره الشريف...الخ • بير زاده في عام (1305 هـ / 1887م) وصل كربلاء الرحالة الإيرانيّ بير زادة فوصفها بقوله: توجهنا إلى كربلاء، ومن المسيب إلى كربلاء يستغرق الوقت ست ساعات ومشينا في الطريق اليابسة بمحاذاة نهر الحسينية المتفرع من نهر الفرات، وكانت الطرادات موجودة لنقل المسافرين من المسيب إلى كربلاء، على أيّة حال أجرنا طراده بـ (24قرانًا) وكان معنا الحاج أغا حسين وعلي قلي خان حربه ومهدي القزوينيّ. جلسنا جميعاً في تلك الطرادة متوجّهين إلى كربلاء، وكان أربعة من الأعراب الذين لم يلبسوا اللباس الداخليّ يقودون تلك الطرادة بالتعاون، وبعد سبع ساعات وصلنا إلى كربلاء المقدسة وكانت أطراف الحسينيّة معمورة بالبناء والزراعة وشاهدنا النخيل المتناثر في كل مكان، كما شاهدنا البيوت والقرى العامرة. ولاحظنا الجواميس الكبيرة القوية النشطة في نهر الحسينيّة وكان عددها 50 أو ثلاثين وهي نائمة في مياه الحسينيّة ولم أجد في مكان آخر جواميس مثلها... ثم يقول: وكان الخان الذي نزلنا فيه يقع في محلة (الجديدة) وكانت المسافة بعيدة من الصحن إلى ذلك الخان وبعد بقائنا فيه ليلة واحدة وبعد التفحص عن منزل آخر انتقلنا إلى خان أغا سيّد تقي دده بكتاشي وكان قريب الصحن في الطابق العلويّ منه وكان مستأجر الخان هو المشهدي صفر شيرازيّ وهو رجل خدوم جيد الأخلاق فقرر لنا منزلاً جيداً...الخ. • نواب حميد يارجونك بهادر زار كربلاء سنة (1907م /1325هـ) فوصفها قائلاً: (المسافة بين بغداد وكربلاء قرابة ستين ميلاً وفيها أربع مراحل حيث نستبدل البغال وصلنا كربلاء في الساعة العاشرة مساءً بعد مرحلة مضنية، وكان نقيب أشراف بغداد قد هيأ لنا بيتاً مكثنا فيه، وفي صباح اليوم التالي ذهبنا إلى (الدورغا) أي المرقد وصليّنا هناك. مرقد الإمام الحسين محاط ببناء منيف فسيح مربع الشكل من كلّ جهة منه باب عملاق قوي جداً وحول الساحة بيوت جليلة من طبقتين يسكنها علماء الدين والطلبة، ضريح الإمام ومنائره الأربع المذهبة في وسط الفناء المربع وحول القبر سياج مربع من الفضة المشبكة، وبعد ذلك ذهبنا إلى مرقد حضرة العباس القريب وهو أصغر من الأوّل في بنائه وبعد أن قرأنا الفاتحة فيه عدنا إلى بيتنا في الساعة التاسعة. وفي المساء ركبنا إلى الموضع الذي كان فيه مخيم الإمام الحسين في أثناء المعركة، ثمّ ذهبنا إلى مرقد حضرة الحرّ. وفي صباح اليوم التالي غادرنا بعربات البريد إلى النجف الأشرف وهي تبعد خمسين ميلاً من كربلاء....الخ) . • عمانوئيل فتح الله عمانوئيل مضبوط وصف كربلاء خلال زيارته لها سنة (1329هـ / 1911م) فقال: وقد سرّنا منظر كربلاء أعظم السرور، لا سيّما كربلاء الجديدة أو (شهرنو) فإن طرقها منارة كلّها تنيرها القناديل والمصابيح ذات الزيت الحجريّ والقادم من بغداد إذا كان لم يتعوّد مشاهدة الطرق الواسعة والجادات العريضة أو إذا كان لم يخرج من مدينته الزوراء ويدهشه أعظم الدهشة عند رؤيته لأوّل مرّة هذه الشوارع الفسيحة التي تجري فيها الرياح والأهوية جرياً مطلقاً لا حائل يحول دونها كالتعاريج التي ترى في أزقة بغداد وأغلب مدن بلادنا العثمانيّة، وعند دخولنا المدينة نزلنا على أحد تجار المدينة وهو السيد صالح السيد مهدي الذي كان قد أعدّ لنا منزلاً نقيم فيه، فأقمنا فيه نهاراً وليلتين، وفي الليلة الأولى خرجنا لمشارفة ما في المدينة مع السيّد أحمد وأخذنا نطوف ونجول في الطرق فمررنا على عدّة قهوات حسنة الترتيب والتنسيق ورأينا فيها جوامع فيحاء ومساجد حسناء وتكايا بديعة البناء وفنادق تأوي عدداً عديداً من الغرباء وقصوراً شاهقة ودوراً قوراء وأنهاراً جاريةً ورياضاً غنّاء وأشجاراً غبياء والخلاصة وجدنا كربلاء من أمّات مدن العراق إذ إن ثروتها واسعة وتجارتها نافعة وزراعتها متقدّمة وصناعتها رائجة شهيرة حتّى أن بعض الصناع يفوقون مهرة صناع بغداد بكثير، لا سيّما في الوشي والتطريز والنقش والحفر على المعادن والتصوير وحسن الخطّ والصياغة والترصيع وتلبيس الخشب خشباً أثمن وأنفس على أشكال ورسوم بديعة عربيّة وهنديّة وفارسيّة ولما حان الغد وكان يوم السبت رأينا ما لم نره في الليل فسبقنا وصفه...الخ. • السيّد محمّد هارون الحسينيّ في الرحلة العراقيّة التي قام بها سنة (1328هـ /1910م) كتب عن كربلاء فصلاً يقع في 60 صفحةً قال يصف (أهل كربلاء): كما وجدتهم عند الاعتبار ورأيتهم لدى الاختبار والله يعلم بحقائق السرائر و الأسرار أناس أشربوا أفاويق حسن الأخلاق وأفرغوا في قوالب الصدق ولا إغراق متواضعون غير مستكبرين، خافضون أجنحتهم غير مستنكفين، صادقون في المواعيد عادلون بين القريب والبعيد، لا سيّما أهل السوق من كلّ صنف وطبقة من أولي التجارة والصفقة إذا كالوا المبتاعين يوفون وإذا اكتالوا عليهم لا يُخسرون ولا يَخسرون، يقبلون على الغريب بوجه طلق ولسان ذلق وكلام ليّن وخلق هيّن، لا يخادعون في المعاملة ولا يقاطعون في المواصلة إذا أتيتهم في بيوتهم قاموا إليك ورحبوا وقبّلوا الرأس والعين ثمّ قدموك وتأخروا...الخ.
صور من الموضوع ...
نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.