العتبة العباسية المقدسة تفتتح مركز تراث الحلة
التاريخ : 27 / 5 / 2016        عدد المشاهدات : 1622

كف الكفيل يفتتح مركز تراث الحلة

  الحلة بلد حضاري ذو تراث علمي، نحتاج أن نبحث فيه بدقة ونري العالم كيف أنشأ الانسان العراقي هذه الحضارة في هذه المنطقة التي تغفو على نهر الفرات. 

بهذه الكلمات العذبة أفتتح سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المطهرة (دام عزه) يوم22 شباط 2014م الموافق 21 ربيع الآخر 1435هـ، مركز تراث الحلة, وأضاف سماحته:( لقد كان للحلة ذلك الدور الريادي الذي تمتد جذوره إلى ما قبل التأريخ والذي تجلى بصفة خاصة في القرنين السادس والسابع الهجري, فنرى هجرة العلماء إليها ليتتلمذوا على أيدي علمائها لما لها من نهضة فكرية وحضارية وعلى مختلف المستويات, فكان لها قصب السبق في الجانب المعرفي وفي مختلف الفنون والآداب أو من خلال تراثها المعماري والكتبي) .         
وعن دور الحلة الريادي في الساحة الفكرية والعلمية تحدث سماحته قائلا:(أهل الحلة لا شكّ أنهم أعرف بمدينتهم هذه، المدينة التي سبقت وتسلّقت ربى المجد قديماً بما حباها الله تبارك وتعالى من نعمٍ كثيرة، من موقع جغرافي خاص وجعل نهر الفرات يمرّ بها، حتى أصبحت تغفو على جانبيه ، وقد كان لها قديماً وحديثاً دورٌ رياديٌّ باعتبارها همزة الوصل ما بين الشرق والغرب، وأنتم تعلمون أن بعض المدن عندما تقع موقعاً متميزاً ومدينة معطاء لكنّها تدفع ضريبة إزاء هذا الموقع، وهذه الضريبة تنشأ من صراع الحضارات وتبدّل السلطات وتداخل المصالح وتشعّب الأهداف، فتنال حصتها ممّا يمكن أن يحدث نتيجة هذه الصراعات، وكانت حصة الحلة كبيرة من سياسة التجهيل وسياسة الرغبة في غيبتها عن الساحة لأسباب هي واضحة عندكم) .

      وأضاف سماحته : (حتى في الأزمنة السابقة لو نقتطع جزءاً يسيراً من تاريخ الحلة لكان في نفس الوقت هو جزء مهم وعظيم، وآثارها الآن تدلّ على عراقتها وعلى جذورها, فهي مدينة لها جذور والمدينة التي لها جذور لا يمكن أن تموت ، بعض القرون التي مرّت على الحلة كان لها الريادة في الفقه وفي الأدب والشعر وفي جميع العلوم حتى قصدها مَن قصدها مِن داخل وخارج العراق، وبرزت في سمائها أسماء لامعة ظلّ صداها ليومنا هذا، وتجد هذه الدوحة المهمة من تاريخ الحلة يزاحم بعضها بعضاً، فلا تجد شاعراً إلّا وقد مرّ عليها وأصبح من رياديي الشعر) .

      وعن ضرورة وأهمية إنشاء هذا المركز تحدث سماحة السيد أحمد الصافي
( دام عزه ) قائلاً: (الحلة عبارة عن منجم للفقهاء وعلماء الكلام والشعراء، ومن هنا ارتأينا أن ننشئ هذا المركز في الحلة بعد أن بدأنا في مركز تراث كربلاء ثم الى البصرة، وحاولنا أن نستثير الغبار الذي جثم عليها سنين عديدة، وأن نستنطق هذا التراب ونستثيره، جئنا الى الحلة الفيحاء لأنها هي التي نادت لشموخها ولانحتاج الى أن نلتفت حتى نراها، وإنما هي قمة شامخة لما حملت بين ثناياها من عمالقة الفكر والأدب والثقافة، فلابُدّ أن نعمل لابُدّ أن تتظافر الجهود من أجل أن نظهر هذه الكنوز ونجعلها أمام الأجيال ونري الأجيال القادمة ما فعل الآباء والأجداد، نحن عندنا مشكلة في العراق ونتيجة السياسات الظالمة أصبحنا لا نبالي بتراثنا، وكم من تراث معماري هندسي سُرق، وكم من مخطوطات سُرقت، وكم من موروث له امتدادات لسنين كبيرة باعتها الناس وحاولت أن تأتي الى مواقع الآثار, لأنها كانت تعاني شظف العيش وكانت السياسات الأخرى تشجّع على هذه السرقة حتى تطمس هذا التراث) .

ولاستنطاق هذا التراث الاصيل وبعثه من رقدته برجاله ومفكريه أشاد سماحة  السيد الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة بهذا المنجز الحضاري قائلاً: (هذا المركز لا يعنى بالتراث الهندسي فهو معني بالشؤون الفكرية، لكن في نفس الوقت لابُدّ أن نهتم بالتراث المعماري والهندسي ونحفّز الجهات المعنية من خلال هذا المركز ، وأن تكون رسالة للدولة الى أن تعزّز وزارات الآثار ووزارات السياحة، من أجل الاهتمام بالمواقع الأثرية، نحن معنيّون الآن باستنطاق الماضي وإخراج هذا التراث ، وهذا المركزهو مركز ثقافي وتراث أدبي معني بكلّ ما مرّت به الحلة من حضارة ، من مكتوب ومقروء ومسموع، والذي لابُدّ أن ينتقل وفق قنوات موثوقة ودقيقة ) .

وأضاف سماحته قائلاً: (مأساة الفكر والعلم والثقافة عندما تُبتلى بجهلة تكون هذه قمة المأساة، لا يمكن أن يعبّر عنها لا بلسان ولا بكلام، وإنما هي عبارة عن معاناة، والمعاناة يفهمها أهلها وهذه المدينة العريقة لابُدّ أن تنهض كما هو المأمول برجالها ومفكريها وعلمائها، وتقول: " أنا في طليعة التراث " فهي مدينة لها الأهلية التامة أن تقول: " أنا موجودة " فهي ليست في التاريخ وإنما منها كتب التاريخ، لها هذا الجذر العميق الذي يصل الى آلاف السنين ونفخر واقعاً بما عندنا ولكن لا يمكن أن نتكئ على الماضي دائماً، قد تكون هذه حيلة العاجز، فلابُدّ أن نواصل وهذه المواصلة تحتاج الى تظافر الجهود من الجميع، حتى نقول أن الحلة لا زالت فتيّة بشبابها بمفكّريها بشيوخها بعشائرها، لازالت تحتضن وتكون كإكليل لهؤلاء الأعزاء الذين سكنوها وواصلوا الليل بالنهار من أجل أن تبقى ويبقى هذا التراث ناصعاً ) .

وقد وجه سماحته دعوة الى المعنيين بهذا الإرث الحضاري إلى ضرورة التعاون والتواصل مع مركزتراث الحلة لإحياء تلك النهضة الحضارية وإعادة الحلة الى سابقِ مجدها وريادتها الطبيعية تحت راية الكفيل (عليه السلام) فقال: (نحتاج الى وقفة من الأخوة جميعاً لمساندة القائمين على هذا المركز، حتى يظهر هذا التراث بالشكل الذي نطمح اليه ونسابق غيرنا بل نحاول أن نسبقهم، والإنسان عندما يظهرما عنده هناك حصة للأجيال ستسأل الأبناء، ماذا فعلتم؟ كما نحن الآن نسائل الآباء والأجداد، ماذا فعلتم؟ يقولون نحن فعلنا الكثير، والآن مسؤوليتكم أن تظهروا هذه الأشياء، إذن لابُدّ من إعطاء خارطة طريق للجيل القادم حتى يقول: إني حفظت الأمانة، بل حاولتُ أن أضيف عليها الكثير).

أُستُهِلّ الحفل بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم، وتلا ذلك قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق، ومن ثم نشيد العتبة المقدسة (لحن الإباء)

وقد شهِد افتتاح المركز إقبالاَ منقطع النظير تجلى بذلك الكم الهائل من أهالي الحلة والضيوف الذين وفدوا من شتى المحافظات ومن خارج العراق، ليشهدوا وضع اللبنة الأولى في إحياء هذا الصرح الحضاري المكين.

ثم كان للسيد مدير مركز تراث الحلة كلمة أشاد فيها بالجهود المخلصة والخيرة للعتبة العباسية المقدسة وفق توجيهات اية الله العظمى السيدعلي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) الذي قال إن (الحلة في عيني)، وقد تمثلت في الاهتمام الكبير لسماحة الامين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) فقال:

(إنه لشرف كبير وعظيم إن يطأ أمير المؤمنين (عليه السلام ) هذه الأرض ويسميها قبل إن تولد ويلقبها قبل أن يكون لها وجود فقال أنها الحلة السيفية ثم نعت

كلمة السيد رسول الموسوي مدير مركز تراث الحلة

أهلها أنهم قوم مؤمنون, وإنه لشرف أخر وعظيم لهذه المدينة أن يدخلها الإمام الصادق (عليه السلام) مرات عدة وله مقام في المدينة ثابت تاريخيا وليسَ عليه غبار وإنه لشرف ثالثَ لهذه المدينة أنها تسمى مدينة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام ), وإنه لشرف أخر أن يمد أبو الفضل العباس (عليه السلام ) يديه الكريمتين لهذه المدينة ليسقي ظمأها فهو ساقي العطاشى ولينيرها فهو قمر بني هاشم فالسلام على أبي الفضل العباس، وعلى كل من يعمل تحت قبته الشريفة وأخص منهم سماحة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الصافي).

وعن ضرورة انشاء هذا المركز التراثي أضاف قائلاً:

(نحن أمام تراث متصل بالله سبحانه وتعالى لا متصل بالبشر فقط فعندما نقول أهل البيت (عليهم السلام) فان ذلك يعني من لا ينطقون عن الهوى، وإرثهم يعني إرث هذه المدينة، ولذا إن وضعت تراث مدينة الحلة في كفة ووضعت تراث المدن التاريخية الأخرى في الكفة الأخرى لرجحت كفة تراث الحلة، فتراثنا ليسَ تراثاً بشرياً بل هو تراث الهي .

إن مدينتا مدينة الأنبياء ودوحة العلماء ونحن أمام مدينة تفنى الأجيال ولا يفنى تراثها وهذا ما لاحظه حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد أحمد الصافي فأسَسَ هذا المركز المبارك باسم أبي الفضل العباس (عليه السلام) .

بعدها كان هنالك عرض لفيلم تسجيلي عن مركز تراث الحلة واقسامه ووحداته, موضحاً آلية العمل والمهام المناطة به والنشاطات التي تقام في هذا المركز .

أعقب ذلك كلمة للوفود المشاركة في حفل الافتتاح ألقاها الباحث المصري الدكتور عادل محمد زيادة أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية في جامعة القاهرة عن إنشاء هذا المركز بكلمة جاء فيها: " إن الحضارة الإسلامية لعبت دوراً هاماً في إثراء التراث الثقافي للبشرية، فهي تمثّل حلقة الوصل بين التراث القديم والحديث على حد سواء, وإن ما يدعو الى السرور المشاركة في افتتاح هذا المركز, والاعانة على تطويره ونشره عالمياً بأسلوب متطور أسوة بباقي المراكز الثقافية والحضارية في العالم" .

وجاءت بعدها كلمة الباحث التاريخي الدكتور محمد علوش من جمهورية لبنان أكّد فيها على ضرورة الاعتناء والمحافظة على التراث، كونه يحافظ على هويتنا وبما إننا مسلمون فتراثنا يحافظ على جزء كبير من هويتنا الحقيقية .

الشاعر الدكتور اسعد النجار

   وكان للشعر حصته في هذا الحفل البهيج, حيث القى الدكتور اسعد النجار قصيدة تمجد الحلة وارثها العريق :

لحلة المجد نهدي شعرنا طربــــا              فكم أرتنا بأيام مضت أدبــــــــــــــا

لمــــا أرتنا وتاريخـــــــاً وفلسفة              ومنطقاً واصولاً ترتدي العجبـــــــا

وقفت في الحلة الفيحاء أرقبهـــا              وجدت تاريخها مسكاً وقل ذهبـــــا

يا حلة الخير يا فيحاء يا أمـــــلا              ماذا أقول لحصن عانق السحبــــــا

فذاك ابن نمـــا تسمو شمائلــــــه              وبآل طاووس نلقى سادةً نجبــــــــا

وابن ادريس يزهو في سرائـره               وابن العرندس يعلو شعره لهبــــــا

ثم المحقق لا تنســـــــى شرائعه               والشيخ و رام يأتي علمه نصبــــا

وهاشم وصفي الدين فارســــــها              وذاك صالحها الكواز عدّ أبـــــــــا

وصدقة و دبيس الاسد قائدهـــــا              وحيدر بن سليمان غدا عذبــــــــــا

وإن نسيت فلا انسى مرابعهــــــا              وفارساً أتعب الاعداء والحجبــــــا

أبوحسين علــــي الحق حلّ بهــا              اقام فيها مقامين غدت شهبــــــــــا

وجعفر الصادق الصديق حلّ بها             اقام بالجامعين مسجداً رحبــــــــــــا

بالجامعين علوم الدين قـــد رفعت             وتلك جبران تغني من لها انتسبا

أمر بالطــــــاق أرنــــو في أزفتها             وتلك مهديتي أضحت لنا حسبــــــــا

أرى التعيس وقد حل السرور بها             أما الكراد فكم اهدت لنا صحبــــــــا

فتسعمائة من أعوامها انصـــرمت            تعطي المعارف والاشعار والعجبــا

كما كانت للأكاديميين كلمة في هذا الحفل ألقاها من جامعة بابل الدكتور بدر ناصر حسين حيث قال: (إنها التفاتة مهمة وكريمة من العتبة العباسية المقدسة لفتحها هذا المركز المهم، والذي سيكون أحد النوافذ التراثية المهمة التي تطل بها مدينة الحلة على قريناتها من المدن ذات التراث الكبير، من أجل التعريف بها ومحاولة إعادة ما طمس من هذا الإرث العظيم)

أعقب ذلك كلمة المؤرّخين الحلّيّين التي ألقاها الأستاذ عدنان سماكة جاء فيها : (إن مدينة الحلة هي مدينة الجمال والكمال والنبوغ والذكاء والسخاء ومعقل العروبة وكعبة العلم والأدب, أصبحت في عهدها النيّر أعظم الجامعات الإسلامية التي ساهمت في نهضة الشرق الثقافية، وأنجبت الكثير من العلماء والأدباء والمفكّرين في تأريخها القديم والمعاصر، وكان لهم أثر في دعم الحركة العلمية والأدبية وتنمية الشعور القومي والعزّة الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة، وأعتقد أن هذا من أهم الأسباب والدوافع التي قامت بها العتبة العباسية المقدسة بإقامتها لهذا المركز المهم والذي سيكون بذرة لإعادة تراث وإرث هذه المدينة لبزوغ صرح مبارك في مدينة الحلة) .

كانت بعد ذلك قصيدة للشاعر السيد أحمد الزاملي تحدثت عن تاريخ الحلة ومناقبها , وعن فضائل أهل البيت (عليهم السلام) .

وفي ختام الحفل قدم سماحة السيد رسول الموسوي مدير مركز تراث الحلة هدية المركز الى سماحة السيد الأمين العام أحمد الصافي (دام عزه) إشادة بجهوده القيمة وأياديه البيضاء في بعث التراث الحلي الأصيل .

وكان لمجلتنا ضمن الحفل لقاءات مع عدد من الشخصيات البارزة التي كانت حاضرة في الحفل, فكان لسماحة السيد ليث الموسوي رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة كلمة أثنى فيها على جهود القائمين على المركز فقال :" لكل مدينة رجالاتها في عمق التاريخ ولها من يحيي هذا التراث وذكره , ونأمل أن يكون مركز تراث الحلة الفيحاء برجالاته هم من يحييون ذكر وفكر تلكم العلماء الأفذاذ الذين نذروا أنفسهم في سبيل إحياء فكر أهل البيت (عليهم السلام)" .

وعن دور الحلة الثقافي والريادي الانساني كان لنا مع سماحة الشيخ عمار الهلالي معاون رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة لقاء استعرض فيه مكانة الحلة العلمية والحضارية لقرون توالت فقال: تحتل مدينة الحلة مكانة مهمة على الساحتين العربية والإسلامية باعتبارها تمثل أقدم الحضارات , وفي العصر الاسلامي كان لها دور رائد في مختلف العلوم الانسانية والدينية ولا سيما إنها احتضنت الحوزة العلمية قرابة (400)عام تخرج خلالها المئات من العلماء والمراجع الذين تركوا تراثاً علمياً أصيلاً لا يزال يرفدنا بالمعرفة والثقافة والفكر الأصيل, لذا كان لزاماً وعرفاناً بهذا التراث أن تنطلق العتبة العباسية المقدسة بمدّ يد العون من أجل الحفاظ على هذا التراث بوجهه الناصع المشرق الى الانسانية جمعاء, وليكون نبراساً وملهماً للأجيال القادمة وأني لعلى يقين أن مركز تراث الحلة لقادر على إيصال هذه الرسالة بأفضل ما يكون .

وعلى هذا عقب الاستاذ حسن جليل هيجل مدير مديرية شهداء بابل بقوله: مدينة العلم والحضارة تنبعث بأبهى  حُلة بعد أن نفضت عنها غبار الإهمال والاندثار إبان سنين الجهل والظلام, فهذه الظاهرة الحضارية للتعريف بالتراث الحلي تجسد هذه المدينة التي كانت منبعاَ لكثير من الشخصيات العلمية والأدبية , فاحتضنت الحوزة العلمية ونبغ فيها الكثير من الشعراء والأدباء ورجال الدين، وحيث سرت في أزقتها وشوارعها ترى ذلك المجد الحضاري من العلماء والمراقد ونراها تعج بالحضارة والثقافة وما هذه المعارض إلا صورة تحكي تلك الحقبة الحضارية المشرقة من تأريخ الحلة الباهر .

وكان من بين الحاضرين الدكتور عباس الدده الذي حدثنا قائلاً : إن مركز تراث الحلة يعتبر من المراكز التراثية المهمة في العراق، أذ أنه يمثل إنبعاثة وإنطلاقة جديدة لبعث التراث الحلي من رقدته، وذلك تمثل بما أولته العتبة العباسية المقدسة من إهتمام بهذا التراث الحلي الأصيل، وهذا ما نجده في مركز تراث الحلة أملين له مزيداً من التطور والإنبعاث الحضاري الكبير .

هذه هي الحلة وهذا هو كف الكفيل (عليه السلام) ينشر جوده المعطاء ليزيح ركام النسيان ويجلوها بأبهى حلة، بمباركة من العتبة العباسية المقدسة, وبجهد دؤوب وصادق من سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الصافي(دام عزه)، ولتكون أياديه البيضاء نبراساً في نشر وإحياء تراث أهل البيت (عليهم السلام) في إعادة ما اندثر من ماضيها الأثيل الذي توارى وأقصي عنها في عقود الجهل والظلام, فلأبي الفضل وجوده (عليه السلام) تنحني الحلة إجلالاَ لتنهض من إغفاءتها بهذا المركز التراثي الأصيل لتنير للأجيال ما حجب عن ماضيهم الجليل بهذه الإشراقة والطلعة البهية .


مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :