نشاطاتنا
موكبُ أشبالِ الطفِّ.. مشروعٌ تربويٌّ لإعدادِ جيلٍ يَحملُ وعيَ كربلاء

يُعَدُّ موكِبُ أَشبالِ الطُّفِّ مُبادَرَةً تَربَوِيَّةً رِيادِيَّةً تُعَبِّرُ عَنِ التَّجذُّرِ العَقَدِيِّ فِي نُفُوسِ الأَجْيَالِ الصَّاعِدَةِ، حَيْثُ يَجمَعُ بَيْنَ الجَانِبِ العَاطِفِيِّ وَالتَّنْمَوِيِّ فِي إِطارٍ مَنهَجِيٍّ يَستَلهِمُ دُرُوسَ كَربَلاءَ وَقِيَمَ الإِمَامِ الحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلَامُ، لِيَغْرِسَ فِي أَوسَاطِ الطِّفْلِ الحُسَيْنِيِّ وَعْيَ المَسؤُولِيَّةِ وَرُوحَ التَّضْحِيَةِ وَالانْتِمَاءِ المُبَكِّرِ. يَهدِفُ المَوكِبُ إِلَى بِنَاءِ شَخصِيَّةٍ مُتزِنَةٍ تَجمَعُ بَيْنَ الإِيمَانِ وَالفِكرِ وَالخِدمَةِ، فَيَتَدَرَّبُ الأَشبالُ عَلَى مَهَارَاتٍ حَقِيقِيَّةٍ فِي الخِدمَةِ الحُسَيْنِيَّةِ، كَالتَّنظِيمِ وَالإِلقَاءِ وَالتَّعَاوُنِ وَإِدَارَةِ الوَقتِ، مِمَّا يُسَاهِمُ فِي إِعدَادِ جِيلٍ واعٍ يَفهَمُ مَعنَى “كُلُّ أَرضٍ كَربَلاءُ” وَيَحمِلُ رِسَالَتَهَا بِثِقَةٍ وَوَعْيٍ. لَمْ يَكُنِ النَّجَاحُ فِي الحُضُورِ وَالتَّنظِيمِ فَقَط، بَلْ فِي الأَثَرِ العَميقِ الَّذِي تَرَكَتْهُ التَّجرِبَةُ فِي قُلُوبِ الأَشبالِ وَأُسَرِهِم، حَيْثُ تَحوَّلَ المُوكِبُ إِلَى مَدرَسَةٍ مَيْدَانِيَّةٍ تُعَلِّمُ بِالصَّمتِ أَكثَرَ مِمَّا تَقولُهُ المَحَاضِرَاتُ، وَتُؤَسِّسُ لِبِنيَةٍ سُلوكيَّةٍ وَعَقَدِيَّةٍ رَصِينَةٍ. وَعَلَى هَذَا الأَسَاسِ، يُمكِنُ القَولُ إِنَّ مَوكِبَ أَشبالِ الطُّفِّ لَيسَ فَعَّالِيَّةً مَوسِمِيَّةً عَابِرَةً، بَلْ مَشروعًا تَربَوِيًّا بَنَائِيًّا يُؤَسِّسُ لِمُجتَمَعٍ يَفهَمُ كَيفَ يَحمِلُ أَهدَافَ الحُسَينِ وَيُحَقِّقُهَا بِسُلُوكِهِ اليَومِيِّ، وَيُرَبِّي طِفلًا لا يُقَلِّدُ الحُزْنَ فَقَط، بَلْ يَفْهَمُ مَا وَرَاءَهُ، وَيَتَحَرَّكُ بِنُبْلٍ فِي طَرِيقِ الإِصْلَاحِ وَالتَّغْيِيرِ. وَالجَدِيرُ بِالذِّكرِ أَنَّ هَذَا المَوكِبَ يُقَامُ بِرِعَايَةِ الأَمانَةِ العَامَّةِ لِلْعَتبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ، وَبِإِشرَافٍ مُبَاشِرٍ مِنْ رِئَاسَةِ قِسْمِ شُؤُونِ المَعَارِفِ الإِسلَامِيَّةِ وَالإِنسَانِيَّةِ، وَذَلِكَ لِلسَّنَةِ الخَامِسَةِ عَلَى التَّوَالِي، بِمُشَارَكَةِ أكثرِ من مِئَةِ بُرعُمٍ حُسَيْنِيٍّ، فِي مَشهَدٍ يُجَسِّدُ رُوحَ الانْتِمَاءِ وَالعَملِ المُبَكِّرِ عَلَى غَرسِ مَبَادِئِ كَربَلاءَ فِي القُلُوبِ الغَضَّةِ بِمِنهَجِيَّةٍ وَرُؤيَةٍ تَربَوِيَّةٍ مُستَقبَلِيَّةٍ.