هو الشيخ الفاضل أبو زكريا نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذليّ الحِلِّيّ، ولد نجيبُ الدين يحيى بن أحمد المعروف بابن سعيد سنة (601هـ) في أسرةِ سعيدٍ الهذليّ المُنجبة للفقهاء، ويعدُّ ابن سعيد، من العلماء الكبار والفقهاء البارعين في مدينة الحِلَّة، وهو سبطُ ابن إدريس الحِلِّيّ، وابن عم إمام فقهاء الشيعة المحقِّق الحِلِّيّ، وكان جدُّهُ يحيى من فقهاء الحِلَّة الكبار، وكان له ولدان فقيهان، أولهما أحمد والد ابن سعيد، والآخر حسن والدُ المحقِّق الحِلِّيّ.
نبذة عن حياته:
ذكر في (مُعجم رجال الحديث) و(موسوعة طبقات الفقهاء): أخذ عن جماعةٍ من كبار الفقهاء والرواة، [..]، وقرأ عليه كثيرٌ ممَّن تتلمذ عليه ومنهم: عمر بن الحسن بن خاقان كتابَ «المبسوط» للشيخ الطوسيّ، ولهُ منه إجازةٌ في سنة (674 هـ)، وروى له الشَّهيدُ الاَوّل في «الاَربعون حديثًا» أربعة أحاديث، [..] وقرأ عليه محمَّد بن أحمد بن صالح القُسِّيني كتابه «الجامع للشرائع» وسمع بقراءته عليه جماعة، منهم: النقيب محمَّد بن عليّ بن موسى ابن طاووس، ويوسف ابن حاتم بن فوز العامليّ، والوزير أبو القاسم عليّ بن الوزير مؤيد الدين محمَّد ابن العلقميّ.
ولمْ تُشر المصادر الأخرى إلى مكان ولادته بغيرِ ما تقدَّم، إلَّا أنَّ الهذليَّ نشأ نشأةً علميَّةً في عائلةِ علمٍ ودين، فأبوه عالم فاضل، وجدّهُ لأمه الشيخ محمَّد بن إدريس الحِلِّيّ، صاحبُ كتاب (السرائر) من العلماء الأفذاذ، وابن عمِّه الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن المحقِّق الحِلِّيّ، صاحبُ كتاب (شرائع الإسلام) زعيم الطائفة (ت676هـ).
جاء في (الجامع للشرائع): شبَّ في مدينة الحِلَّة الفيحاء، إذ كانت يومها مركزَ إشعاعٍ حضاريٍّ وفكريّ، وفيها حوزةٌ دينيَّةٌ كُبرى، بذلَ الفقيه النَّبيه والعالمُ الجليل، جُهدًا واسعًا في تحصيل درجات العلم والمعرفة، بشتَّى صنوفها ومختلف فنونها، حتَّى بلغَ القمّةَ منها، وأصبح فارسَ حلباتها المُقدَّم، لذا نعتَهُ مترجموه بأوصافٍ وخِلالٍ تدلُّ على عظيمِ منزلته، وسمّو مقامه، ورفيع مكانَته، والصَّدارة التي احتلها في حلبة الفقهِ والفَقَاهَة، بالرغم من تزاحُم العلماء، وتعدُّدهم في عصره وفي مدينة الحِلَّة بالذات، حتَّى قيلَ في حقِّه:
يا سعيد الجدود يا بن سعيد أنت يحيى والعلمُ باسمك يحيى
ما رأينا كمثل بحثك بحثًا ظنَّه العالم المحقّق وحيا
وذكرَ العلّامةُ الحِلِّيّ (قدس سرّه) في إجازته الكبيرة لبني زهرةَ الحلبييِن، (الإجازة الكبيرة 29) قائلًا: "ومن ذلك جميعُ ما صنّفَه الشَّيخ السَّعيد نجيبُ الدين يحيى ابن سعيد ورواه وأُجيز له روايته، وهذا الشَّيخُ كانَ زاهدًا ورعًا". ووصفه السَّيِّد الصدر في كتابه تأسيسُ الشيعة قائلًا: "إنَّه إمامٌ في كلِّ العلوم، بل قاموسُ الدَّهرِ وفاضلُ العصرِ رَضِيَ الله عنه"، وجاء في (روضات الجنّات) ووَصَفَهُ الشيخ شمس الدين محمَّد بن أحمد بن صالح القُسيني في إجازته للشيخ طُمان العامليّ بـ"الفقيهِ السَّعيد المُعظَّم شيخِ الشِّيعة في زمانه". وقال صاحبُ (مراقد المعارف): "كان الشيخ نجيبُ الدين من العلماء الأعلام، والفُقَهاء العِظام، وكان مُتضلِّعًا في علمَي الفقهِ والأصول، وفنونِ الأدب والكمال، وهو صاحبُ كتاب (الجامع للشرائع)، وبه اشتهرَ من بقيَّة مؤلَّفاته، وقد يُعرف الشيخ نجيب الدين بـ(ابن سعيد الأصغر)، تمييزًا لهُ عن جده (ابن سعيد الأكبر)، أعني يحيى بن الحسن بن سعيد، هكذا ذكر العلماءُ أعلى الله مقامهم في الفرق بينهما، وقال التفريشيُّ في (نقد الرجال) قالوا: كان جامعًا لفنونٍ العلمٍ الأدبيَّة والفقهيَّة والأصوليَّة وكانَ أورعَ الفُضلاء وأزهَدَهُم، له تصانيفُ جامعةٌ للفوائد منها كتابُ "الجامع للشرائع" في الفقهِ وكتابُ "المدخل" في أصولِ الفقه وغير ذلك، ماتَ سنة تسعٍ وثمانين وستمائة، ومثلُه رأي القاضي نور الله التستريّ في (مجالس المؤمنين): الشيخ الفاضلُ يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الهذليّ الحِلِّيّ مُجيبُ نِداء "يا يحيى خُذ الكتاب بقوَّة"، والمُقتبسُ من مشكاةِ الولاية والنّبوّة، من أعاظمِ مُجتهدي الشِّيعة.
كانته العلميَّة:
احتلَ ابنُ سعيد بعد ابن عمه المحقِّق الحِلِّيّ، كرسيَّ درسِ الفقه، ونابَ عنهُ في ذلكَ المنصب الرّفيع، وكان مُلمًّا بالأدب العربيّ وعلومه، والفقه، والأصول، ويقول العلَّامة الحِلِّيّ في شأنه: كان زاهدًا تقيّا، وذو ضميرٍ طاهر.
وقال فيه ابن داوود: شيخُنا ومقتدانا، العالمُ الجامع للعلوم الأدبيَّة والفقهيَّة والأصوليَّة، كان أتقى وأورعَ الفضلاء والعلماء.
أساتيذه وشيوخه:
أخذَ ابنُ سعيد الحِلِّيّ العلمَ عن جماعةٍ منهم:
تلاميذه ومَن روى عنه:
أثاره ومؤلَّفاته:
رسالة في قضاء الفوائت.
وفاته ومرقده:
أجمعت المصادرُ على أنَّ وفاته كانت في الحِلَّة، ليلة عرفة في الثلث الأوَّل من الليل، شهر ذي الحجّة من السنة التاسعة والثمانين بعد الستمائة للهجرة (689هـ)، ويؤرخ وفاته صاحب أمل الآمل سنة ستمائة وتسعين للهجرة، وفي(مراقد المعارف): "مرقدهُ بالحِلَّة المزيديَّة، رأينا عليه قبَّة مُجلّلةً والمعروفُ أنَّه قُبِرَ في داره إلى جانب مدرسته الدينيَّة، ويؤيِّد ما يشاهد حول المساحة الكبيرة، آثار الغرف المستديرة إلى جانب مرقده".
المنتدى التراثي العاشر.. احتفال المركز بذكرى تأسيسه السابعة 28 / 2 / 2021 |
|
مشاركة مركز تراث الحلة بـ ( مهرجان حليف القرآن السنوي الرابع) في مزار زيد الشهيد (عليه السلام) 9 / 8 / 2016 |
|
مركز تراث الحلة يقيم مهرجانه الشعري الاول 7 / 8 / 2016 |
|
هوية الماضي ... وزاد المستقبل .. تحت هذا العنوان نشرت مجلة كفوف تحقيقاً صحفياً مصوراً عن مركز تراث الحلة 13 / 8 / 2016 |
|
مركز تراث الحلة يحتفي بسنته الثالثة في رحاب الجامعة الاسلامية/بابل 2 / 8 / 2016 |
|
سدة الهندية 18 / 8 / 2016 |
|