المراقد والمقامات الدينية

الإمام نوح بن درّاج.. من هو؟ وأين مزاره؟

الإمام نوح بن درّاج.. من هو؟ وأين مزاره؟

تبقى مدينة كربلاء المقدسة محطَّ أنظار المسلمين من جميع أنحاء العالم الإسلامي لما تحمله أرضها الطيبة من تراث أصيل، فبالإضافة إلى موروثها الروحي المتجسد في ضريح أبي الشهداء الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، والأقمار المنيرة من شهداء آل بيت رسول الله صلى ًالله عليه وآله وسلم وأصحابهم الميامين، فقد سكنها ودُفن فيها الكثير من العلماء والصالحين الذين خلدهم التاريخ واحتفظت بمراقدهم هذه الأرض المقدسة حيث نجد في كلِّ بقعةٍ منها مرقداً أو مزاراً يتوافد عليه محبو آل البيت الأطهار للزيارة والتبرك وقربة إلى الله تعالى . الإمام نوح هو أبو أيوب نوح بن درّاج النخعي المتوفى سنة 182هـ - 798م ، وقد ورد بهذا الاسم في كل كتب التراجم التي أشارت إليه ، وعن سبب تسميته بالإمام نوح فكما حدثنا عنه سادن المرقد الشريف أن المنطقة التي كان يعيش فيها تعرضت في وقت ما لفيضان غزير أصابها بالغرق ماعدا البقعة التي بُني بها الضريح الشريف، فهرع الناس إليها فزعاً من الفيضان، وأطلقوا عليه هذه التسمية، فسُمي منذ ذلك الوقت بالإمام نوح تيمناً بقصة النبي نوح عليه السلام الذي نجّاه الله تعالى ومن معه من الطوفان . ومن ثم أصبح من الموروثات الشعبية التي تناقلتها الأجيال دون أن يَرِد أي ذكر لها في كتب التراجم أو المصادر التاريخية . وآل درَّاج الذي ينتمي إليهم الإمام نوح عراقيون كانوا يقيمون بالكوفة ونزح بعضهم إلى كربلاء المقدسة واتخذوها دار إقامة لهم وكان من بين هؤلاء النازحين نوح بن درّاج وهو أحد وجوه الشيعة بها وعمل قاضياً لها من قِبل الخليفة العباسي هارون الرشيد لمدة ثلاثين عاماً إلا قليلاً منها عندما انتقل للقضاء ببغداد . وقد حدَّث الشيخ الكشي رجاله عن نوح بن دراج فقال "سألت أبا جعفر حمدان بن أحمد الكوفي عن نوح بن دراج فقال أنه كان من الشيعة ومن أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وكان قاضي الكوفة وكان صحيح الاعتقاد"، ثم استرسل في الحديث حتى قال عن أبيه "كان دراج بقالاً ومن الذين يقتتلون في العصبية التي تحدث في المجالس، وكان يكتب الحديث، وقد قال يوماً لو ترك نوح القضاء فليس للقضاء رجل ثقة من بعده" . يقع هذا المرقد المبارك في ضواحي مدينة كربلاء المقدسة في بساتين قبيلة آل مسعود على أحد فروع نهر الحسينية في مقاطعة الأبيتر التابعة لمنطقة الإبراهيمية في ناحية الحسينية، ويبعد عن مركز كربلاء جهة الجنوب الشرقي بما يقرب من 15كم، وإلى الجهة الشرقية من مركز الحسينية وخان العطيشي بحوالي ثلاثة كيلومترات، كما يقع بالقرب من مرقد السيد الأخرس أحد أحفاد الإمام الكاظم عليه السلام، ويمكن الوصول إليه من خلال الطريق الرابط بين كربلاء ومحافظة بابل مروراً بطريق الإبراهيمية الذي يقع المرقد الشريف على جانبه الجنوبي. ومرقد الإمام نوح عبارة عن غرفة دائرية الشكل تعلوها قبة، لها باب واحد للدخول يتوسطها شباك خشبي يعاني من الإهمال وفي حاجة إلى الترميم والتجديد، هذا وقد مرت عمارة الضريح بعدة مراحل، وظل بسيطاً لمدة زمنية طويلة يعاني من الإهمال وتهدم بعض أركانه وجدرانه . ومن خلال زيارتنا الميدانية للمرقد وجدنا أن السَّدنة وبعض أهل الخير من السكان المجاورين بصدد توسعته وإعادة بنائه وعمل شباك خشبي جديد. وقد استخدموا في هذه العمارة مواد البناء الحديثة بالإضافة إلى تغيير تخطيط المرقد فأصبح عبارة عن قاعة كبيرة مربعة الشكل فُتح بها بوابتان إحداهما بالجهة الشرقية والأخرى بالناحية الشمالية، وأُنشأت قبة جديدة شاهقة الارتفاع فوق القاعة المشار إليها، وبذلك فقد المرقد عناصره المعمارية القديمة تماماً وأصبح من المباني الحديثة . كانت جولتنا لمنطقة المرقد الشريف جولة ممتعة خيَّمت عليها المشاعر الروحانية الممزوجة بروايات من الماضٍي التي خلدها التاريخ، وبين حاضر أمتزج ببهجة وفرحة أهل البلدة بتجديد عمارة المرقد الشريف.

صور من الموضوع ...

نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7711173108
00964-7602365037
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
info@mk.iq
media@mk.iq

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...