المراقد والمقامات الدينية
مرقد السيد محمد بن الحمزة الملقب أبو هاشم

تميزت أرض كربلاء المقدسة باحتضانها مراقد أجساد طاهرة و رجال عظماء خلدهم التاريخ بعلمهم وفضلهم وشجاعتهم ودفاعهم عن الدين والعقيدة،ففي كلّ ناحية وضاحية من كربلاءتجد مراقد منيرة لعترة طاهرة سمت في سماء الفداء,يقصدهم محبوهم من جميع أنحاء العالم للزيارة واستلهام الدروس والعبر من سيَرهم الشريفة,ومن هذه المراقد الطاهرة مرقد السيد ابن الحمزةالواقع في قضاء الهندية (طويريج) والتي تقع على بعد 20 كم شرق مركز مدينة كربلاء. هو السيد محمد بن الحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) المولود في سنة 210ﻫ والمتوفى سنة 286ﻫ.وقد اشتهر بعدد من الألقاب منها (أبو هاشم ) و(سبع الهندية) الذي يدل على شجاعته وحمايته لمن حوله، و (سبع الولاية)و(سبع الجنابات).. وهناك رأيٌ آخر هو محمد بن علي بن حمزة المكنّى بابن الحمزة(عماد الدين) عالم جليل من أهل المئة الخامسة. و ذكر الشيخ علي الكوراني في الجزء الرابع من كتابه معجم أحاديث الامام المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف) أن محمد بن الحمزة سمع أبا محمد يعني الإمام العسكري(عليه السلام) يذكر نصاً فيه إشارة الى ولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)رغم إحاطة الإمام العسكري (عليه السلام) للخبر بالسريّة مما يدلُّ على أنه كان معاصراً للإمام العسكري (عليه السلام)ومن أصحابه وخواصه وعظم منزلته لديه. وبعدوفاة الإمام العسكري (عليه السلام) انتقل من سامراء الى كربلاء بسبب سياسة بني العباس الغاشمة ورغبته في مجاورة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وخدمة زوّاره حتى وافته المنية ودفن في هذا المكان الذي يزار فيه، وقد كان مرقده الشريف عبارة عن بناء بسيط من الخشب قام ببنائه الأعراب المجاورون له ثمّ قام سدنة المرقد وأهل المنطقة ببنائه بناءً كبيراً تعلوه منارة وقبة صغيره، وبعد مُدة غلّف بصورة جيدة وجميلة ، وكان السدنة (الكوام) يديرون شؤونه المالية والخدمية. وقد شهد المرقد تطوراً واهتماماً ملحوظاً بعد ضمَّه للأمانة العامة للمزارات الشيعية بتاريخ10/10/ 2007. مجلة الغاضرية زارت المرقد الشريف والتقت أمينه الخاص السيد محمد باقر محمد كاظم فتحدث عن أوقات الزيارة واقبال الزائرين مؤكداً أن عدد الزائرين في الأيام الاعتيادية يصل الى(500) زائر، فيما يصل يومي الخميس والجمعة الى(2000) زائر، أما في شهرمحرم الحرام وأيام الزيارات الخاصة فيصل العدد الى الآلاف لأن العديد من المواكب الخدمية تحطُّ رحالها في المرقد لخدمة الزائرين القادمين الى الأمام الحسين (عليه السلام) لسعته حيث تبلغ المساحة الكلية للمرقد 2500متر مربع، 700 منها يشغلها الحرم الداخلي ، أما باقي المساحة فيشغلها الصحن والأواوين. ولتقادم البناء قامت الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة بإعادة إعماره فشملت بناء الضريح وتغليفه بالمرمر والكرانيت،وبناء قبة على ارتفاع 28متراً وتغليفها بالكاشي الكربلائي المزخرف و بناء الأواوين والصحن ليتسع لأكبر عدد من الزائرين كما تم أيضاً بناء السور الخارجي للمزار وعدد من المرافق الخدمية الأخرى.