متاحف

من متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات درهم الإمام الرضا - عليه السلام -

من متحف الكفيل  للنفائس والمخطوطات  درهم الإمام الرضا - عليه السلام -

يتميز متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات بأحتوائه كنوزاً ونفائس جعلته واحداً من اهم المتاحف العاليمة المتخصصة فإلى جانب المخطوطات النادرة للمصاحف الشريفة والكتب القديمة القيمة، هناك الاسلحة المهمة والمرصعة باللؤلؤ والاحجار الكريمة والجواهر ، وهدايا الملوك والسلاطين، كما يحوي انواعاً نادرة من السجاد والمسكوكات النقدية القديمة ، حيث تُعَدُّ المسكوكات أو العملات المعدنية القديمة من الوثائق التاريخية الهامة التي يصعب الطعن أو التشكيك في مصداقيتها حيث تتميز بإعطاء معلومات هامة وفريدة عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والعقائدية والفنية للمجتمعات التي كانت تتداولها، ويتعدى مجال الضبط والإتقان فيها وموضوعات الوزن والمساحة ونقاء المعدن إلى كشف كثير من الحقائق والمعلومات التي تشابكت أو تضاربت في المصادر التاريخية القديمة . ومن الثابت تاريخياً أن العملات المعدنية ضُربت خلال العصر الإسلامي بأسماء الخلفاء والحكام والملوك والسلاطين، وقسَّمها المتخصصون في علم المسكوكات وهو المعروف أيضاً بعلم النُّمِّيات إلى عدة أقسام، ارتبط قسم منها بالعملات التي ضُربت في مناسبات معينة، والذي يهمنا هنا في هذا المقام مسكوكات تُعرف بمسكوكات الدعاية وهي التي درج المسلمون على ضربها لغرض الدعاية في المناسبات العامة أو الخاصة لكبار الشخصيات، وقد وصلت إلينا عدة قطع نادرة تنتمي لهذا النوع من المسكوكات يحتفظ بإحداها متحف العتبة العباسية بكربلاء وهي بلا شك من التراث الإسلامي الخالد الذي يجب الحفاظ عليه . ويعتبر الدرهم الفضي الذي نُقش عليه اسم الإمام الرضا علي بن موسى بن جعفر (عليهم السلام) من أندر وأهم الدراهم الفضية التي ضُربت في تلك الفترة وذلك لأنها سلطت الضوء على العلاقة بين العباسيين الذين أطاحوا بحكم الأمويين معتمدين على شعار الرضا من آل محمد من جهة، والعلويين الذين نقموا عليهم لاستبدادهم بالسلطة وسيطرتهم على مقدرات الأمة الإسلامية من جهة ثانية، فعندما استقدم المأمون العباسي الإمام الرضا (عليه السلام) من المدينة المنورة إلى خراسان عاصمة ملكه آنذاك بأسلوب يلفه المكر والدهاء وبهدف التصفية، حاول المأمون احتواء الإمام (عليه السلام) والقضاء على نفوذه الروحي واسع الانتشار في أوساط الأمة الإسلامية، فخلع أخاه الأمين من ولاية العهد وجعلها من بعده للإمام الرضا (عليه السلام)، وكان ذلك في شهر رمضان من سنة 201هـ، وتشير المصادر التاريخية إلى رفض الإمام القبول بها، ولكنه قبلها مجبراً في النهاية بعد أن أفرغها من محتواها حيث اشترط عدم التدخل في شؤون الدولة إلا في حدود ما تقتضيه مسؤوليته الشرعية بتقديم النصح والإرشاد . وبهذه المناسبة ضُربت الدنانير الذهبية والدراهم الفضية باسم الإمام الرضا (عليه السلام)، ولم يصلنا منها إلا نماذج قليلة من الدراهم الفضية التي ضُرِبَِت في كل من سمرقند وفارس وكرمان والمحمدية وأصبهان . والدرهم الذي نحن بصدد عرضه ضُرب بمدينة أصبهان عام 205هـ، وهو درهم فضي يبلغ وزنه 2،85غم، وطول قطره 27مم، نُقشت على وجهه وظهره نقوش كتابية بالخط الكوفي، وقد نُفِّذ النقش الموجود في مركز الوجه على أربعة أسطر تُقرأ كالتالي: لا إله إلا / الله وحده / لا شريك له / المشرق . وعلى هامش الدرهم أي في مدار الحاشية، نقرأ: بسم الله ضرب هذا الدرهم بمدينة اصبهان سنة خمس ومائتان . ويلي هذا الهامش هامش آخر في الطوق الخارجي للدرهم نُقشت به الآية الكريمة: لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله . أما ظهر الدرهم فقد نُقش بمركزه سبعة أسطر كتابية نقرؤها كالتالي: لله / محمد رسول الله / المأمون خليفة الله / مما أمر به الأمير الرضا / ولي عهد المسلمين علي بن موسى / بن علي بن أبي طالب / ذو الرياستين . كما نُقشت على الهامش الدائري للظهر أيضاً كتابة نصها: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . وتجدر الإشارة إلى أن لقب "ذو الرياستين" المنقوش في نهاية النص الكتابي بظهر الدرهم كان من الألقاب السياسية الدنيوية التي لا تمت بأي صلة للإمام الرضا (عليه السلام)، وإنما يشير هذا اللقب إلى الفضل بن سهل وزير المأمون، فمن الثابت تاريخياً أن الإمام (عليه السلام) لم يكن في حاجة لمثل هذا اللقب أو غيره من الأمور الدنيوية، بل كان زاهداً ورعاً، منصرفاً عن كل مظاهر الترف والمناصب السياسية أو غيرها ومنها بطبيعة الحال ولاية العهد التي ظل رافضاً لها حتى لقي ربه . وقد أشارت معظم المصادر التاريخية إلى استشهاد الإمام الرضا مسموماً في طوس على يد المأمون في أواخر سنة 203هـ، وهنا يثار سؤال هام وهو: كيف تُضرب عملة سواء كانت دنانير أو دراهم باسم الإمام الرضا (عليه السلام) بعد وفاته بسنتين؟! وتأتي الإجابة على هذا السؤال فيما ذهب إليه أحد الباحثين من أن المأمون استمر بسياسته المجامِلة للعلويين ومداهنته لهم حتى يضمن ولاءهم أو على الأقل يتحاشى انتفاضهم أو ثورتهم عليه بشكل عام، وربما كان بقاء هذه السِّكة إلى هذا التاريخ يصور هذا التوجه ويدلنا على الرسالة التي وجهها بدهائه إلى مناوئيه من بني العباس ودعوته لهم لبيعته بعد وفاة الإمام الرضا (عليه السلام). وتذكر المصادر التاريخية أن دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت (عليهم السلام) وفد على الإمام الرضا (عليه السلام) في خراسان وألقى بين يديه قصيدته التائية المعروفة، فأعطاه الإمام عشرة آلاف درهم من تلك الدراهم التي سُكَّت باسمه بعد أن ضمّن الإمام (عليه السلام) هذه القصيدة بيتاً من نظمه ينعى فيه نفسه ويُعلِم فيه شيعته ومحبيه خبر مصيره الذي سيلاقيه، وعند عودة دعبل إلى العراق تهافت عليه محبو أهل البيت لسماع تلك القصيدة، واشتروا منه الدرهم الواحد بعشرة دراهم حباً وشوقاً للإمام الرضا سلام الله عليه .

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7711173108
00964-7602365037
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
info@mk.iq
media@mk.iq

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...