شعبةُ الرعايةِ المعرفيّةِ تواصلُ تقدّمَها في تحقيقِ شرحِ الوافيةِ

تواصلُ شعبةُ الرعايةِ المعرفيّةِ التَّابعةُ لقسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميَّةِ والإنسانيَّةِ في العتبةِ العبّاسيّةِ المقدّسةِ، أعمالَها العلميّةَ في تحقيقِ (كتاب الوافي في شرحِ الوافيةِ)، أحدِ أبرزِ الشروحِ الأصوليّةِ في تراثِ المدرسةِ الإماميّةِ؛ معتمدةً على منهجيّاتِ التحقيقِ الحديثِ ومقارنةِ النسخِ الخطيّةِ النادرةِ، بهدفِ إعادةِ هذا النصِّ العلميِّ المهمِّ إلى دائرةِ التداولِ الأكاديميِّ بصياغةٍ محقَّقةٍ ودقّةٍ عاليةٍ في الضبطِ والتوثيقِ. وفي تصريحٍ خاصٍّ، أكّدَ مسؤولُ شعبةِ الرعايةِ المعرفيّةِ الشيخُ محمّدٌ الظالميّ، أنَّ العملَ على هذا المشروعِ يجري على وفقِ خطواتٍ علميّةٍ دقيقةٍ تعتمدُ مقابلةَ النسخِ الخطّيّةِ وتثبيتَ فروقِها، بهدفِ تقديمِ نصٍّ محقَّقٍ يُعيدُ الاعتبارَ لهذا الشرحِ الأصوليِّ العميقِ، ويمنحُ الباحثينَ مادّةً علميّةً يمكنُ الاعتمادُ عليها، وبيّنَ أنَّ تحقيقَ هذا السفرِ يعدُّ إضافةً حقيقيّةً لمشاريعِ إحياءِ التراثِ الأصوليِّ وتطويرِ الدراساتِ المتخصّصةِ. ويُعَدّ كتابُ الوافيةِ للتّونيِّ (ت 1071هـ) من العلاماتِ الفارقةِ في تاريخِ البحثِ الأصوليِّ، لما حملَهُ من دقّةٍ تحليليّةٍ وعمقٍ فقهيٍّ، وقد حظيَ باهتمامِ كبارِ العلماءِ عبرَ القرونِ. وجاءَ شرحُ السيّدِ محسنٍ الأعرجيِّ الكاظميِّ (ت 1227هـ) ليقدّمَ معالجةً واسعةً تجمعُ بين الشرحِ والمناقشةِ النقديّةِ لآراءِ الأصوليّينَ، ما جعلَهُ من الشروحِ المميّزةِ التي ظلّتْ حبيسةَ المخطوطاتِ طيلةَ عقودٍ. وبفعلِ التوسّعِ في الهوامشِ ودقّةِ الشرحِ، تمّ تقسيمُهُ بعد التحقيقِ إلى ستّةِ أجزاءٍ تُسهِّلُ الإفادةَ منهُ وتُحقّقُ عرضًا علميًّا أوضحَ لمضمونهِ. ويمثّلُ المشروعُ بنسختهِ الجديدةِ رافدًا مهمًّا للمكتبةِ الأصوليّةِ عبرَ إتاحةِ نصٍّ محقَّقٍ يعتمدُ أفضلَ الطرقِ العلميّةِ في التحريرِ والضبطِ، ويعكسُ جهودًا متواصلةً لإحياءِ التراثِ المخطوطِ وإعادتهِ إلى مسارِ البحثِ المتخصّصِ. ومن شأنِ هذا العملِ أن يفتحَ آفاقًا بحثيّةً جديدةً أمامَ الدارسينَ ويعزّزَ حضورَ المصادرِ الأصوليّةِ الأصيلةِ في الدراساتِ المعاصرةِ.