اللجنة العليا المشرفة تُعلن البيان الختامي والتوصيات العلمية لأسبوع الإمامة الدولي الثالث

أعلنت اللجنة العليا المشرفة على فعاليات “أسبوع الإمامة الدولي الثالث”، الذي أقامته العتبة العباسية المقدسة، البيان الختامي والتوصيات العلمية الخاصة بالنسخة الحالية من الأسبوع، وذلك خلال حفل الختام الذي شهد حضوراً علمياً وثقافياً واسعاً. وألقى البيان عضو اللجنة العليا الدكتور عباس الدده الموسوي، مستعرضاً أبرز ما خلصت إليه أعمال الأسبوع، الذي أُقيم تحت شعار: (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان)، وبعنوان: (وصايا الأئمة: رشدٌ وتقوى)، متزامنًا مع مناسبة عيد الغدير الأغر، وبمشاركة باحثين من أكثر من عشرين دولة عربية وإسلامية وأجنبية. أكّد البيان أن الأبحاث العلمية المشاركة في الأسبوع أظهرت بجلاء الأثر العميق لوصايا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في صياغة منظومة متكاملة لبناء الإنسان والمجتمع، على المستويات الفكرية والعقائدية والاجتماعية، ومن أبرز ما ورد فيه: • التأثير التربوي والفكري: لوصايا الأئمة دور بارز في توجيه حياة الإنسان نحو الاستقامة، عبر ما تتضمنه من مضامين روحية وتربوية تسهم في تنشئة الأفراد وصناعة وعي اجتماعي ناضج. • العقيدة والعلاقة بالخالق: توصيات الأئمة تسهم في ترسيخ العلاقة بين العبد وربه، وتعزز من قيم التوحيد والإيمان، بطرحٍ عميقٍ يجمع بين صفاء العقيدة ونقاء الروح. • الفقه والتشريع: قدّمت تلك الوصايا مفاتيح لفهم كثير من الجوانب الفقهية المتعلقة بعبادات الإنسان ومعاملاته، ما يجعلها مرجعاً عملياً للباحثين والفقهاء. • البُعد الأخلاقي والاجتماعي: أظهرت الأبحاث أن التوجيهات الأخلاقية في وصايا الأئمة تمثّل علاجاً ناجعاً لمشكلات المجتمعات، لما تحمله من منهج إصلاحي نابع من مصادر معصومة. • الرؤية السياسية والإدارية: سلّطت الوصايا الضوء على علاقة الحاكم بالمحكوم، ووضعت أسسًا متوازنة في إدارة شؤون الناس، بروحٍ إصلاحيةٍ قائمة على العدل والشفافية. • البلاغة واللغة: تميزت الوصايا بلغة راقية بليغة، جمعت بين التأثير العقلي والوجداني، وجعلت منها مجالاً غنيًّا للدراسات الأدبية والبلاغية. كما أعلن الدكتور الموسوي عن مجموعة من التوصيات التي تمخضت عن جلسات الأسبوع، أبرزها: 1. الاستمرار في البحث العلمي في وصايا أهل البيت (عليهم السلام)، وتحقيقها ونشرها، بما يخدم طلاب العلم والخطباء والإعلاميين والمبلغين. 2. الدعوة إلى التأمل والتدبر في هذه الوصايا، لفهم مقاصدها وكشف معانيها العميقة، والعمل بمضامينها التربوية والعقدية والاجتماعية. 3. مخاطبة الجهات التربوية والتعليمية لتضمين سِيَر الأئمة ووصاياهم في المناهج الدراسية، من أجل ترسيخ القيم الأصيلة في نفوس الأجيال الناشئة. 4. تكثيف الجهود البحثية في مجالات تراث أهل البيت، خاصةً الجوانب التي لم تنل ما تستحقه من الدراسة والبحث والتحقيق. 5. تشجيع وسائل الإعلام، خصوصًا القنوات الفضائية ومنصات التواصل، على تغطية الفعاليات الثقافية المرتبطة بتراث أهل البيت ونشر فكرهم المعتدل. 6. مواكبة التحديات المعاصرة، بالعودة إلى فكر الأئمة وميراثهم التربوي والعقائدي في مواجهة الانحرافات الفكرية والتيارات المشوشة للهوية الإسلامية. 7. إنتاج مواد إعلامية مؤثرة، من أفلام وثائقية ودرامية تسلط الضوء على سيرة الأئمة ووصاياهم، وإيصالها إلى شرائح المجتمع المختلفة. 8. تشكيل لجنة إعلامية متخصصة لتعزيز الحضور الإعلامي لأسبوع الإمامة، والتنسيق مع المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث لتنظيم ورش وندوات تحضيرية للأسبوع القادم. 9. انتقاء البحوث المتميزة وتكريم أصحابها، خاصة من ساهموا بفعالية في الدورات الثلاث الماضية، تقديرًا لإبداعهم وتحفيزاً لمزيد من العطاء العلمي. 10. إعداد موسوعة علمية شاملة، ورقية وإلكترونية، تجمع وصايا أهل البيت (عليهم السلام) والأبحاث المرتبطة بها، لتكون مرجعاً موثوقاً للدارسين والباحثين. واختتم البيان بالتأكيد على أن العتبة العباسية المقدسة ماضية في دعم النشاطات العلمية التي تُحيي فكر أهل البيت (عليهم السلام)، وتفتح آفاقًا جديدة للبحث والتأمل في تراثهم، إيمانًا منها بأهمية هذا الإرث في بناء الحاضر واستشراف المستقبل.