تاريخ النجف

العمارة المنسية في تاريخ الروضة الحيدرية

العمارة المنسية في تاريخ الروضة الحيدرية

السيد عادل محمد صالح الكليدار /مؤرخ وسادن الروضة الحسينية في كربلاء سابقا(استراليا) اثناء تحقيقي لكتاب (نزهة اهل الحرمين في عمارة المشهدين) للعلامة حسن الصدر الكاظمي، استرعى انتباهي عدم ذكر المؤلف اسم باني العمارة التي أنشئت بعد حريق مشهد أمير المؤمنين(عليه السلام) في سنة 755هـ، وقد رجعت الى المصادر التي في حوزتي عن تاريخ النجف الأشرف والروضة الحيدرية، فلم اجد فيها أيضا من يشير الى بناة هذه العمارة. لذا فانه قد يكون من المفيد هنا ان اذكر نص التحقيق الذي كتبه السيد عبد الحسين الكليدار صاحب(البُغية) حول هذه العمارة، التي يبدو ان التاريخ قد اهمل ذكرها، وذلك وفاءا للتاريخ واحياء لذكرى الباني: (ذكر السيد محسن الأمين العاملي في المجلد الثالث(صفحة 593) من اعيان الشيعة قال فضيلته عن اخر كتاب الإيلاقي لعبد الرحمن العتايقي الحلّي، المجاور بالنجف الأشرف، في نسخته المخطوطة في الخزانة العلوية، الذي تمت كتابته في محرم سنة 755هـ ، قال: في هذه السنة احترقت الحضرة الغروية صلوات الله على مشرفها، وعادت العمارة واحسن منها في سنة 760 سبعمائة وستون) انتهى. أقول: هذا الحريق، هو الذي ذكره ابن مهنا الداوودي في العمدة(صفحة5)، ولكنه لم يذكر اسم المجدد للبناء الذي شيد على الروضة المطهرة الحيدرية، حيث المدة تقارب زمن البناء الذي قام به السلطان اويس وولده السلطان حسين الإيلكانيين في سنة 767هـ على قبر الامام الحسين(عليه السلام)، الموجود اليوم على الروضة الطاهرة، من المقتضى ان يكون السلطان حسين الإيلكاني، هو منفردا اقام البناء على الروضة الطاهرة الحيدرية، وبالخاصة لموقع قبورهم التي ظهرة في السنة الخامسة عشر بعد الثلثمائة والالف الهجرية، في وسط الصحن الشريف ما يلي باب الطوسي ــ احد أبواب الصحن الشريف ــ في القسم الشمالي من الروضة الزكية. إذ ظهر سرداب فيه ثلاثة قبور، على احداها في القاشاني مرقوم (توفي الشاهزاده الأعظم معز الدين عبد الواسع في 15 جمادى الأول سنة 790هـ) وعلى لوح القبر الثاني (هذا ضريح الطفل الصغير سلالة السلاطين الشاهزاده ابن الشيخ اويس طاب ثراه، توفي يوم الأربعاء حادي عشر محرم الحرام سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة)، وعلى لوح القبر الثالث (هذا قبر الشاهزاده سلطان بايزيد طاب ثراه، توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة هلالية)، وعلى قبر آخر (هذا قبر المرحومة السعيدة باينده السلطان). وقد ابتدأ حكم الاسرة الإيلكانية الجلائرية في بغداد وأذربيجان بعد موت أبي سعيد بن الجايتو محمد خدابدنه بقليل بالشيخ حسن الكبير تقريبا بين سنة تسع وثلاثين وسبعمائة او سنة الأربعين، وكانت وفاته سنة 757هـ ثم تلاه في الحكم ولده السلطان أويس سنة 757هـ وتوفي سنة 776هـ، ثم تلاه ولده السلطان حسين في أخوه السلطان احمد الجلائري بن اويس، الى ان قتل في تبريز بين سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، أو أربع عشرة، وبه تقريبا انتهت ايامهم. وأرى انه مما يناسب المقام هنا ان انهي الموجز في الحديث عن خزانة الكتب العلوية في مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) التي كانت تحوي على ذخائر المخطوطات ونفائسها، والتي قد تعدل ــــ في قيمتهاـ ما في (خزنة) أمير المؤمنين اليوم من الاعلاق والتحف الثمينة. وكان لهذه المكتبة القيمة أمناء من العلماء، كان منهم النسابة حسين الكتابدار، الذي كتب بخط يده نسخة ثمينة من كتاب (عمدة الطالب في انساب آل ابي الطالب) لابن مهنا الداوودي، كتبها سنة 1095هـ، وقد وشحها بتعليقاته وشروحه القيمة. وشاء القدر ان تحفظ هذه المخطوطة، حيث نقلت الى حرم الامام الرضا(ع) بخراسان ــ وهي من ذخائر خزانة كتبها العتيدة اليوم والا لأصابها ما أصاب سائر مخطوطات الخزانة العلوية من التلف والضياع، حيث جارت عليها عوادي الزمن، وكان الظن انه لم يبق منها شيء، ولكن في أواخر الثمانينات واثناء تهديم السور القديم للروضة الحيدرية واعمال(التطوير) عثر على مجموعة كبيرة من المخطوطات كان قد بني عليها في الحائط للمحافظة عليها من النوائب. وهكذا كان مصير بقايا هذه المكتبة العريقة، كما كان ذلك مصير كثير من الآثار القيمة سواء في هذه العتبة او في غيرها من العتبات المقدسة في العراق ومن هذه الاثار التي اتلفت في الروضة الحيدرية في نفس هذه الفترة تقريبا، رخام(الباي زهر) الشفاف الذي كان موضوعا على قبر محمد خان قاجار المتوفى سنة 1211هـ وعلى قبر اخر، في مقبرته داخل الحضرة الحيدرية، وكنت قد شاهدت هذه الرخامات من قبل، وهي غاية في الروعة، على احداها نقشت صورة الشاه المذكور بالحجم الطبيعي وقد شوهدت بقايا هذا الرخام ــــ كما نقل احد الثقات ـ متناثرا في صحن الروضة الحيدرية المطهرة. المصدر: الأنسكلوبيديا العلوية ج13، ص325

صور من الموضوع ...

نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...