المدارس الدينية

مدرسة الامام الصادق - عليه السلام - العلمية في كربلاء

مدرسة الامام الصادق - عليه السلام - العلمية في كربلاء

تحدثت العديد من الكتب التاريخية المعتمدة أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) كان يَفد على كربلاء لزيارة قبر جده الإمام الحسين (عليه السلام) مع مجموعة من أصحابه، وبعد زيارات مُتعدِّدة قرر السكن في مدينة كربلاء، ومن ثم القيام بتأسيس مدرسة علمية كبيرة، وكان ذلك في النصف الأول من القرن الهجري الثاني، في أيام الحاكم العباسي أبي العباس السفاح . إلّا ان المصادر التاريخية لم تؤرخ أيام إقامته بصورة واضحة.وقد نقل الشيخ محمد حسين الاعلمي نقلاً عن كتاب البحار عن نزوح الإمام الصادق (عليه السلام) الى كربلاء المقدسة واستقراره فيها حيث قال ما نصه:( في سنة 144 هجرية قَدِم الإمام الصادق عليه السلام لزيارة جده أمير المؤمنين، فلما أدّى مراسيم الزيارة خرج وسكن شمال كربلاء). وبعد استقرار الإمام(عليه السلام )في كربلاء اختار المنطقة القريبة من الحرم الحسيني المقدس، والتي سُميت بأراضي الجعفريات،والتي تُسمَّى اليوم بمقام الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وهو الأثر الباقي من مدرسته العلمية المباركة. وما أن علِمَ رجالُ الفكر من أتباع آل البيت (عليهم السلام) بتأسيس هذه المدرسة حتى أخذت مجموعةٌ منهم بالتوجُّه الى كربلاء للدراسة على يد الإمام الصادق (عليه السلام) وكبار أصحابه الأجلّاء الذين كانوا يرافقونه لكي ينهلوا من علومه الغزيرة، وهكذا ازدحمت المدرسة بالفقهاء والمحدِّثين والعلماء، ولقرب كربلاء المقدسة من مركز الخلافة العباسية. وصلت اخبارُ تأسيس هذه المدرسة العلمية الكبيرة الى أسماع الحاكم العباسي أبي جعفر المنصور فأصابه الفزع من هذا الأمر، فكتب الى أبي حنيفة يطلب منه مساعدته في التصدي لأفكار الإمام الصادق (عليه السلام) فما كان من أبي حنيفة إلّا أن قام بتهيئة اربعين مسألة فقهية،فاستدعى المنصورُ الإمامَ الصادق (عليه السلام) بعد أن أبلغه أبو حنيفة بإحضاره الأسئلة، فجاء الإمام الصادق(عليه السلام) الى قصر المنصور، فرحَّب به وأجلسه بقربه، ثم استدعى أبا حنيفة وطلب منه أن يطلب من الإمام(عليه السلام)الإجابة عن هذه الأسئلة، وما أنْ وجَّه أبو حنيفة أسئلته الى الإمام الصادق (عليه السلام) حتى أجابه عنها.فأيقن المنصور انّ الامام الصادق (عليه السلام) هو الأعلم في كل أمور المسلمين الفقهية،الأمر الذي دعاه الى أن يحسب ألف حساب لأفكار الامام (عليه السلام) السديدة، فبدأ بانتهاج سياسة تعسفية ضد الامام (عليه السلام)وأتباعه، وعلى إثر هذه السياسة الهوجاء قرر الإمام الصادق (عليه السلام) العودة الى المدينة المنورة. بعد مغادرة الامام (عليه السلام) العراق استمر تلامذته في مواصلة دراستهم في مدرسة كربلاء الى أن جاء الامام الكاظم(عليه السلام) الى العراق ومن ثم التوجه نحو كربلاء، وكان ذلك أيام الخليفة العباسي المهدي في المدة بين (162- 165) هجرية.وبعد وصول الامام الكاظم (عليه السلام) الى كربلاء قام بزيارة مرقد جدّه الإمام الحسين(عليه السلام)، ثم قرَّر بناء مدرسة جديدة تكون مكمِّلة لمدرسة الامام الصادق (عليه السلام) وكان مقرّها في الشمال الشرقي من الروضة الحسينية المقدّسة، وغرب الروضة العباسية المطهّرة،في الموضع الذي يدعى اليوم بـ (زقاق السادة). تصدى الامام الكاظم (عليه السلام) للتدريس ونشر الفقه الإسلامي والحديث الشريف، وبهذا أصبحت مدرسته امتداداً لمدرسة الامام الصادق (عليه السلام)، حيث توافد المئات من كبار رجال الفقه والعلم من أتباع آل البيت (عليهم السلام) على هذه المدرسة النموذجية، وقد استقرَّ قسمٌ منهم في مدينة كربلاء، حيث شيَّدوا الدور والمدارس العلمية فيما بعد، وخاصة بعد مغادرة الامام الكاظم (عليه السلام) كربلاء؛ عندما قرَّر العودة الى المدينة المنورة ليكون بعيداً عن مركز الخلافة العباسية، واستمرت هذه المدرسة العلمية الكبيرة باستقطاب أتباع آل البيت (عليهم السلام) وخاصة في المدة التي ساد فيها الهدوء وتمتع أتباع آل البيت بنوع من الحرية وخاصة في عهدي المأمون والمستنصر العباسييَّن، وبهذا كانت مدرستا الامام الصادق والامام الكاظم (عليهما السلام) من المدارس العلمية الكبيرة التي أسست في مدينة كربلاء،واللتان كان لهما أثراً كبيراً في نشر الفكر الجعفري من خلال الرجال الذين تخرجوا من هاتين المدرستين العلميتين الكبيرتين، حيث انتشر قسم كبير من هؤلاء الأجلّاء في مناطق عديدة من مدن وقصبات العراق،إضافة الى العديد من المدن الإسلامية الأخرى، وقد كان لهما الفضل الكبير في إيصال مبادئ وأفكار الفقه الجعفري الى جميع أنحاء العالم الإسلامي. أما اليوم فلم يبقَ من بناية مدرسة الامام الصادق(عليه السلام) سوى الموقع الحالي الذي يُطلق عليه (مقام الإمام جعفر الصادق"عليه السلام" ) بالرغم من أن بناية المدرسة التي شيَّدها الامام الصادق (عليه السلام) قد جرى تعميرها وترميمها مرات عديدة كانت أولها من قبل عضـد الدولـــة البويهي عام 371هـ ، ثم إعـاد ترميـمها الشـاه إسماعيـل عام ( 914 هـ) كماقام الزعيم البكتاشي ( جهان دده ) الذي كان مقيماً في كربلاء بإعادة ترميمها في عام(950هـ). وفي عام ( 1260 هـ ) قام العلامة الكبير علي تقي الحائري بإعادة ترميمها لتكون آخر يد اعمار تُمدُّ إليها فتعرضت للاندثار كمدرسة لكنها ما زالت مزاراً يقصده محبو أهل البيت (عليهم السلام) ليتنسموا عبق الامامة ويستلهموا رَوح العلوم الربانية التي بثّها امامهم جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في هذه البقعة المباركة.

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7711173108
00964-7602365037
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
info@mk.iq
media@mk.iq

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...