حنجرةٌ ولائيةٌ جسَّدت واقعة الطف بصدى عالٍ ممزوجٍ بالإخلاص لنشـر ظلامة الإمام الحسين -عليه السلام- لكل أرجاء العالم الإسلامي عن طريق قراءة القصيدة الحسينية بأطوارٍ خاصة ، وقد كانت أشهرها القصيدة التي مثّلت موقف القاسم بن الامام الحسن-عليهما السلام- حينما بذل نفسه في ذلك اليوم دفاعاً عن عمه الإمام الحسين -عليه السلام- والتي تخلّد فيها اسم ضيفنا في هذا اللقاء الشيخ الحاج جاسم النويني الطويرجاوي ؛ فقصيدته المشهورة (جسَّام ياضنوتي ) يرددها الصغارُ قبل الكبار.
لُقِّب بشيخ الرواديد وكان يستحق ذلك اللقب لأنه بدأ بخدمة القضية الحسينية منذ نعومة أظفاره في الخمسينيات من القرن المنصرم وإلى يومنا هذا.
اشتهر النويني بمدرسته الخاصة مع وجود مدارس معاصره في الرَّد الحسيني كالمدرسة الكربلائية والتي كان يتربع على عرشها من ذلك الوقت الى الآن المرحوم الرادود الحاج حمزة الزغيّر الذي زامنه ضيفنا لمدة من الزمن، والمدرسة النجفية التي مثّلها الرادود المرحوم وطن النجفي وغيره من الرواديد النجفيين. لكن الشيخ النويني أبدع في تأسيس المدرسة الخاصة به والتي خرّجت حناجر ولائية مخلصة، ذات ميزة خاصة بتناول القصيدة الحسينية وكان لها صداها في عالم المنبر الحسيني.
يمتاز الشيخ النويني بصوتٍ نقيّ وتمكّنٍ من أداء القصائد و(الردّات) الحسينية بمختلف المقامات والأطوار، كما يُعدّ من الرواديد الكبار اللامعين ومن روّاد المنبر الحسيني المعاصرين، بخُلُقٍ عالٍ وتواضعٍ كبيرين استقبلنا في داره في قضاء الهندية (طويريج) فكان لنا معه هذا الحوار المقتضب:
متى بدأتم بهذه الخدمة المباركة وفي أيِّ سن بالتحديد؟
بدأت بهذه الخدمة المباركة عام (1934م) بمرافقة والدي الشيخ عبد العظيم النويني الطويرجاوي في قضاء الهندية فقد كنت أرافق والدي حينما كان يُدعى لإقامة المجالس الحسينية في البيوتات الواقعة في قضاء الهندية، وقد اكتفي بالتعليم إلى المرحلة الابتدائية، وكان والدي هو صاحب الفضل الأول في اعتلائي المنبر، ثم توجهت إلى الرَّدة الحسينية لتبيان ظلامة أهل البيت -عليهم السلام- مرة ونشر فكرهم مرة أخرى.
ارتقيت المنبر في سن الثانية عشـر ، أي في عام 1946م في قضاء الهندية، وأول قصيدة قرأتها كانت رثائية بحق المرحوم السيد مهدي القزويني في مجلس فاتحته في محلة شيخ حمزة في قضاء الهندية في ذلك الوقت:
نشدنا الدار وأهل الدار عن عزها ومعاليها بدرها الغيّبه المحتوم هم تغزير ويرد ليها
ما سر تميّزكم بقصيدة الگعدة ؟
قصيدة الگعدة هي الأساس لكل رادود ، وبها تظهر امكانيته وسيطرته على مسامع مشاعر مستمعيه، ويمكن له ذلك من خلال طريقة القائها التوجيهي، فهي أشبه بالمحاضرة لتوعيه عامة الناس في أمور دينهم ودنياهم، لذا يمكننا القول أن قصيدة الگعدة تغني عن وجود الخطيب في بعض الأحيان.
كيف كنتم تختارون القصائد، ومَن كتب لكم من الشعراء؟
القصيدة ركن من الأركان التي بها يستطيع الرادود أن يصل إلى هدفه وهو بيان فضل أهل البيت –عليهم السلام- وبيان مظلوميتهم فالكلمات المعبِّرة والمؤثرة التي تُلهب مشاعر المُنصِتِين هي واحدة من الأدوات الفاعلة التي لابد أن تتوفر للخادم.
قرأت للكثير من الشعراء منهم الشاعر الكبير المرحوم الحاج كاظم منظور الكربلائي، وكانت القصيدة بحق القاسم -عليه السلام- والشاعر الشيخ هادي القصاب من النجف وهو أكثر شاعر قرأت له، والشاعر عبود غفلة، والشاعر الشيخ حسن العذاري من الحلة، والشاعر صاحب ناجي سالم, والشاعر عبد الحسين الشـرع، والشاعر عبد الحسين أبو شبع كاتب قصيدة (جسّام ياضنوتي) والشاعر أبو فاطمة العبودي، والشاعر عبد الأمير المرشدي، والشاعر مهدي المرشدي، والشيخ المرحوم ابراهيم الهنداوي. كما كنت أكتب بعض المستهلّات للقصائد.
الرادود الحسيني سفير دائم من أجل قضيته. هل قرأتم في مدن أخرى؟
قرأت في كثير من المحافظات منها بغداد و واسط والبصـرة، اضافة إلى الأقضية والنواحي التابعة لتلك المحافظات، قرأت خارج العراق بعد مغادرتي إلى سوريا عام (2001) بسبب مضايقات اللانظام البعثي، حيث اعتقلت مرات عديدة، كما قرأت في الصحن الرضوي الشريف في مشهد المقدّسة.
لكن ما كنتُ أدأب عليه في كل عام هو ختام عزاء طويريج في يوم العاشر من المحرم في الصحن الحسيني الشـريف، وقد بدأت بذلك منذ سنة 1965م ولمدة خمسين عاماً، لكن تدهور صحتي في السنوات الأخيرة كانت عائقاً دون قيامي بهذه الخدمة الشريفة.
كيف تصفون الخدمة الحسينية ببضع كلمات؟
هي الشـرف والعزّة، ومن خدمة الإمام الحسين -عليه السلام- ينال الخادم ما يتمناه في حياته.
أمنية أو هدف مازال أما الأنظار؟
أمنيتي هي أن يتقبل الله تعالى وأهل البيت-عليهم السلام- خدمتي طوال هذه السنين.
كلمة توجهونها إلى الرواديد الشباب؟
للرواديد الشباب أقول" إنْ اردتم العزّة والفخر في الدنيا والآخرة عليكم بالتعلُّق بالإمام الحسين -عليه السلام- والاخلاص في خدمته؛ وعليكم بالتراث الحسيني والاستفادة من الجيل السابق في خدمة المنبر الحسيني".
حاوراه: علي هاشم العارضي وعلي طالب المسعودي -مركز تراث كربلاء
مساجد وجوامع تاريخية 23 / 6 / 2016 |
|
اسواق كربلاء 22 / 8 / 2016 |
|
زيارة الأربعين بين الامس واليوم 19 / 11 / 2016 |
|
الندوات الدورية في مركز تراث كربلاء 10 / 6 / 2016 |
|
ماهي قصة مقام الامام الكاظم ع في كربلاء المقدسة ؟ 12 / 4 / 2018 |
|
شوارع كربلاء 22 / 8 / 2016 |
|