تُراثُ الجنوبِ يتناولُ الشيخ القرشي بدراسةِ حياته ونتاجه الفكريّ

صدرَ حديثًا عن مركزِ تراث الجنوب، التابع لقسمِ شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، في العتبة العباسيّة المقدّسة، كتابٌ بعنوان: (مهدي القرشيّ 1900-1980.. حياتهُ ونتاجُهُ الفكريّ)، من تأليف الدكتور حيدر علي العكيليّ، مع مراجعة وضبط وتعديل من وحدة الدراسات التابعة للمركز المذكور. مدير المركز الدكتور حسين الشرهانيّ، تحدث عن هذا الإصدار قائلًا: " ترسو دراستنا هذه عند ساحل رجل من رجالات المرجعيّة الدينيّة، جمع بين فضيلتي العلم والعمل الرساليّ، لتؤرخ لمسيرته، وحركته الفكريّة والثقافيّة في الوسط الجنوبيّ، وتستلهم منها حقيقة الثراء المعرفيّ والثقافيّ الذي يؤديه ارتباط المجتمع بالقدوة والأسوة الحسنة، وما يمكن أن تحققه تلك القدوة والأسوة الحسنة إذا ما تماهت بالمجتمع، وعايشته، ونزلت إلى واقعه، ولم تنفصل عنه".. وأضاف: "وقد قُدِّمت هذه الدراسة لمركز تراث الجنوب من الأخ الباحث الدكتور (حيدر علي خلف العگيليّ)، فأخذت وحدة الدراسات في المركز على عاتقها مهمة قراءتها، وتقويمها علميًّا وفكريًّا، وسجلت العديد من الملاحظات العلميّة، والمنهجيّة على متنها وهوامشها، ثم أجرت العديد من التعديلات على أصلها، وأعادت الكثير من صياغاتها، وعنواناتها، وترتيب أفكارها، وتبويبها، وتنظيمها من التقديم والتأخير، وإضافة العديد من التراجم فيها، وضبطها، وإخراجها طباعيًّا، حتى اكتملت بصيغتها الحاليّة".. واختتم الشرهانيّ: "ومع هذا الجهد، تبقى الدراسة كأي عمل بشري، لا بد وإن يعتريها بعض الخلل والنقص، فإن وقف القارئ على مثله فليوسع العذر، فقديماً قال الصوليّ: المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل فيه من منشئه". وبحسب الشرهانيّ، فأنَّ: " الرموز الدينيّة- بلا مواربة- في طليعة الشخصيّات المُؤثّرة في المجتمع الجنوبيّ، الذي طالما اعتاد الالتفاف حول مرجعيّاته الدينيّة في النجف الأشرف، والتماهي مع توجيهاتها ورؤاها، وحراكها المجتمعيّ، وتاريخه الحديث والمعاصر حافل بالشواهد الحيّة على هذا التشاكل والتماهي في أحلك الظروف وأقساها".