أقام قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدّسة ندوة تحت عنوان(الحركة التأليفية في العتبة العباسية المقدّسة، قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية أنموذجاً) على قاعة الإمام الحسن –عليه السلام-  في الصحن العباسي المشرف مساء يوم الخميس 26 شهر رمضان 1438هـ الموافق 22 حزيران 2017م ، وقال مسؤول شعبة الإعلام المعرفي في القسم مصطفى الأنباري  الذي أدار الندوة أن الاخيرة تأتي بعد أن أصدر قسم المعارف العديد من الإصدارات المتنوعة كالمجلات والكتب والموسوعات وتحقيق المخطوطات، وأضاف الأنباري بأن القسم هو أحد الأقسام الثقافية في العتبة العباسية المقدسة وأصبح انموذجًا مهما في أصدار المؤلفات التي تخدم الحركة الثقافية الدينية لمدينة كربلاء المقدسة، وبين بأن هذه الحركة جاءت بجهود حثيثة وكبيرة منذ سنوات طويلة في البحث والتاليف وبتوجيه من سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، فأصبح من الضروري التعريف بهذه الحركة عن طريق تسويق تلك المؤلفات في المحافل الثقافية وعقد الندوات التعريفية بها ليطلع عليها الناس وتعم الفائدة المثلى من ماموجود فيها من مادة علمية قيمة أشرفت عليها عقول نيرة .

وحاضر في الندوة كلا من مدير مركز تراث كربلاء الدكتور أحسان الغريفي ومدير مركز تراث الحلة الشخ صادق الخويلدي ومدير مركز علوم القرآن وطبعه وتفسيره الشيخ ضياء الزبيدي، وقال الدكتور أحسان الغريفي في كلمة له أن مركز تراث كربلاء  يسعى إلى توثيق وإحياء الخزين العلمي والمعرفي لمدينة كربلاء المقدسة من خلال خططه وبرامجه المتعددة التي ظهرت على أرض الواقع؛ كمجلة تراث كربلاء الفصلية المحكمة التي دخلت في عامها الرابع وأصدرت خلال ذلك أربعة عشـر عدداً تنوعت فيها الأبحاث الأكاديمية الرصينة المتخصصة بمادة عن مدينة كربلاء، ومجلة الغاضرية الفصلية الثقافية التي تطلّ على شرائحَ متعددةٍ من المجتمع عبر أبوابها ومقالاتها التراثية المتنوّعة، وأوضح الغريفي في معرض كلمته إلى أن المركز قام بإصدار موسوعة تراث كربلاء التي ضمّت بين طياتها محاورَ متعددةً أصدرت من خلالها كتاب (فهرس الوثائق الكربلائية في الأرشيف العثماني) بأربعة أجزاء ضمن محور التراث الوثائقي، كما صدرت ضمن محور التراث المجتمعي ثلاثة كتبٍ: الأول (محاسن المجالس في كربلاء)، والثاني (كربلاء في مذكرات الرحالة)، والثالث الجزء الأول من كتاب (الخط والخطاطون في كربلاء)، وضمن محور التراث الديني صدر الجزء الأوّل من كتاب (قرآنيو كربلاء المقدسة)، وذكر الغريفي أسماء الكتب التي هي قيد المراجعة والتدقيق والتصميم والفهرسة والتي ستصدر ضمن موسوعة تراث كربلاء، أو ضمن سلاسل تراثية متنوعة وعددها (25) كتاباً.

من جانبه تحدث الشيخ صادق الخويلدي عن أهم المنجزات العلمية التي حققها مركز تراث الحلة والإصدارات التي عمد على تأليفها تأتي ضمن حركة علمية كبيرة تقوم بها العتبة العباسية المقدسة، وقام الخويلدي بعرض مقتضب لأهم إصدارات مركز تراث الحلة من الكتب والمجلات والموسوعات والسلاسل، وأهم ما يتم العمل عليه من المؤلفات، و الخطط المستقبلية التي يسعى المركز إلى تطبيقها عملياً لتنشيط حركة التأليف عن هذه المدينة التي تزعمت الحوزة العلمية لعدة قرون وترك علمائها كم هائل من التراث الفكري وهو بحاجة الى تكافل جميع الجهود لإحيائه من جديد، فضلا عن تراث الحياة العامة للمجتمع الحلي الذي تميز بخصائصه وتقاليده أيضا يسعى المركز الى تتبع مايمكن تتبعه لتحويل تلك الحياة الى كتب توثق عراقة هذه المدينة ومجتمعها .

فيما تحدث الشيخ ضياء الزبيدي في محاضرته عن مركز دار القرآن والعلة التي تم تأسيسه بها، مبينا بأن العراق يفتقد الى مطابع لطبع القران الكريم مع وجود طاقات كبيرة قادلة على القياك بهذه المهمة، وأشار الى أن اهم عمل قام به المركز هو طبع المصحف الشريف بأياد عراقية خالصة بدءً من خط كل حرف مبارك فيه حتى طبعه في أرقى المطابع التابعة للعتبة العباسية المقدسة وهو الآن بين أيدي القراء المؤمنين، وأوضح الزبيدي بأن المركز قام بطبع القرآن الكريم بمطابع العتبة العباسية المقدسة وباحجام مختلفة منها الرحلي ومنها الوزيري إضافة الى العمل على اصدار المصحف الناطق مع تفسير للايات القرانية ، ومن الإصدارات الأخرى سلسلة سبائك الذهب بروايات اهل البيت عليهم السلام وكذلك مرشد المتعلم ومرشد المعلم بعدد أجزاء القران الكريم ، كذلك الدائرة الاصطفائية لابي الفضل العباس عليه السلام وغيرها من الاصدارت القرانية الأخرى .

وعرض مسؤول شعبة الاعلام المعرفي لنتاج مركز تراث البصرة الذي تنوع وتعدد هو الاخر من كتب ومجلات واصدرات توثيقية للجوامع والمساجد والحسينبات في البصرة كذلك المواكب الحسينية معلنا عن اعتماد مجلة تراث البصرة المحكمة من جامعة البصرة لغرض نشر البحوث العلمية واعتمادها في الترقيات العلمية .