المصور :تيسير مهدي ..كربلاء

 انتشر المسلمون في كل البقاع، فما من دولة من دول العالم الرحب الا وتحتضن بين جانبيها عددا كبيرا أو صغيرا من المسلمين، سواء كانوا من سكان البلد الاصليين من الذين اسلموا عن قناعة بالدين الإسلامي، أو من المهاجرين المتنوعة هوياتهم من دول إسلامية نقلوا الى تلك الدول مفاهيم الدين الاسلامي الحنيف.

 والحديث عن ظاهرة التشيع في دول العالم حديث طويل، ومن اهم الدول التي تكثر بها نسبة التشيع هي: بريطانيا وامريكا واسبانيا وهولندا والسويد وغيرها من الدول الاخرى...

ومن هذه الدول هي اسبانيا التي تكثر فيها نسبة التشيع؛ بسبب الجذور العربية التي تعود إليها وتاريخ دخول التشيع إليها منذ الفتوحات الاسلامية، عندما وصل المسلمون بقيادة طارق بن زياد..

 ولغرض التعمق في هذا الموضوع، التقينا عبد الغني المعمار وهو مواطن عراقي من اسبانيا ورئيس جمعية اهل البيت (عليهم السلام) وكان لنا معه حديث عن ظاهرة التشيع هناك فتحدث قائلاً:

الحديث عن الاسلام بشكل عام يعني تواجد الفرق الاسلامية المؤثرة سلوكيا، وفي السنوات العشرين الاخيرة شكلت ظاهرة التشيع في اسبانيا عاملاً مؤثرا كبيرا جداً من خلال جمعية اهل البيت (عليهم السلام) وكان لها دور كبير على الجاليات العراقية والايرانية واللبنانية وبعض المغاربة المستبصرين.

 ومن المناطق التي تكثر فيها نسبة التشيع هي برشلونة في مقاطعة كتلونيه، وفيها نسبة كبيرة من الاخوان الباكستانيين والأفغان، ونسبتهم لا تقل عن ثلاثة آلاف شيعي، ولديهم مركز القائم.

وتأتي بالدرجة الثانية بعد برشلونة مدريد، وتكثر فيها الجالية العراقية، وهناك ايضا مؤسسة جديده اسمها (مؤسسة اهل البيت عليهم السلام) ولها دور في ظاهرة التشيع.

وتأتي بالدرجة الثالثة في نسبة التشيع الاندلس، وبالتحديد في مدينة ملكا ومدن اشبيلية والتي يوجد فيها الاخوان المسلمون الاسبان وغيرهم..

وتحدث عبد الغني عن دور المسلمين والباحثين والمترجمين العرب والذين كان لهم دور في ترجمة الكثير من الكتب الدينية، ومن ضمنهم سماحة الشيخ جعفر وله دور في ترجمة القرآن الكريم الى اللغة الاسبانية ضمن رؤية ومفهوم اهل البيت (عليهم السلام)، وهو رئيس منظمة (مسلمون من اجل السلام) ومدير عام شعبة منشورات فاطمة، وله بعض المترجمات منها: فلسفتنا واقتصادنا لسماحة السيد محمد باقر الصدر (قدس سره).

وأضاف: ان نسبة التشيع في اسبانيا في زيادة مستمرة، وسنشهد في السنوات المقبلة نسبة كبيرة وظاهرة غير مسبوق لها من قبل؛ بسبب كثرة المنظمات والحوزات والمساجد والمدارس وغيرها والتي تعنى بنشر ثقافة الإسلام عامة، وأهل البيت (عليهم السلام) على وجه الخصوص.