نشاطاتنا

قسمُ المعارفِ يُسدلُ الستارَ على فعالياتِ مؤتمرِ الحَراكِ العلميّ

قسمُ المعارفِ يُسدلُ الستارَ على فعالياتِ مؤتمرِ الحَراكِ العلميّ

اختتمت رئاسة قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة، مساء اليوم السبت 3 جمادى الأوّل - 1445هـ الموافق 18 تشرين الثاني - 2023م، فعاليات مؤتمر (حَراك كربلاء العلميّ في القرن العاشر الهجريّ)، الذي ينظّمه مركز تراث كربلاء تحت شعار: (تراثنا هويتنا). وقد تمَّ إلقاء البيّان الختاميّ الذي تضمّن النتائج والتوصيات التي أفرزتها البحوث المشاركة، وكان نصّ البيان الذي ألقاه أ.م.د. فلاح الحسينيّ كما يأتي: "بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ) دُونَ الاُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ؛ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ، وَ لا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ، وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ. اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، وصلّ على أَهلِ البيتِ، الذينَ بذلُوا في سبيلِ إعلاء كَلِمةِ الدِّينِ ونَشْرِ العِلمِ مُهَجِهِم. من فيضِ صاحِبِ الجودِ والإيثارِ، ومن قبلةِ العلماءِ والأحرارِ؛ ومن فيوضات القبابِ البيضاء، وبركاتِ نورِها الوضّاء؛ انطلقت فعاليّات مؤتمرِ (تراثنا هُويتنا) الدَّوْليّ الثاني الذي حَمَلَ عنوان (حَراك كربلاءَ العلميّ في القرنِ العاشرِ الهجريّ)؛ ليكون خطوةً عمليّةً فعّالةً في إطارِ الرؤيةِ العلميّةِ التراثيّةِ للعتبةِ العباسيّةِ المقدّسةِ ورسالتِها المعرفيّةِ التراثيّةِ. فالتراثُ العلميُّ والفكريُّ يمثّلُ ركيزةً أساسًا تتكئ عليها القراءاتُ المعاصرةُ للفكرِ الإنسانيِّ على نحو عامٍّ، والفكرِ الإسلاميِّ على نحو خاصٍّ. وأنّ الخوضَ في التراثِ يكتنزُ في حقيقتِهِ جملةً من الأهدافِ الرئيسةِ المهمّة والأهداف الثانويّة؛ والتعاطي مع مقولاتِهِ متأتٍ من أثرِ تلكَ المقولاتِ في التكوينِ الثقافيّ والمعرفيِّ في العقلِ المعاصرِ ومنظومةِ تفكيرِهِ؛ فالإنسانُ من حيثُ لا يشعرُ هو تجلٍّ لتلكَ الثقافاتِ المتراكمة؛ المتلائمة والمتخالفة. والنظرُ في أُسسِ تكوينِ المنظوماتِ الحاكمةِ على سلوكِ الفردِ والمجتمعِ من مهمّاتِ الأمورِ التي لها بالغُ الأثرِ في وعيِ حاجاتِ المرحلةِ والتخطيطِ لها والعملِ عليها على الصُّعُد كافّة. وممّا تقدّمَ وغيرِهُ أخذتْ العتبةُ العباسيّةُ المقدّسَةُ على عاتِقها رسمَ خطّةٍ استراتيجيّةٍ مُحكَمَةٍ لدراسةِ التراثِ وإتاحةِ مدارستهِ من لدنِ العلماءِ والباحثينَ على وفقِ منهجيّةٍ علميّةٍ استقصائيّةٍ لا انتقائيّةٍ، ومن خطواتِها في ذلك تأسيسُ مراكزِ التراثِ المتخصّصةِ جغرافيًّا؛ من أجلِ الاستقراءِ الكاملِ للتراثِ؛ وكانَ من دأبِ مركزِ تراثِ كربلاءَ الكشفُ عن مناطقِ الفراغِ، وفحْصُها والتنقيرُ فيها، وصولًا إلى حقيقتِها، ومن تلك المناطقِ حقبةُ القرن العاشر الهجريّ؛ فكانَ القرنُ العاشرُ ميدانًا وتحدّيًا أطلقَهُ المركزُ أمامَ الباحثينَ، ليثبتوا أثرَهُ وفعاليّتَه، وبالفعلِ قد توصّلَ الباحثونَ إلى نتائجَ طيّبةً في هذا المجالِ، فبعدَ أن كان عددُ العلماءِ المعروفينَ في كربلاءَ لا يتجاوزُ أصابع اليدِ الواحدةِ، وصلْنا بحمْدِ اللهِ تعالى إلى ما يقربُ من الأربعينَ علَمَا من الأعلامِ الذين عاشوا في كربلاءَ أو ممّن أسهموا في الحراكِ العلميّ في تلكَ الحقبةِ. وكذلك كشفَ الباحثونَ عددًا كبيرًا من المخطوطاتِ والمنسوخاتِ والنتاجاتِ العلميّةِ من مؤلّفاتٍ ورسائلَ وإجازاتٍ في شتى حقولِ المعرفةِ؛ الأمرُ الذي أثرى الساحةَ العلميّةَ والمعرفيةَ، وعزّزَ النتيجةَ النهائيةَ التي سعى المؤتمرُ إلى إثباتِها بأنّ العطاءَ العلميَّ والفكريَّ لم ينضبْ يومًا في كربلاءَ على الرغمِ من الظروفِ المظلمةِ التي أحاطتْ المدينةَ. وقد قدّمَ الباحثونَ خلالَ المؤتمرِ عشراتِ الأبحاثِ العلميّةِ، وما يقربُ من خمسةَ عشرَ كتابًا بين تحقيقٍ لمخطوطاتٍ من ذلكَ القرنِ، وتأليفاتٍ كاشفةٍ عن اهتماماتِ تلك الحقبةِ الزمنيّةِ. وممّا أفرزتْهُ الأبحاثُ من نتائجَ  وتوصياتٍ يمكن إجماله في الآتي: 1- ضرورةُ الاستمرارِ في بحثِ الحِقَبِ الزمنيّةِ المقسّمةِ على قرونٍ؛ لنخلصَ في الخاتمةِ إلى خريطةٍ معرفيّةٍ يمكنُنا منها أن ننظرَ في تاريخيّةِ حركةِ العلومِ وتطوّرِها ومراحلِها ومستوياتِها واهتماماتِها وأعلامِها، ونقاطِ التحوّلِ وعواملِهِ ونتائجِهِ، والإفادةُ من ذلكَ كلّه في رسمِ الخُططِ المستقبليّة. 2- إتاحةُ المخطوطاتِ المتوافرةِ من نتاجاتِ القرنِ العاشرِ للمحقّقينَ والباحثينَ، وحثّهم على تحقيقِها وإنجازِها. 3- السعيُ إلى استحصالِ المخطوطاتِ المفقودةِ من نتاجاتِ هذا القرنِ التي ذكرَتْها المؤلّفاتِ المتخصّصةِ، وفهرستِها وإتاحتِها للباحثينَ. 4- متابعةُ الأعمالِ التحقيقيّةِ والتأليفيّةِ الخاصّة بهذا القرنِ التي لمّا تُنجزُ بعد، واقتراحُ الموضوعاتِ الصالحةِ للدراسةِ التي يمكنُ استيحاؤها من المؤلّفاتِ والأبحاثِ المقدّمةِ. 5- تخصيصُ عددٍ أو مجموعةِ أعدادٍ من مجلّةِ تراثِ كربلاءَ المحكّمَةِ التي تصدرُ من مركزِ تراثِ كربلاءَ لنشرِ ملفّاتٍ خاصّةٍ بهذا القرنِ. 6- نظرًا لصعوبةِ البحثِ التراثيّ المتخصّصِ من تحقيقٍ وتأليفٍ ستُعقدُ النسخةُ الثالثةُ من مؤتمرِ (تراثنا هويتنا الدَّوليّ) بعد سنتينِ من الآن. وفي الختامِ لا بدَّ من كلمةِ شكرٍ نزجيها إلى المتولّي الشرعيّ للعتبةِ العبّاسيةِ المقدّسةِ سماحةِ السيّدِ أحمدَ الصافي دام عزُّه، وإلى الأمانةِ العامّةِ للعتبةِ المقدّسةِ؛ لرعايتِهما هذا المؤتمرَ، وتسخيرِهِما الجهودَ المضنيةَ من أقسامِ العتبةِ التي كانَتْ خيرَ عونٍ وسندٍ. الشكرُ الكبيرُ والامتنانُ الوفيرُ إلى العلماءِ والباحثينَ الذينَ تفاعلُوا وأعطَوا من وقتِهم ليسطّروا أسماءَهم في سجلِّ كربلاءَ وعصورِها المتقادِمةِ بأبحاثٍ قيّمةٍ ونتاجاتٍ رصينةٍ؛ فجعلَهمُ اللهُ تعالى من اللاحقينَ بركبِ الإمام الحسينِ عليه السّلام وأخيه المولى أبي الفضل عليه السّلام. والشكرُ موصولٌ إلى اللجانِ المتخصّصةِ والملاكاتِ التي عملتْ على إنجاحِ المؤتمرِ والسيرِ به وصولًا إلى هذه اللحظاتِ الخاتمةِ لبادئةِ خيرٍ نأملُ أن تستمرَ وتثمرَ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وبعد ذلك تمَّ توزيع شهادات المشاركة على جميع المشاركين في المؤتمر؛ تثمينًا لجهودهم العلميّة الكبيرة وأبحاثهم القَيّمة. الجدير بالذكر أنَّ المؤتمر حظي بإشادات كثيرة وثناء كبير من المختصّين والمهتمين بالشأن التُراثيّ، ونال استحسان الحاضرين، وشهد حضورًا واسعًا وتغطيّةً إعلاميّةً مميّزةً من القنوات الفضائيّة والوكالات الإخباريّة.  

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7711173108
00964-7602365037
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
info@mk.iq
media@mk.iq

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...