موقع المجلة
اتصل بنا
| الاسم | |
| البريد | |
| الرسالة | ارسال |
الأهمِّيَّةُ التّاريخيّةُ لموقِعَي شجرةِ آدم وتلِّ خيابر الأثريّينِ
ملخّصُ البحث
تعدّ منطقة جنوب العراق منطقة حضاريّة منذ أقدم العصور، فقدْ حباهم الله بالأنبياء والمرسلين، مثل: آدم، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم الخليلb، فهي ذات تأثير ثقافيّ وفكريّ وعقائديّ على العالم بسبب موقعها الجغرافيّ بين الحضارات القائمة آنذاك. وما يدعم هذا الرّأي النقوش المكتشفة الدالّة على أنّ أقدم حضارات الأرض كانت في جنوب العراق، فنشأت فيها المدن والقوانين، واختُرعت الكتابة، وانتعشت الزراعة وطرق الرَّي، وازدهرت الصِّناعة والتِّجارة.
إنّ تخليد هذا النموّ الفكريّ والعقائديّ الممثّل بالأنبياءb، والنّموّ الاقتصاديّ الممثَّل بالزِّراعة، منح الشّجرة قدسيّة ورمزيّة دالّة على الحياة، وبما أنّ آدم وجميع الأنبياءb كانوا يسعون للنهوض بالمستوى الفكريّ والاقتصاديّ للبشريّة، فقدْ زخرت الكتب القديمة والنقوش الأثريّة برموز الشّجرة، وركّزوا على ملتقى نهري دجلة والفرات في شمال البصرة، ومن ثَمَّ، فإنّ المنطقة مُنحتْ قدسيّة خاصّة، كما هو الحال في شجرة آدم في القُرنة، فضلاً عن ذلك، فقدْ ظهرتْ فيها مدن تجاريّة أخذتْ صفة العالميّة، كما هو الحال في مدينة (كاراخس) أو (الكرخة)، التي تسمّى محلّياً (خيابر) في ناحية النّشوة؛ إذْ أصبحتْ مدينة عالميّة، خصوصاً في عهد الإسكندر المقدونيّ، حينما أعاد بناءها عام (324) قبل الميلاد، فغدتْ مقصد التجّار من الصِّين والهند وشرق أفريقيا وتدمر في الشّام، وما يشير إلى ذلك المسكوكات النقديّة المكتشفة في أرضها، فقدْ تنوّعت مناشيء هذه النقود، فمنها ذات منشأ صينيّ وفارسيّ وتدمريّ وهنديّ، وكذلك يونانيّ. وقدْ انتهجت هذه المملكة سياسة التوازن في علاقاتها بين دول العالم، وهذا ينبع من المصالح الاقتصاديّة المتبادلة بين هذه الدّول.
استمرّت هذه المملكة خمسة قرون، إلّا إنّ التنافس الدّوليّ بين روما وفارس على مناطق النفوذ جعلها ساحة حرب بين الطرفين، وبالأخير وقعتْ بيد فارس، وسقطتْ فعليّاً عام (225) ميلادي. واستمرّت على هذا الحال حتّى الفتح الإسلاميّ عام (14) هجريّة.
Abstract
Southern Iraq has been an area of cultural importance since time immemorial. A number of Prophets and Messengers of God lived in the area. That area had cultural, intellectual and doctrinal effects on the world due to its strategic importance. The inscriptions discovered are tangible evidence of the deep-rootedness of this area. As a result, cities were established, laws enacted, writing invented, and industry, agriculture and commerce flourished. The area was granted special holiness as is clear in Adam's Tree in Qurna. Furthermore, some commercial cities were established that took an international status such as Karkhas or Karkha, known locally nowadays as Khiaber, located in Nashwa. Merchants from China, India, East Africa, Tadmur in Sham, etc, used to head for the city. Another example is the coins of various origins excavated there. Khiaber also constituted a kingdom that lasted for about 5 centuries. But the international competition between Rome and Persia turned the area into a battlefield between the two sides. This kingdom fell into the hands of the Persians in 225 A.D. Persia occupied it until the Islamic Conquest in the 14th of Hijra.
تعدّ منطقة جنوب العراق منطقة حضاريّة منذ أقدم العصور، فقدْ حباهم الله بالأنبياء والمرسلين، مثل: آدم، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم الخليلb، فهي ذات تأثير ثقافيّ وفكريّ وعقائديّ على العالم بسبب موقعها الجغرافيّ بين الحضارات القائمة آنذاك. وما يدعم هذا الرّأي النقوش المكتشفة الدالّة على أنّ أقدم حضارات الأرض كانت في جنوب العراق، فنشأت فيها المدن والقوانين، واختُرعت الكتابة، وانتعشت الزراعة وطرق الرَّي، وازدهرت الصِّناعة والتِّجارة.
إنّ تخليد هذا النموّ الفكريّ والعقائديّ الممثّل بالأنبياءb، والنّموّ الاقتصاديّ الممثَّل بالزِّراعة، منح الشّجرة قدسيّة ورمزيّة دالّة على الحياة، وبما أنّ آدم وجميع الأنبياءb كانوا يسعون للنهوض بالمستوى الفكريّ والاقتصاديّ للبشريّة، فقدْ زخرت الكتب القديمة والنقوش الأثريّة برموز الشّجرة، وركّزوا على ملتقى نهري دجلة والفرات في شمال البصرة، ومن ثَمَّ، فإنّ المنطقة مُنحتْ قدسيّة خاصّة، كما هو الحال في شجرة آدم في القُرنة، فضلاً عن ذلك، فقدْ ظهرتْ فيها مدن تجاريّة أخذتْ صفة العالميّة، كما هو الحال في مدينة (كاراخس) أو (الكرخة)، التي تسمّى محلّياً (خيابر) في ناحية النّشوة؛ إذْ أصبحتْ مدينة عالميّة، خصوصاً في عهد الإسكندر المقدونيّ، حينما أعاد بناءها عام (324) قبل الميلاد، فغدتْ مقصد التجّار من الصِّين والهند وشرق أفريقيا وتدمر في الشّام، وما يشير إلى ذلك المسكوكات النقديّة المكتشفة في أرضها، فقدْ تنوّعت مناشيء هذه النقود، فمنها ذات منشأ صينيّ وفارسيّ وتدمريّ وهنديّ، وكذلك يونانيّ. وقدْ انتهجت هذه المملكة سياسة التوازن في علاقاتها بين دول العالم، وهذا ينبع من المصالح الاقتصاديّة المتبادلة بين هذه الدّول.
استمرّت هذه المملكة خمسة قرون، إلّا إنّ التنافس الدّوليّ بين روما وفارس على مناطق النفوذ جعلها ساحة حرب بين الطرفين، وبالأخير وقعتْ بيد فارس، وسقطتْ فعليّاً عام (225) ميلادي. واستمرّت على هذا الحال حتّى الفتح الإسلاميّ عام (14) هجريّة.
Abstract
Southern Iraq has been an area of cultural importance since time immemorial. A number of Prophets and Messengers of God lived in the area. That area had cultural, intellectual and doctrinal effects on the world due to its strategic importance. The inscriptions discovered are tangible evidence of the deep-rootedness of this area. As a result, cities were established, laws enacted, writing invented, and industry, agriculture and commerce flourished. The area was granted special holiness as is clear in Adam's Tree in Qurna. Furthermore, some commercial cities were established that took an international status such as Karkhas or Karkha, known locally nowadays as Khiaber, located in Nashwa. Merchants from China, India, East Africa, Tadmur in Sham, etc, used to head for the city. Another example is the coins of various origins excavated there. Khiaber also constituted a kingdom that lasted for about 5 centuries. But the international competition between Rome and Persia turned the area into a battlefield between the two sides. This kingdom fell into the hands of the Persians in 225 A.D. Persia occupied it until the Islamic Conquest in the 14th of Hijra.
الصور
0 صور