نشاطاتنا
كتابُ (عمدةُ الأصولِ) .. دراسةٌ فقهيَّةٌ جديدةٌ في حجِّيَّةِ الظنِّ
صدرَ حديثًا عنْ مركزِ تراثِ كربلاءَ التابعِ لقسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ في العتبةِ العبّاسيّةِ المقدّسةِ كتابٌ جديدٌ بعنوانِ (عمدةُ الأصولِ)، وهوَ منْ تأليفِ العلّامةِ المولى الشيخِ أحمدِ بنِ عليٍّ مختارٍ الجرفادقانيِّ الحائريِّ، وتحقيقِ وحدةِ التحقيقِ في المركزِ المذكورِ. ويقعُ الكتابُ في مائتَيْ وخمسٍ وأربعينَ صفحةً منَ القطعِ الوزيريِّ، تضمَّنتْ دراسةً علميّةً متخصّصةً في موضوعِ حجّيّةِ الظنِّ وأُصولِ الاستدلالِ الشرعيِّ. تناولَ المؤلِّفُ في هذا العملِ موضوعَ حجّيّةِ الظنِّ بتتبّعٍ دقيقٍ لآراءِ العلماءِ ومبانيهمْ الأصوليّةِ، مُظهِرًا مواضعَ الخلافِ بينهمْ في هذا البابِ، ومستخدِمًا منهجَ الردِّ الجدليِّ المعروفِ بعبارةِ: (إنْ قلتَ، قلتُ)، بوصفِه أداةً تحليليّةً لتوضيحِ مواضعِ القوّةِ والضعفِ في كلِّ رأيٍ. كما ركَّزَ على أصلِ المسألةِ عندَ انسدادِ بابِ العلمِ في زمنِ الغيبةِ، مُبيّنًا صعوبةَ المكلَّفِ في الوصولِ إلى الحكمِ الواقعيِّ عندَ غيابِ الإمامِ المعصومِ عليهِ السلامُ. واستعرضَ المؤلِّفُ جملةً منَ المحاورِ المرتبطةِ بالبحثِ، كمسألةِ جوازِ العملِ بالاحتياطِ في غيابِ العلمِ التفصيليِّ العقليِّ، ومسألةِ انسدادِ بابِ العلمِ الشرعيِّ في زمنِ الغيبةِ، إلى جانبِ دراسةِ الأحاديثِ الدالّةِ على حجّيّةِ الأخبارِ ومناقشتِها بدقّةٍ وتحليلٍ علميٍّ عميقٍ. كما بيَّنَ الموانعَ العقليّةَ والشرعيّةَ منَ التوقّفِ أو الاعتمادِ على الاحتياطِ المطلقِ، مؤكّدًا رفضَهُ للترجيحِ بلا مرجِّحٍ رفضًا قاطعًا. وتناولَ الكتابُ بالدراسةِ والتعقيبِ أبرزَ الأدلّةِ التي استندَ إليها القائلونَ بحجّيّةِ الظنِّ، مثلُ دليلِ الانسدادِ، ودليلِ بطلانِ الترجيحِ بلا مرجِّحٍ، ودليلِ دفعِ الضررِ المظنونِ، وقاعدةِ حملِ اللفظِ على أقربِ مجازاتهِ، معَ تحليلِها وتقويمِها ضمنَ منهجٍ نقديٍّ رصينٍ. وبهذا يُشكّلُ (عمدةُ الأصولِ) إضافةً نوعيّةً إلى المكتبةِ الأصوليّةِ، تُبرزُ عمقَ التفكيرِ العلميِّ لدى علماءِ الحوزةِ، وتُقدّمُ مادّةً بحثيّةً تُعينُ المتخصّصينَ وطلبةَ العلمِ على التوسّعِ في فهمِ أُصولِ الاستنباطِ في الفقهِ الإماميِّ.
صور من الموضوع ...
نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.