كتاب (فقه الحديث عند المحقّق البحرانيّ في موسوعة الحدائق الناضرة) الذي ألّفه فضيلة الشيخ أمين حسين نوري، وراجعه وضبطه ووضع فهارسه مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة.

تناول الكتابُ منهجَ الشيخ يوسف البحرانيّ في التعامل مع دلالة الحديث وآليّات الإلمام بها والمبادئ التي صدر عنها في ثنايا مدوّنته الفقهيّة الضخمة: (الحدائق الناضرة).

والسؤال الرئيس في هذا الكتاب: هو عن كيفيّة التوصل إلى فقه المعنى العام للحديث بشكل صحيح، وما هي المراحل التي مرَّ بها الفقيه لاستكناه النص من منظار المحقّق البحرانيّ؟.

وقد تحدّث لنا مؤلّف الكتاب فضيلة الشيخ أمين حسين نوري، قائلًا:

احتوى الكتاب على أربعة فصول، إذ أطللنا في الفصل الأوّل إطلالة خاطفة على حیاة البحرانيّ، ومکانة تراثه في المنظومة الفقهیّة الشیعیّة، کما تحدّثنا عن فقه الحدیث وأهمّیّته، ثمّ عن  الضّرورة الّتي دعت إلی إخضاع هذا الموضوع للبحث؛ لنشرع مع الفصل الثّاني في رصد کیفیّة تعاطي البحرانيّ مع دلالة الظّواهر الحدیثیّة، موضّحین عناصر بالغة الأهمّیّة في فکر البحرانيّ في هذا المجال من نحو محاولته التأكّد من «صحّة نصّ الحدیث» عبر المقارنة بین روایاته المختلفة في المصادر الأصل، کما أشرنا إلی ما وقع فیه بعض الفقهاء من الأخطاء في هذا المجال، لیلیه دراسة ضوابط فقه المفردة الحدیثیّة، الّتي من أهمّها نظرته في النّهج الصّحیح لتفسیر المفاهیم الواردة في النّصوص وتطبیقها علی مصادیقها... وأضاف:

أما في الفصل الثّالث نعالج المعنی العامّ للحدیث، وکیفیّة الإحاطة به، محاولین الکشف عن مبادئ صاحب الحدائق من نحو دلالة الأمر علی الوجوب، ودلالة النّهي علی التّحریم، وحمل إطلاق الرّوایات علی الأفراد الشائعة المتکرّرة الوقوع، کما تطرّقنا إلی الضّوابط العامّة لفهم المعنی المراد من منظار الشّیخ.

واختصّ الفصل الرّابع بالحدیث الموسّع عن ظاهرتین مهمّتین في تاریخ الموروث الحدیثيّ وهما: تعارض الرّوایات، ونقد الحدیث، فسلّطنا الأضواء أوّلًا علی منهج الشّیخ في مجال التّعارض والحلول الّتي قدّمها بهذا الشأن، کما عرضنا ثانیًا للحدیث عن المرجّحات المقعّدة میدانیًّا في الحدائق؛ لندرس بعده الانتقادات الّتي سجّلها علی متون بعض الرّوایات الّتي وجد فیها تصادمًا مع مسبقاته الثابتة کلامیًّا أو فقهیًّا، لننتهي إلی نهایة الحلقة مع الفصل الخامس الذي أجملنا فیه أبرز مخرجات الدّراسة.

الجديرُ بالذكرِ أنَّ عددَ صفحات الكتاب هو 185 صفحةً، وتمَّت طباعة 500 نسخة منه -كطبعةٍ أولى- في دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع.