قسمُ المعارفِ.. حضورٌ مميَّزٌ في رحابِ التُّراثِ الإسلاميِّ

يواصلُ قسمُ شُؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ في العتبةِ العبّاسيةِ المقدّسةِ أداءَ دورِه الفاعلِ في إحياءِ التُراثِ الإسلاميّ، عبرَ سلسلةٍ من الإصداراتِ النوعيّةِ والنشاطاتِ الثقافيّةِ المتنوّعةِ التي تركت أثرًا واضحًا في الساحةِ المعرفيّةِ. وقد تبنّى القسمُ منذ تأسيسِه منهجًا علميًّا متكاملًا تمثّل في إصدارِ مئاتِ الكتبِ والموسوعاتِ والسلاسلِ المتخصّصةِ، إلى جانبِ تنظيمِ الندواتِ والمؤتمراتِ والدوراتِ التدريبيةِ والمسابقاتِ المعرفيةِ، الأمرُ الذي ساهمَ في تنشيطِ الحراكِ التراثيِّ والفكريِّ على المستويَين المحليِّ والدوليّ. وانطلاقًا من رؤيتِه في توسيعِ دائرةِ العنايةِ بالتراثِ، أنشأ القسمُ عددًا من المراكزِ البحثيةِ التابعةِ له، أبرزُها مركزُ تراثِ كربلاء، وتراثِ البصرة، والحلّة، والجنوب، فضلًا عن شعبةِ الرعايةِ المعرفيةِ ومركزِ التراثِ الإسلاميِّ في مدينةِ مشهدَ المقدّسةِ، التي شكّلت روافدَ معرفيّةً مهمّةً في دعمِ مشروعِ إحياءِ التراث. ويُعدُّ النشاطُ الإعلاميُّ أحدَ ركائزِ عملِ القسمِ، إذ تولّت شعبةُ الإعلامِ المعرفيِّ توثيقَ الجهدِ العلميِّ والتعريفَ به، إلى جانبِ تنظيمِ عددٍ من الفعاليات الإعلاميَّة المهمَّة. كما يُصدرُ القسمُ مجلّاتٍ فصليةً محكّمةً حازت اهتمامَ الأوساطِ الأكاديميّةِ، مثل: مجلَّة تراثُ كربلاء، مجلَّة تراثُ الحلّة، مجلَّة تراثُ البصرة، ومجلَّة تراثُ الجنوب، بالإضافةِ إلى مجلّاتٍ ثقافيّةٍ دوريّةٍ منها: الغاضريّة، ردُّ الشمس، الخطوة، ومهدُ الخليل، وقد شكّلت جميعُها نوافذَ معرفيّةً لنشرِ الدراساتِ التراثيّةِ بأسلوبٍ علميٍّ رصينٍ. وبهذه الجهودِ المتكاملةِ، تمكّن القسمُ من تقديمِ التراثِ الإسلاميِّ بصورةٍ معاصرةٍ تجمعُ بينَ العمقِ العلميِّ وجمالِ العرضِ، مُسهمًا بذلك في إثراءِ المكتبةِ الإسلاميّةِ، وتلبيةِ تطلّعاتِ الباحثينَ والمهتمّينَ بالشأنِ التراثيّ.