لا شك إن المرسول من قبل الله تعالى ليس له أن يتصرف بفعلٍ أو قولٍ من تلقاء
نفسه، أي من غير إذن الله تعالى، وقد كان من الأنبياء (عليهم السلام) من يؤاخذ
حتى على ترك الأولى كما حدثنا القرآن الكريم في قصة آدم (عليه السلام) وأكله من
الشجرة التي نسي أنها هي التي نُهي عنها إذ قال تعالى:" وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ
فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" (طه/ 115) وفي قصة يونس (عليه السلام) بتركه لقومه دون أن يؤمر بذلك، إلا رسولنا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) لم يترك حتى الأولى طيلة أيام حياته، بشهادة الله (جل وعلا) وقوله عن هذا النبي الكريم:" وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ" (الحاقة 44_47)
وكذلك قوله: "وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا، إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا" الإسراء//74 _75، إذن فالنبي (صلى الله عليه وآله) لم يركن للكفار حتى بالشيء القليل.
من هنا أحببنا الوقوف عند آيات ذكرت أن النبي (صلى الله عليه وآله) فعل أشياء أو تركها تبدو إنها بغير إذن الله تعالى، لكن الله تعالى لم يوبخه عليها بل لاطفه في آية ونصره في أخرى ودافع عنه في أُخر؛ فقد لاطفه في قوله تعالى:" عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ" البراءة /43
ونصره في قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) الى قوله:" وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ" التحريم (1/4)
وقد دافع عنه في قوله:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ" الأحزاب/53
فهنا قد يتساءل البعض عن سبب عدم مؤاخذة الله تعالى لنبيه لعدم فعله هذه الأفعال التي كان من حقه أن يفعلها فنطق الله تعالى مدافعاً عنه.
والجواب على ذلك أن هنالك فرقاً بسيطاً بين مفهوم الدين ومفهوم الأخلاق.
ففي الأخلاق يمكن للإنسان أن يميل على نفسه وحده لعدم إزعاج الآخرين وإرضاءهم او تقديم الخدمة لهم، وهذا الفعل الأخلاقي يُسمى (الإيثار) وهو محمود في القرآن الكريم، في قوله تعالى:" وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" الحشر/9
أما الدين فهو مراعاة حقوق الجميع دون استثناء وإعطاء الحق لصاحب الحق، ولمسلوب الحق أن يطالب بحقه، وقد مال نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله) على نفسه مرة تسامحاً، ومرةً حياءً، ومرة تواضعاً فلم يوبخه الله على ذلك، لأن الإيثار محبب عنده تعالى ولكنه دافع عن نبيه حباً به وإكراماً له(ص)
تخرج دورات واقامة نشاطات في معهد القران الكريم للنساء التابع لقسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية في... 10 / 10 / 2016 |
|
مكتبة معهد القرآن الكريم النسوي في النجف الاشرف 2 / 8 / 2016 |
|
منجزات معهد القرءان الكريم النسوي لعام 2021 خطوة نحو الهدف المنشود 4 / 1 / 2022 |
|
في اطار اهتمام العتبة العباسية المقدسة زارَ الشيخ عمار الهلالي رئيس قسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية... 12 / 8 / 2017 |
|
رحلةٌ بدأت منذ سن الخامسة /قصة أًصغر حافظة للقرءان في معهد القرءان الكريم النسوي 11 / 1 / 2022 |
|
استمرار الجلسات والامسيات الرمضانية واحياء ليالي القدر في معهد القرآن الكريم النسوي في وحدة الرجيبية التابع... 28 / 6 / 2016 |
|