أُقيم مساء اليوم الأربعاء (13شعبان 1438هـ) الموافق لـ(10آيار 2017م) مهرجان الشموع السابع عشر الذي عُقد تحت شعار: (المهديّ وارث الأنبياء)، حيث جرى خلاله إيقاد (1183) شمعة بعدد سنيّ عمر الإمام المهديّ(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وقد شُكّلت لكتابة عبارة بها هي: (المهديّ إمامُ السلام).
وقد أُقيم هذا المهرجان الذي يُعقد كلّ عام برعاية الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، بجوار المقام الشريف (مقام الإمام المهديّ-عليه السلام-) وسط حضورٍ جماهيريّ كبير، حيث استُهلّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ الحاج مصطفى الصرّاف، بعدها أُلقيت كلمة العتبتين المقدستين التي ألقاها بالنيابة عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الشيخ ميثم الزيدي، والتي هنّأ فيها الحاضرين بهذه المناسبة العطرة.
وأضاف: "إنّ إمامنا (سلام الله عليه) صاحب الذكرى قال: (وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا بها إلى رواة أحاديثنا، فهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله)، فتلك المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف التي أثبتت أنّها صمّام أمان هذه الأمّة، وأنّها مرجعيّةٌ إنسانيّة، فهي كانت سبباً في حفظ ماء وجه الإنسانيّة، بعد أن استباح أرض العراق هذا العدوّ الغاشم ما يُسمى "داعشط، ولولا كلمة المرجعيّة في النجف الأشرف لما وقف مدّ هذا العدوّ الذي أراد الأمّة أن ترجع إلى الجاهليّة الأولى، لذا نوصيكم ونوصي أنفسنا بالتمسّك بالنهج المحمّدي الأصيل الذي هو الطريق إلى النجاة".
بعدها جاءت قصائد شعريّة لعددٍ من الشعراء الذين جسّدت قصائدهم عظمة هذه المناسبة المباركة، حيث كانت البداية مع الشاعر أحمد الوائلي من النجف الأشرف ومن بعده فراس الأسدي من كربلاء المقدّسة ثمّ المنشد السيّد سجّاد الحلو، بعدها جاء الدور للشاعر محمد الفاطمي من محافظة بابل، ثمّ الشاعر محمد الأعاجيبي من محافظة المثنى، ليكون الختام مع المنشد أحمد الموسوي.
الجدير بالذكر أنّ هذا المهرجان هو تقليدٌ سنويّ دأب عليه مواطنٌ عراقيّ منذ (17) سنة أي قبل انقشاع غيمة الديكتاتوريّة في (9/ 4/ 2003م)، وهي كما يعلم الجميع من أحلك الظروف التي عاشها العراق منذ وجد، يوم كان طاغوت العراق يجثم فوق صدور المؤمنين والمخلصين، إذ رغم قساوة هذه الأوقات إلّا أنّ هذا العراقيّ المؤمن آلى على نفسه إلّا أن يتمّ مشروعه وحلمه في سبيل إحياء ذكرى ليلة النصف من شعبان المعظّم، ولكنّه تطوّر بعد ذلك التأريخ، حيث أصبح يُجرى بإشراف العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، في احتفاليّة لإيقاد الشموع كلّ عام في ليلة النصف من شعبان المعظّم ذكرى ولادة منقذ البشريّة الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه الشريف) حتّى تطوّرت إلى مهرجان، ونظراً لكثرة الزحام ليلة النصف من شعبان قرّرت الأمانتان العامّتان للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية أن يكون هذا المهرجان ليلة الرابع عشر من شهر شعبان المعظّم.
وهذا المواطن هو الحاج (مقداد كريم هادي) من مدينة الصويرة في محافظة واسط، والتقليد هو إيقاد شموع بعدد سنيّ عمر الإمام الحجّة بن الحسن(عليهما السلام)، فكان يُضيف شمعةً في كلِّ عام دلالةً على عمر الإمام المنتظر(عجّل الله فرجه الشريف) في كلّ عام، حتّى وصل اليوم إلى ما وصل إليه بفضل الله عزّ وجلّ وتوفيقه، ورعاية الإمام الحجّة(عليه السلام)، وهذه المراسيم تتطوّر كلّ عام ففي مهرجان هذا العام (1438هـ) أوقدت (1183) شمعة.
يُذكر في كتب التاريخ الإسلاميّ عن الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه) أنّه "أبو القاسم محمد بن الحسن العسكريّ(عليهما السلام)، مهديّ هذه الأمّة وأملها المرتجى الذي يُحيي الله به الحقّ والعدل ويُعيد إلى الأمّة حريّتها وكرامتها ويملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً, وُلد في الخامس عشر من شعبان سنة (255) للهجرة في سامرّاء ولم يكن لأبيه مولودٌ غيره، وذلك قبل أن يصل الحكم إلى المهتدي العبّاسي بشهر تقريباً، وتوفّي والده(عليه السلام) وله من العمر خمس سنوات، فآتاه الله الحكمة وجعله آيةً للعالمين وإماماً للمسلمين، كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبيّاً، فأخفاه أبوه الإمام الحسن العسكري عن أعين الناس فلم يعلم به إلّا خواصّ شيعته خوفاً عليه، وقد حضرت ولادته عمّة أبيه حكيمة بنت الإمام محمد الجواد(عليه السلام)، ويحتفل المسلمون من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) في كلّ عام في مثل هذا اليوم بمولده الشريف، ومعهم الكثير من المسلمين من الطوائف الأخرى كالشوافع في مصر وغيرهم، أمّا النصوص الواردة بحقّه (عليه السلام) فقد روى أحاديث المهديّ(عليه السلام) جماعةٌ من محدّثي السنّة في صحاحهم كالترمذي وأبي داود والحاكم وابن ماجه وأسندوها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وجماعة من الصحابة كابن عبّاس وابن عمر وابن مسعود وطلحة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأمّ سلمة وغيرهم ممّن سمعوا الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) يردّد حديث مهديّ أهل البيت بين الحين والآخر حسب المناسبات، ففي صحيح الترمذي أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: (لو لم يبق من الدنيا إلّا يومٌ واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله فيه رجلاً من آل بيتي يواطئ اسمه اسمي)".
غروب الشمس من بلادي 15 / 10 / 2016 |
|
جانب من وقائع المؤتمر العلميّ الدوليّ الموسوم العلامةُ الشيخ آقا بُزرك الطهراني وأثرهُ في إحياء التراث... 26 / 4 / 2019 |
|
مبيعات قسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية 30 / 7 / 2016 |
|
سواد الحزن في كربلاء 16 / 10 / 2016 |
|
قسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية في العتبة العباسية المقدسة تقيم دورة فهرسة المخطوطات والوثائق 29 / 8 / 2016 |
|
سيول العشق الحسيني 4 / 11 / 2017 |
|