فاطمة صاحب
ليست التربية نصائح وتوجيهات لفظية فقط، بل الأهم منها السلوك العملي الذي يتبعه الوالدان فيعيش الأطفال هذه التعاليم بشكل عملي ملموس، وهنا تكمن التربية الحقيقية المؤثرة في سلوك الأبناء وطباعهم، ومن هذا المنطلق تعاملت السيدة الزهراء (ع) بكل امانة في غرس المفاهيم التربوية في نفوس ابنائها نظريا وعمليا.
ومن الموارد العملية ما اشارت له الآية المباركة في قوله تعالى:﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِير* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ﴾
ومعلوم سبب نزول هذه الآية المباركة في سورة الدهر، إذ بذل آل البيت إفطارهم لمسكين ويتيم وأسير على مدى ثلاثة أيام من الصيام، وفي هذا السلوك نجد أن السيدة الزهراء(ع) دربت أطفالها عملياً على حالة البذل والعطاء، وهذا البذل لم يكن بأشياء أو ممتلكات فائضة عن الحاجة بل كان أهل البيت(ع) بأمسِّ الحاجة إليه، وهو طعامهم الخاص الذي أرادوا أن يفطروا به بعد صيام!
ولو أردنا التأمل وأخذ الدروس التربوية لوجدنا أن السيدة الزهراء (ع) تقدم لنا منهجاً عملياً في التربية، ونحن اليوم بحاجة إلى المنهج التعليمي التطبيقي أكثر من النظري، لاسيما في الجانب التربوي لما له من أهمية كبيرة كونه عملية صناعة انسان، وعظم المسؤولية تحتم على الإنسان أن يتعامل مع موضوع صناعة الإنسان بكل أمانة.
ومن هنا لابد أن نعي أن هذا الموقف التربوي لو نظر اليه أحد الآباء والأمهات فمن البعيد أن يطبقه مع أبنائه، فقد يرى فيه شيئاً من القسوة على الأطفال، لكن السيدة الزهراء وزوجها أمير المؤمنين الإمام علي (عليهما السلام) يريدان تبين موقف مهم، وهي: أن التربية شيء ضروري، والشيء الضروري يحكمه العقل ولا تحكمه العاطفة، وإن الإنسان المؤمن صاحب رسالة وهدف في الحياة وموقف، وتجسيده وتطبيقه لتعاليم الدين ومبادئه التربوية يحتاج إلى تحكيم العقل وليس العاطفة.
ومن هنا نقول: لابد للآباء والأمهات أن يستفيدوا من هذا الدرس البليغ الذي يحمل العديد من الفوائد أهمها:
_ ان السيدة الزهراء كانت القدوة لابناائها في تطبيق المبدأ وإطعام الفقير ولابد للآباء أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائهم.
_ إن السيدة الزهراء(ع) اعتمد منهجها التربوي على التطبيق الحي والعملي، ولابد للآباء أن يعتمدوا المنهج العملي ولايكتفوا فقط بالتنظير والتوجيهات اللفظية في تعليم المبادئ والقيم لابنائهم.فحري بنا اليوم ان نعود الى منهج الزهراء التربوي لكي نغترف منه ما نحتاجه في تعاملاتنا مع ابنائنا لنصنع منهم ثلة طيبة تسير على منهج فاطمة عليها السلام.
فرع الهندية يشترك في مسابقة دار القرءان الكريم الفرقية 3 / 6 / 2019 |
|
فرع ذي قار يفتتح (١٣) دورة قرءانية 8 / 11 / 2022 |
|
المعهد يكرِّم الفائزات في مسابقة السيدة فضة(ع 28 / 3 / 2022 |
|
#وارث_الهيبة 15 / 4 / 2022 |
|
????إضاءات فقهية 10 / 4 / 2022 |
|
فروع المعهد تحتفل بعيد الله الأكبر 8 / 7 / 2023 |
|