ضمن اهتمامات قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة بالمخطوطات الإسلاميّة، تحقيقاً وشرحاً وتعليقاً ونشـراً، والسعي لإعداد جيل جديد من المحققين والمهتمين بالمخطوطات؛ ولأهمية التحقيق كفنٍ له قواعده، وأصوله في رفد حركة التطور الفكريّ بمختلف المعارف والعلوم ، انطلقت عصـر يوم الاربعاء 6/3/2019م  دورة تخصصية في مجال تحقيق المخطوطات التي يقيمها القسم بمشاركة جمعٌ من طلبة الحوزة العلميّة والباحثين، وتستمر مدّة خمسة أيام. 

   الدورة التي أقيمت في قاعة القسم، وحاضر فيها الأستاذ المحقّق (أحمد علي مجيد الحلّي) تضمنت محاضرات في مجال أصول تحقيق المخطوطات ودراستها وفهرستها.  

وقال الحلّي : "إنَّ دورة تحقيق المخطوطات وفهرستها تأتي إحياءً لنشـر التراث الإسلامي, خاصّة وان العتبة العباسية المقدّسة لها الدور الرائد في إحياء التراث ونشـره في أقسامها المتعددة". 

وأضاف أيضًا "إن قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية  نحى طريقه؛ لإحياء التراث في مدّة وجيزة بحيث صار يُشار له بالبنان؛ وقد صدر منه جملة من الكتب التراثية الرائدة في سماء التشيّع. موضحا إنَّ هذه الدورة لم تكن الأولى فقد سبقتها دورات ومحاضرات عدّة، وقد نجح القسم عبرها في تخريج عدد من المحققين ".

  من جانبه معاون رئيس القسم الشيخ (علي الأسدي) بيّن قائلاً : " لا شك بأن العتبة العباسية المقدّسة ومتولّيها الشـرعي السيد أحمد الصافي (دام عزّه) قد أهتمت بالأمور العلمية فضلاً عن ما يحتاجه الزائرون من خدمات لزيارة العتبة المقدّسة؛ لذا شرع القسم بإقامة هذه الدورة في مجال التحقيق والتي أشترك فيها نخبة من طلبة الحوزة العلمية، وعدد من منتسبي القسم والمهتمين في هذا المجال" .

   مشيرًا إلى "أن الدورة تهدف إلى نشـر ثقافة تحقيق المخطوطات بين طلبة الحوزة وغيرهم من المثقفين والمهتمين؛ لأن هذه الثقافة لها باعها الطويل في العالم,  ومن هنا بدأنا بتوجيه وإشراف من رئيس القسم الشيخ (عمّار الهلالي) على إقامة مثل هذه الدورة  والحرص على أن تكون مثمرة و منتجة؛ لينتفع منها المجتمع العراقي والإسلامي بشكل عام" .

   أحد المشاركين في الدورة السيد (جواد الطويل) بيّن قائلا: " شاركنا في هذه الدورة المباركة التي أقيمت برعاية العتبة العباسية المقدّسة ، وهي تهدف إلى حفظ التراث، وتحقيق الكتب لتكون العملية التحقيقية والمعلوماتية تفيد الباحث، وحتى يخرج من هذه الدورة مجموعة طيّبة تهدف إلى خدمة العلم والعلماء. مؤكدا" إن إرثنا هو إرث عظيم يُشار له بالبنان، فإلى الآن توجد مخطوطات تحتاج إلى التحقيق والفهرسة كي تطبع، وتخرج هذه الكنوز إلى الناس والباحثين ليستفيدوا منها الاستفادة التّامّة   ".

يذكر أن هذه الدورة تأتي من أجل التوجّه صوب الاهتمام بالمخطوطات والنهوض بها من خلال إنشاء مجموعةٍ من المختصّين بهذا الجانب, وتأتي ضمن مجموعة من الدورات التي حرص القسم على إقامتها في الاختصاصات كافّة .