إصدارٌ نوعيٌّ جديدٌ لمركزِ تُراثِ الحِلّةِ يُعيدُ الحياةَ إلى مؤلَّفٍ قرآنيٍّ نفيسٍ

أطلَّ من مركزِ تُراثِ الحِلّةِ التّابعِ لِقِسمِ شُؤونِ المَعَارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ في العتبةِ العبّاسيّةِ المقدّسةِ إصدارٌ جديدٌ بعنوانِ (كُنْ فَيَكُونُ) لآيةِ اللهِ العلّامةِ الشّيخِ محمّدٍ باقرٍ البهاريِّ (تُوُفِّيَ سنةَ 1333هـ)، تولّى تحقيقَهُ الدّكتورُ عليٌّ الأعرجيُّ، مُعتمدًا على ثلاثِ نُسَخٍ خَطّيّةٍ نَفيسةٍ تُمثِّلُ رصيدًا علميًّا رفيعًا في مجالِ التُّراثِ الإسلاميِّ. ويمتازُ هذا الإصدارُ بأنَّهُ يُثري المكتبةَ التّراثيّةَ بمادّةٍ قرآنيّةٍ عميقةٍ، تُعيدُ قراءةَ الفكرِ الدّينيِّ في ضوءِ النّصِّ الإلهيِّ، جامعًا بينَ الأصالةِ في المنهجِ، والدِّقّةِ في التّحقيقِ، والعمقِ في الطّرحِ. وقد بذلَ المُحقّقُ جُهدًا علميًّا متميّزًا في دراسةِ سيرةِ المؤلِّفِ، متتبِّعًا آثارَهُ العلميّةَ، ورحلاتِه، وأسانيدَهُ، ومخطوطاتِه، ومملوكاتِه، قبلَ أن ينتقلَ إلى تحقيقِ النّصِّ بما يُقاربُ ما أرادَهُ المؤلِّفُ. ويأتي كتابُ (كُنْ فَيَكُونُ) ليكشفَ عن رؤيةٍ معرفيّةٍ تنطلقُ من كتابِ اللهِ المجيدِ، مستلهمةً منهُ المفهومَ القرآنيَّ للخلقِ والأمرِ، بما يُبرزُ عمقَ التّأمّلِ في أسرارِ الآياتِ، ويُرسِّخُ مكانةَ الفكرِ الإسلاميِّ في ميدانِ البحثِ النّصيِّ والتّأويليِّ. ويُعدُّ هذا الإصدارُ خطوةً جديدةً في مسارِ مركزِ تُراثِ الحِلّةِ، الذي يواصِلُ عملَهُ الدّؤوبَ لإحياءِ تراثِ الأمّةِ وإبرازِ نتاجِ علمائِها، وتقديمِه للأجيالِ المعاصرةِ في صِيغٍ علميّةٍ مُحكَمةٍ تَجمعُ بينَ الدِّقّةِ الأكاديميّةِ والذّوقِ التراثيِّ الرّفيعِ.