ملخصاتُ أبحاثِ الجلسةِ البحثيَّةِ الخاصّةِ بمؤتمرِ الإمامِ الكاظمِ عليه السّلامُ

تضمّنت الجلسةُ البحثيّة المنعقدة ضمن فعاليات مؤتمر الإمام الكاظم -عليه السّلام- الذي ينظّمه قسمُ شؤونِ المعارِفِ الإسلاميّة والإنسانيّة؛ ضمن فعاليّات أسبوع الإمامة الدَّوليّ الثانيّ، إلقاءَ سبعةِ أبحاثٍ، وقد ترأسها الأستاذُ الدكتور عليّ خضيّر الحجّي، وقرّرها الدكتور مصطفى هيل الأنباريّ. وكانت عناوين الأبحاث وملخصاتها، كما يأتي: البحث الأوّل: (الإمامُ الكاظِمُ -عليه السّلام- ودوره التربويُّ عند أهل السّنَّة)، للباحث الأستاذ الشّيخ محمّد جعفر الطبسيّ من إيران، وملخّصه هو: "مِن المباحِثِ المهمَّة والمحوريَّة في حياة الإمامِ موسى بن جعفر -عليه السّلام-، ما ورد عنه من الفضائلِ والمناقِبِ عن علماء مدرسةِ الخلفاءِ وأهل السنَّة. ومَن يراجع مصادرهم الأساسيّة يجدُ نصوصًا حقيقيّةً تقشعرُّ منها الجلود حول هذه الشخصيّة الفذَّة المميّزة؛ فقال عنه إمامُ الجرحِ والتعديلِ أبو حاتم الرّازيّ (ت327هـ): سُئل أبي عن الإمامِ الكاظِم -عليه السلام-، فقال: "ثقةٌ، صدوقٌ، إمامٌ من أئمةِ المسلمين". فهذا اعترافٌ عجيبٌ من أكبر علماءِ أهلِ السنّة، ويدلّ بكلِّ وضوحٍ على مكانةِ الإمام -عليه السّلام- عندهم، أو ما قاله الحافظُ الذهبيُّ عنه: " الإمامُ، القدوةُ، السيّد أبو الحسن العَلويّ، والد الإمام علي بن موسى الرّضا (عليهما السّلام)، مَدنيّ، نزيلُ بغداد، وله مشهدٌ عظيمٌ مشهورٌ ببغداد. دُفن معه فيه حفيدُه الجَواد، ولوَلَدِه علي بن موسى مشهدٌ عظيمٌ بطوس". فهذا نموذجٌ ممّا سنسلِّطُ الضوءَ عليه في هذا البحث".   البحث الثانيّ: (الإمامُ الكاظمُ -عليه السّلام- و تبيين مسألةِ الإمامةِ استنادًا إلى القرآنِ الكريم)، للباحثِ آيةِ الله الحاج مُحسن الفقيهيّ من إيران، وملخَّصهُ هو:   "إنّ لموضوعِ الإمامةِ مكانةٌ ساميةٌ في الفكرِ الإسلاميّ، وطريق تربية المجتمع. لقد جاءت هذه المسألةُ في نفسِ الوقت الذي حدَثتْ فيه مسألةُ الرسالةِ والنبوَّة. لقد ركّز النبيُّ الخاتَمُ -صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم- منذ بداية البِعثةِ ونبوّتِه علی مسألةِ الإمامةِ، وكذلك القرآن الكريمُ مليءٌ بالآيات الّتي تشيرُ خفیًّا أو جلیًّا إلی هذه المسألة الرئيسة وللأسفِ الشَّدید، مع كلِّ توصياتِ القرآنِ الحکیمِ والنَّبيِّ الکریم -صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم- بشأن الحفاظِ علی منصبِ الإمامةِ، لم يسمح أهلُ الدُّنيا للأئمةِ -علیهم السلام- بالحكومةِ لهم. ومع ذلك، فإنّ جميعَ الأئمّة المعصومین -علیهم السّلام- الذين تمَّ تعيينُهم بأمرِ الله تعالی، لم يسكتوا آناً واحدًا خلال حياتِهم المبارکةِ عن تبیین هذهِ المسألة، خاصّة بالرجوعِ إلی آياتِ القرآنِ الكريم؛ لأنّ تربیةَ الفردِ والأمّة، وسلوکهم نحو السعادةِ لا تمکن إلّا بالإمامة، وما یتعلّقُ بها من تشکیلِ الحکومةِ وإجراء الأحکامِ الدینیَّة. وكان لتبیینِ مسألةِ الإمامةِ، نقطةٌ مشرقةٌ في حياة الأمامِ الكاظِم علیه السّلام؛ لأنّ هارون قد انحرفَ تمامًا عن نظامِ الإمامةِ الإسلامیَّة، والقضاء علی هذا الانحرافِ الواسع، يتطلّبُ تفسيرًا و تبیینًا جوهريَّا من الوحي المبین. إنّ الإمامَ موسی بن جعفر –علیهما السّلام- في طیلةِ حياتِه الشریفةِ والمشرقةِ قد بیّن هذه المسألةَ بوجهٍ تامٍّ وکامل في مُختلفِ الأحوال، مُستشهدًا بالآياتِ الكريمةِ من القرآنِ الكريمِ، وتمکّن من إبداءِ وإظهارِ انحرافِ الخلفاءِ الغاصبین، عن طریقِ الإمامة. ونحنُ في هذ البحث، باستخدام المنهجِ الوَصفيّ التحليليّ، سنسلِّطُ الضوءَ علی أخبارَ الإمام الكاظِم -علیه السلام- في تبیینِ مسألةِ الإمامةِ من منظارِ الوحي الإلهيّ، ونبیّن العلاقةَ الوثیقةَ بين القرآنِ والإمامةِ، وهو مضمونُ الحدیثِ النبويّ «إنّي تارك فیکم الثقلین: کتابَ اللِه وعِترتي أهلَ بیتي»".   البحث الثالث: (مرويّات الامام الكاظم –عليه السلام- في كتابِ المكاسبِ المحرّمة للشيخ الانصاريّ ودورها في عمليّة استنباطِ الحُكمِ الشرعيِّ، دراسةٌ تربويَّةٌ في ضوءِ منهجِ الاستنباطِ عند الاماميّة)، للباحِث أ.م.د. الشيخ محمود العيدانيّ من العراق، وملخَّصُه: "يُعَدُّ الشيخُ الانصاريُّ استاذًا لجميعِ مَن جاء بعده من الفقهاءِ والمجتهدين ومنهم المعاصرون؛ فقد فتحَ بتحقيقاتِه وأبحاثِهِ آفاقًا لم تُفتحْ من قبلِهِ في جميعِ ما ورده من مجالاتٍ عِلميَّة، ولا سيّما في مجالِ الفقهِ والأصول؛ ما جعلَ المعنيينَ بالدراساتِ الحوزويّة يختارون -بحقّ-  كتابَهُ (المكاسِبُ المُحرَّمة) منهجًا دراسيًّا وتربويًّا لطلبتها في ما يُسمى بمرحلةِ السطوحِ العُليا، التي تُعنى بتعليمِ عمليَّة الاستنباطِ وفنيّاتِها، وتربية مهاراتِها. وقد نقل الكثيرَ من مرويّاتِ الإمامِ الكاظِم –عليه السلام- كعناصر في عمليّة الاستنباطِ في مجالَي الحُكم: التكليفيِّ والوَضعيِّ، ما يضعُ مادَّةً عِلميَّةً غزيرةً للباحِثِ عن دورِ هذه المرويّاتِ في تشخيصِ الحُكمِ الشَّرعيّ. إلّا أنّ ما يقتضيه الفنُّ والتحقيقُ أنْ يكونَ توضيح دورِ هذه المرويّات - إذا ما أردنا أنْ يكونَ لها دورٌ تربويٌّ تعليميّ - في ضوءِ منهجٍ خاصّ لعمليّة الاستنباطِ، هو المنهج الذي ينتهجه الإماميَّةُ في ممارساتِهم المختلفة لهذه العمليَّة بصورةٍ منضبطة، ما يستدعي اكتشافَ هذا المنهجِ قبل بيانِ دور المرويَّات، حتى إذا تمَّت عمليَّةُ الاكتشافِ هذهِ على أسُسٍ فنيَّةٍ وبأدواتٍ بحثيّة مناسبةٍ لنوعِ البحثِ والهدَف منه، وفي ضوءِ العناصِرِ الثَّلاثةِ الفاعلةِ في هذا الاكتشافِ، لكي يكون اكتشافًا منهجيًّا وفنيًّا بدورِه، أعني: الهدف من عمليَّةِ الاستنباطِ أوّلًا، والعِلمُ المعنيّ بتوفيرِ أدوات الاستنباط وآلياته، أعني: علمَ الأصولِ ثانيًا، وثالثًا وأخيرًا: واقع العمليات الكثيرة التي نشاهدُها لهذه العمليّة مِن قِبل المختصّين مِن الطراز الأوّلِ على مُختلفِ الأزمنَةِ ومختلفِ المدارِسِ الفقهيَّة والأصوليَّةِ المختصَّة، كان تشخيصُ دورِ تلك المرويّاتِ عمليَّةً منهجيَّةً منظمةً، واضحةَ المعالِمِ والخطوطِ. إنَّ بيان دور المرويّات في ضوءِ المنهجِ المكتشفِ يضعُ بين يَدي الباحِثِ والمهتمِّ بعمليَّةِ الاستنباطِ بصورةٍ منضبطةٍ، بل حتى الممارس لهذه العمليَّة، الكثيرَ من الأدواتِ البحثيَّة والمهاراتِ والفنيّاتِ الدخيلةِ في إدارةِ هذه العمليَّة بصورةٍ فنيَّة صحيحةٍ، بل يكشفُ له موقِعُ كلَّ عنصرٍ من عناصِر هذه العمليّة، من بدايتها وحتى أدائِها للهدفِ منها، وهو تشخيصُ الموقِف الشرعيِّ إزاءَ المسألةِ محلّ البَحث".   البحثُ الرّابع: "الدورُ التربويُّ والثقافيُّ والعقليُّ عند الإمامِ موسى الكاظِم عليه السّلام)، للباحِث د. علي أبو الخير، مِن جمهوريّة مصر العربيّة، وملخَّصه هو: مع الكلمةِ الطيّبة التي تنبعُ من القلبِ والعقلِ والوجدان، فتصوغُ المشاعرَ والأفئدةَ حروفًا من نورِ الضّمير، فيُشرقُ في السرائرِ ويتألَّقُ في الضّمائر، ويسكبُ في جوانحِ الحياةِ ندى الخيرِ وفجرِ الأمل، وعنوانًا لسلوكِ الخير بوعدِ الله، والخير الذي نقصده هو نبتةُ الروحِ المؤمنة، ويتمثّل في رجالٍ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، وهؤلاء الرجالُ هم الأنبياءُ والمرسلون والأوصياءُ؛ ليكونوا نبراسًا للأمة وقادةً للإيمان والفكر، وهم مَن يمثّلون الإسلامَ المحمَّديَّ الرساليَّ الحقيقيّ، ومِن أجلِهم وتوضيح صورتِهم، نحاولُ الكتابةَ عن أحدِهم، نصدعُ بالحقِّ فنجد الحقيقة. والإمامُ الكاظِم -عليه السلام- مِن هؤلاءِ الرجالِ الأوصياءِ، من نسلٍ محمّديٍّ فاطميٍّ علَويّ، فلابدّ أن يكونَ معصومًا وحافظًا للعهدِ، ولقد اشتهر بكظمِ الغيظِ، وبه صار الكاظِمُ، علا عليه فصار موسى بن جعفر هو كاظم الغيظ، وليس كظمُ الغيظِ كما في هذه الدراسة مجرَّدَ كظم غيظِه من جاريتهِ التي أخطأتْ، ولكن كما نرى هو كظمٌ للغيظِ السياسيِّ والتربويّ، كما تميَّزَ بالدورِ القياديّ للأمّة في فترة مضطربةٍ، وهو ما تصدّى إليه الإمامُ، وهو ما نكتبُ عنه وفيه.    البحثُ الخامس: (الحفاظُ على البيئةِ وصحَّةِ الأبدانِ في فكرِ الإمامِ الكاظم عليه السلام)، للباحثِ السيِّد حيدر موسى وتوِت الحُسيني، من العراق، وملخَّصُه هو: "دينُ الإسلامِ القويم بمفاهيمِه السامية وتعاليمه القيّمة العالية حَثَّ على بناءِ المجتمعِ الإسلاميِّ المجيد النابضِ بالحياة الآمنة المستقرّة، التي ترقى بأفراده إلى أعلى مراتب الرُّقيِّ والازدهار، وتصونه عن التدهورِ و الانحدار، من خلالِ نشرِ ثقافة المحافظة على النفسِ البشريَّةِ وديمومةِ سلامتِها الصحيَّة والبدنيّة، محلِّقةً بها في آفاقِ النهوض الحضاريِّ المتألِّق، الذي يسمو بها إلى أعلى مراتبِ السعادةِ الإنسانيّة في كلِّ مرافق الحياةِ المهمّة، ولا غرو أنّ أفضلَ الطرق وأتمِّها للوصولِ إلى تلكُم الغايةِ الشَّريفة، وإيصال تلكم المفاهيم الأصيلة المُنيفة، هو تبنّي العمل بما ورد عن النبيِّ الأكرم -صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم- وأهلِ بيته الأطهار الأبرار -عليهم السلام-  في صونِ حياةِ الإنسانِ والحرصِ على سلامتِهِ من مخاطرِ البيئةِ وأدرانِها؛ لغرض تأسيسِ مجتمعٍ سليمٍ قائمٍ على أسس البناءِ الصحيحِ لجميع مرتكزاته الحياتيّة والدينيّة والأخلاقيّة، والاهتمام بكلِّ ما مِن شأنه الحفاظُ على كينونته واستمراريّة وجودِه وبقائه، ومِن الجوانبِ المهمَّة التي تسهمُ في تحقيقِ ذلك هو صحةُ الأبدانِ والعناية بها، والحفاظ على نظافة البيئةِ وسلامتِها؛ لِما لها من تأثيرٍ كبيرٍ على حياة الفردِ بصورةٍ خاصّة، والمجتمعِ عمومًا، وتنظيمِ شؤونِهِ وتثمير عطائه ونتاجاتِه، وقد تناول هذا البحثُ المتواضعُ بعضَ ما جاء عن الإمام العابِد الزاهدِ الإمام الكاظِم -عليه السلام- في هذا الجانبِ المهمِّ من حياةِ الفردِ والمجتَمع". الجديرُ بالذِّكر أنَّ هذهِ الأبحاث الخمسة التي تمَّ إلقاؤها في الجلسة، هي من أصلِ أربعةٍ وعشرين بحثًا مقبولًا للمشاركةِ في المؤتمر المذكور.

صور من الموضوع ...