بعد أن عرجنا على ثلّة طيبة من أساتذة القرآن الكريم،  نذكر اليوم معلّماً آخر من معلّمي القرآن الكريم في مدينة كربلاء المقدّسة ألا وهو القارئ الأستاذ مهدي عبد علي محمد صالح الچرَّاخ الميّاحي الذي ولد في مدينة كربلاء المقدّسة محلّة باب السلالمة عام 1942م.

انصبّ اهتمامه منذ الصغر على ممارسة الرياضة, ومطالعة الكتب والمجلّات, كما عمل في محل خراطة ونقش الخشب الذي كان يكسب منه قوت يومه، واستمر في ذلك مدّة من الزمن حتى عُدَّ من الحرفيين في هذا المجال.

انصبت اهتماماته في تعلم قراءة القرآن الكريم بعد أن بلغ الأربعين من عمره فأخذ يحضـر في المحافل القرآنية التي تعقد في مدينة الإمام الحسين(g) وخصوصاً في المحافل القرآنية المنعقدة في البيوتات الكربلائية والتي امتازت بها مدينة الفداء كمحفل الأستاذ حمّادي الجرّاح الذي يقام في دار السيد كاظم النقيب كل أسبوع وداوم على حضوره, ولم يكتفِ بذلك فحسب بل حضـر أيضاً في محافل قرآنية عديدة كانت تزين هذه المدينة، منها: محفل في دار السيد يحيى آل يحيى, وآخر في دار السيد ثامر الموسوي, ومحفل الأستاذ حمود الحميري الذي كان يعقد في جامع الإمام علي(g).

اكتسب معلومات وافرة في قراءة القرآن الكريم مكّنته من إقامة محفل قرآني في داره عام 1990م, وشهد المحفل إقبالاً واسعاً من قبل المؤمنين كما استعان بمعلّمه الأوّل الأستاذ حمّادي الجرّاح, والأستاذ عبد الباري الكعبي, ولم يقتصـر المحفل على قراءة القرآن الكريم فحسب بل تخلّلته قراءة الأدعية الأسبوعية, ثمّ يختم المحفل بمجلس حسيني للخطيب السيد كاظم النقيب.

استمر المحفل في عطاءه متحدّياً الصعاب التي كان يفرضها النظام البائد آنذاك, وقد عرضه ذلك للإعتقال من قبل جلاوزة البعث الغاشم، كما أجبر على توقيع مذكرة تلزمه بالكفّ عن إقامة المحفل، لكنّه ورغم ذلك عاد من جديد واستمر أسبوعياً حتّى يومنا هذا.

وقد ذكر لنا الميّاحي في لقاء خاص في 16 آب 2016 انه كثير الإستماع إلى تلاوات القارئ مُحمّد صدّيق المنشاوي, والقارئ أبو العينين شعيشع, والقارئ راغب مصطفى غلوش, والقارئ محمود عبد الوهّاب, فقرأ على طريقتهم وقد وجهت له دعوات عديدة لافتتاح المجالس الحسينية التي تقام في دار الحاج كمال الصفّار, ودار السيد فخري زيني, ودار الحاج حسّان أبو الحب.