أعلام

الشَّيخُ محمَّد حُسين الأعلَميُّ.. قِراءةٌ في سيرتِهِ وروافدِ بنائِهِ الفِكريِّ

الشَّيخُ محمَّد حُسين الأعلَميُّ.. قِراءةٌ في سيرتِهِ وروافدِ بنائِهِ الفِكريِّ

هو الشيخ محمّد حسين بن سلمان بن ولي الله بن أمر الله بن عبد الله الأعلمي، أحد أبـرز روّاد النهضة الفكـرية فـي القـرن العشـرين، فهو مؤلّف ومصنّف ومحقِّق وعلّامة يشار إلـيه بالبنان، ولد فـي إيـران عام 1320 هـ، في قرية مهرجان المتوسطة بين يزد وسمنان ونائين وطبس، ونشأ وتـرعـرع في بـيت علمٍ وأدب حـيث تلقّـى أوّل دروسه فـي القـرآن واللّغة العـربـية في العقد الأوّل من عمره المبارك علـى يد والده، قبل أنْ يرتحلَ إلى مشهد الإمام الرّضا - عليه السلام – ليشـرع بتحصيل مقدّمات العلوم الدينيّة مدة من الزمن. امتاز بشغفِهِ الكبـيـر للمطالعة والدّرس وسعـيه الحثـيث لتحصـيل الثقافة العالـية عن طـريق المذاكـرة والدرس، وقد ساعده علـى ذلك صبـره وجلده، حيث بدأت معالم نبوغه تظهـر فـي سنٍّ مبكـرةٍ، واشتغل بالعلوم الشـرعـية والدراسات الدينـيّة محقِّقاً بذلك أمله واشتياقه الموروث عن والده في تحصيل تلك العلوم. وفـي عام 1340 هـ قرَّرَ الارتحالَ إلى مدينة كربلاء المقدسة قاطعاً " البراري والفلوات، ماشياً وراكباً" حتى وصل في ليلة عَرَفة زار فيها الإمامين الهمامين( عليهما السّلام) قبل أنْ يتوجّه إلى النّجف الأشرف ليبدأ رحلةً جادّةً ومتواصلة في طلب العِلم، اذ قرأ أوّلاً المقدّمات علـى يد السـيد محمّد علـي التفريشـي والشـيخ محمّد الأصفهانـي والشـيخ ضـياء الدين العـراقـي، والعلّامة الحجّة ميرزا حسن الرّشتي والشيخ محمّد رضا النائيني والسيد محمد اليزدي حتى وصل إلى درجة الاجتهاد، فحصل على إجازة الاجتهاد من الميرزا النائيني والشيخ ضياء الدين العراقي كما يذكر الشيخ الطهراني في طبقات اعلام الشيعة . كما كان من جملة شيوخه بالرّواية العلّامة الشيخ آغابزرك الطّهراني والعلامة السيّد هبة الدين الشهرستاني والسيد شهاب الدين المرعشـي النجفي رحمهم الله، الأمر الذي شكّل دافعاً له لارتياد حواضر العِلم للاستزادة في العِلم والمعرفة، لتأتـيَ مـرحلةُ كـربلاء التـي شدَّ الـرِّحالَ إلـيها مرةً أخرى عام 1360 هــ لـيحضـرَ فيها دروسَ كبار علمائِها من أمثال السـيد حسـين القمّـي والسـيد المـيـرزا علـي الشهـرستانـي والمـيـرزا هادي الخـراسانـي والسيد الميرزا مهدي الشيرازي، كما أكمل مسيرته العلميّة بعد أنْ نال من العِلم الفضل الكبير ليتصدّى للتدريسِ مدَّة طويلةً من الزّمن، حيث كان يعقد حلقات الدّرس في المدرسة الهنديّة صباحاً بعد طلوع الشمس بساعة حتى ساعة قبل صلاة الظهر، ليتخرَّجَ عليه جملةٌ من العلماء الفضلاء، الأمر الذي جاء مؤيداً ومتناغماً مع ما وصل إليه من عِلمٍ وفضلٍ استمال بهما يراع من أجازوه. ومن دلائل فضله وعِلمه أنّه معتاداً أنْ يصلي الصلوات الخمس جماعةً، ولا فرق عنده أنْ يكون إماماً أو مأموماً، كما ذُكر بأنّه "ما صلّى فريضةً واحدةً منفرِداً أبداً". خلّف الشيخ الأعلمي جملةً من المؤلّفات التي شكّلت هي الأخرى شاهداً على براعته في التألـيف والبحث، فكان كتاب(دائرة المعارف الشيعية العامة) المسمّـى بمقتبس الأثـر ومجدّد ما دثـر، خـيـر شاهدٍ ودلـيل علـى ما تمَّ ذِكـره، حـيث وصل عدد أجزائه إلـى ثلاثين جزءً، تعـرّض فـيها إلـى دراسة أحداثٍ وشخصـيّاتٍ منسـيّة من التاريخ مدعومةً بوثائقَ وأسانـيدَ لم يسبق نشـرها، إذْ قام نجلُهُ الشيخ حسين الأعلمي بمساعده والده في ترتيب الكتاب بحسب الحروف الهجائيّة، حتى صيرورته بالشكل الذي عليه الآن، إذ نال الكتابُ اعجابَ جملةٍ غير قليلة من كبار العلماء والأدباء والشعراء، ليس أقلّهم ما ذكره الشاعر والأديب السيد عبد الوهاب زيني بقوله : هذا كتابٌ نافِعٌ للبَشَرْ سُطورُهُ منظومةٌ كالدُّرَرْ مُبرهِنٌ أحوالَ ما قد غَبَرْ جاء اسمُهُ مُقتبِس الأثَرْ تنوّعتْ رحلاتُه واقاماته في حواضر العِلم والمعرفة، فقد ارتحل مرةً أخرى إلى مشهد الإمام الرّضا -عليه السّلام - ومكث هناك مدّة من الزّمن، راجع خلالها مكتبة الإمام الرّضا الشهيرة، متفقِّداً ما امتازت به من مخطوطاتٍ ثمينة، لينتقيَ منها ما يُرضي طموحه في البحث والدراسة، ثم انتقل إلى طهران وراجع مكتباتها العامّة هناك، مثل مكتبة مجلس الشّورى ومكتبة الملك وغيرهما، مما أفاده في تصنيف سِفْرِه (دائرة المعارف الشيعيّة العامّة). ومن آثاره المطبوعة علاوة علـى ما ذُكـر كتاب "تـراجم النساء" و"منار الهدى" و" مستدرك الأنساب" قبل أن يلبّـي داعـي ربِّه فـي يوم الخمـيس 26 من شهر ذي الحجّة الحرام عام 1391 هــ الموافق يوم 17 كانون الثانـي 1974م ودُفن بمدينة قُم المقدّسة. أنجب الشيخُ الأعلميُّ أربعةَ أولادٍ، هُم: الشـيخ محمّد حسن الذي انتقل مع والده إلى كربلاء ودرس فيها وفي النجف الأشرف ليستقرَّ بعدها في طهران، والشـيخ محمد حسـين سَمي أبيه والذي نال هو الآخر نصيباً من دراسته الدّينيّة في مدينة كربلاء المقدّسة، وامتاز بنشاطه السياسي المعارض للحكومات في العراق وايران نُفي على اثرها من العراق عام 1966م إلى سوريا، ليستقرَّ به المطافُ في لبنان وانـحصر عملُهُ بتحقيقِ ونشر الكتب الإسلاميّة والتراثيّة في مؤسسته المعروفة باسمه. والشـيخ مُحسن وليد كربلاء الذي سكن بعد اكمال دراسته الأوليَّة في مدينة قم وأصبح من أعلامها، والرابع والأخير هو علي محمّد الملقَّب بزين العابدين والذي ولد بكربلاء وانتقل إلى خراسان ليقضي حياته هناك.

صور من الموضوع ...

نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7711173108
00964-7602365037
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
info@mk.iq
media@mk.iq

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...