المدارس الدينية

نبذة عامة عن تاريخ المدارس الدينية

نبذة عامة عن تاريخ المدارس الدينية

نشوء المدارس العلمية في النجف من المعلوم أنّ أوّل تشكيلة للحوزة العلمية في النجف الأشرف كانت في العصر البويهي في القرن الرابع الهجري، حيث أقام عضد الدولة للحرم العلوي صحنا فيه الغرف والإيوانات، وأنشأ دارا للضيافة، وبذل الطعام للزائرين وأجرى الجرايات، وبثّ العطاء للذين ينوون الإقامة في النجف الأشرف والمجاورة لمرقد أمير المؤمنين علي عليه السّلام. وكان مقرّ طلاّب العلوم الدينية الذين يفدون على النجف والمدرسة التي يدرسون فيها هوهذا الصحن الغروي الشريف. ولمّا توالت عمارات سلاطين الشيعة في القرون اللاّحقة للحرم العلوي والصحن الغروي، ونظّمت الغرف والأواوين فيه، أصبح الصحن مدرسة عظيمة، فكثر روّاد العلم والفضيلة على النجف الأشرف. وإليه يشير الرحالة ابن بطوطة عند زيارته إلى النجف سنة ٧٢٥ هـ، بقوله: ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة، ولكلّ وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر مرّتين في اليوم، ومن تلك المدرسة يدخل باب القبّة(1). فالصحن هوأول مدرسة في النجف الأشرف، تخرّج منها آلاف المجتهدين من الشيعة في عدّة قرون، وسنعرض فيما يلي أشهر المدارس الدينية في النجف الأشرف: مدرسة المقداد السيوري هي المدرسة الثانية في النجف. أشادها الشيخ أبوعبد اللّه جمال الدين المقداد بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن محمد الأسدي السيوري الحلّي المتوفى ٢٦ جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ هـ. تقع في سوق محلّة المشراق إحدى محلاّت النجف. ولمّا خربت أشادها سليم خان واشتهرت بالمدرسة السليميّة نسبة إليه. المدرسة الغرويّة تعدّ من المدارس القديمة في النجف أيضا، يعزى تأسيسها-كما هوالمعروف والمشهور عند بعض المشايخ النجفيين-مع الصحن الشريف الماثل اليوم إلى أوائل القرن الحادي عشر الهجري الذي خطّه الشاه عباس الصفوي الأول المتوفى سنة ١٠٣٧ هـ. تقع في الجهة الشمالية الشرقية من الصحن الشريف، مدخلها من الإيوان الشمالي الثالث، وهي مدرسة صغيرة ذات طابقين من الغرف أمامها الأواوين. ويظهر أنّ هذه المدرسة كانت ذا حركة علمية نشطة، كما أقام فيها وجوه من العلماء وأهل الفضل لقربها من الحرم الأقدس. ففي إجازة للشيخ عبد علي بن محمد الخمايسي النجفي للشيخ يوسف بن عبد الحسين الصفّار الشهير بالصلنباوي، كتبها له بخطّه في شوال سنة ١٠٦٩ هـ على ظهر نسخة من كتاب أصول الكافي في المدرسة الغرويّة (وفرغ منه في رجب سنة ١٠٦٩ هـ)(2). وقال شيخنا محمد حرز الدين في ترجمة الشيخ زين العابدين بن إسماعيل بن زين العابدين التبريزي المرندي النجفي: وقد أقام في مدرسة الصحن الغروي الأقدس، وكان شريكنا في المدرسة يوم أقمنا فيها سنين متطاولة في ظلال أخي الحجّة الشيخ حسن حرز الدين المتوفى سنة ١٣٠٤ هـ.(3). وكان لهذه المدرسة شأن عظيم في أيام الحكومة التركيّة بعد إجراء قانون التجنيد الإجباري سنة ١٢٨٦ هـ، فقد قامت الحكومة التركيّة العثمانية بتعيين مدرّسا خاصّا لها في هذه المدرسة، وانتسب لها كثير من حملة العلم، إذ أنّ الحكومة سنّت قانونا خاصّا يسمح لطلبة العلم الذين يؤدّون الإمتحان بعدم الإنخراط في سلك الجنديّة، وجعلت في بعض الألوية والأقضية مدارس، فكانت هذه المدرسة هي إحدى المدارس الرسمية في النجف، ولم تزل على ذلك حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري فتهدّمت حجراتها وسدّ بابها. وفي سنة ١٣٥٠ هـ أشادها بناية للزائرين-بعد خرابها-رجل الخير السيّد هاشم زيني النجفي، وقد أرّخ عمارتها الجديدة شيخ الخطباء الشيخ محمد علي اليعقوبي، قوله: حزت يا هاشم زيني رتبة ... لم يحزها أبدا من قد سلف دارك الخلد غدا إذ أرّخوا ... (شدت للزوّار دارا بالنجف) وأرّخها الخطيب الشاعر السيّد مهدي الأعرجي النجفي بقوله: رئيس نحاة الندى هاشم ... ألم تر إعرابه مستبينا فمذ شاد أرّخت (دار النوال # بناها على الفتح للزائرينا)(4) مدرسة الصدر هي مدرسة واسعة تقع في محلّة المشراق، على يمين الداخل إلى السوق الكبير من الطرف الشرقي. بناها الصدر الأعظم محمد حسين خان الأصفهاني وزير فتح علي شاه القاجاري المتوفى سنة ١٢٣٩ هـ والمدفون في ناحية من المدرسة، وكان الإبتداء في بنائها سنة ١٢٢٦ هـ، وقد أوقف لها أوقاف كثيرة، منها: الخان المعروف بـ"سيف بيت بلال"، ودكاكين مجاورة لها. مدرسة كاشف الغطاء بنيت هذه المدرسة الواقعة في محلّة العمارة على يد الشيخ موسى بن الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء، المعروف بالمصلح بين الدولتين المتوفى سنة ١٢٤٣ هـ، بأموال بعث بها معتمد الدولة عباس قلي خان وزير محمد شاه القاجاري. ثمّ أشادها بعد خرابها الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، ولم تزل عامرة حتّى اليوم. مدرسة الشيخ مهدي كاشف الغطاء هي مدرسة واسعة تقابل مرقد ومسجد شيخ الطائفة الطوسي من جهة الغرب. تعرف بالمدرسة المهديّة نسبة لمؤسّسها الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء، بأموال بعثت له من آذربيجان عام ١٢٨٤ هـ. وكان قد سبقها عام ١٢٨١ هـ بتعمير مقبرة جدّه الشيخ جعفر الكبير وقبور أعمامه ووالده، وبنى عليهم قبابا هي ظاهرة حتى اليوم. وقد أعيد تعمير هذه المدرسة في عهد المرجع الديني السيّد أبوالحسن الأصفهاني. مدرسة القوام تعرف أيضا بالمدرسة الفتحيّة نسبة إلى مؤسّسها قوام الملك فتح علي خان الشيرازي عام ١٣٠٠ هـ. وهي مدرسة معروفة واسعة تجاور المدرسة المهديّة وتقابل مرقد شيخ الطائفة الطوسي. مدرسة الفاضل الإيرواني نسبة إلى الشيخ ملاّ محمد بن محمد باقر، الشهير بالفاضل الإيرواني، المتوفى سنة ١٣٠٦ هـ والمدفون بها. وهي مدرسة عامرة تقع في محلّة العمارة جنب دار المرجع الديني الأعلى السيّد أبوالحسن الأصفهاني. ابتدئ في بنائها عام ١٣٠٥ هـ. مدرسة الميرزا حسين الخليلي الكبرى تقع في محلّة العمارة عند الطرف الشرقي لشارع السلام، وانتهاء سوق العمارة، وقد اكتمل بناؤها عام ١٣١٦ هـ. مدرسة الفاضل الشربياني تقع في أحد الأزقّة المتفرّعة من سوق محلّة الحويش والذي فيه مدرسة السيّد محمد كاظم اليزدي، وكان الإبتداء في بنائها عام ١٣٢٠ هـ. مدرسة الآخوند الكبرى تقع في آخر سوق محلّة الحويش. أسّسها الشيخ ملاّ محمد كاظم الآخوند الخراساني سنة ١٣٢١ هـ كما يحكيه بيت الشعر الذي يعلوبابها: مدرسة الكاظم قد أرّخوا # (أساسها على التقى والرشاد) مدرسة الميرزا حسين الخليلي الصغرى تقع في محلّة العمارة في الشارع الموازي لشارع السلام من جهة الشمال، وكان تأسيسها عام ١٣٢٢ هـ. مدرسة القزويني تقع على مقربة من الصحن الشريف على المرتفع المعروف بالطمّة. أسّسها محمد أغا الكروري القزويني عام ١٣٢٤ هـ. مدرسة البادكوبي تقع في محلّة المشراق عند الطرف الشمالي لمدرسة الصدر. بناها الحاج علي نقي البادكوبي عام ١٣٢٥ هـ. مدرسة الآخوند الوسطى تقع في محلّة البراق في شارع آل الأعسم، قام بتأسيسها الشيخ محمد كاظم الآخوند الخراساني عام ١٣٢٦ هـ كما يظهر من بيتي الشعر على بابها: هذى مدينة علم ... وباب سرّ العوالم للعلم شيدت فأرّخ ... (لمعدن العلم كاظم) مدرسة السيّد محمد كاظم اليزدي هي من أهم المدارس الدينية في النجف لسعتها وفخامتها. تقع في أحد الأزقة المتفرّعة من سوق محلّة الحويش والذي فيه مدرسة الفاضل الشربياني. تمّ بناؤها عام ١٣٢٧ هـ كما تحكية أبيات الشعر التي تعلوبابها: قد أبهج المصطفى وعترته ... بذا وقالوا شيّدت دعائمنا يا طالبي فقهنا وحكمتنا ... دونكم هذه معالمنا مدارس الدين أرّخوا (لكم ... جدّد للعلوم كاظمنا) مدرسة الآخوند الصغرى تقع في محلّة البراق. تمّ بناؤها عام ١٣٢٨ هـ. مدرسة البخارائي تقع في محلّة الحويش مجاورة لمدرسة الشيخ الآخوند الكبرى، وقد تمّ بناؤها عام ١٣٢٩ هـ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) رحلة ابن بطوطة: ١/١٩٨. (2) الذريعة: ١/٢٠٣. (3) معارف الرجال: ١/٣٣٤. (4) ماضي النجف وحاضرها: ١/١٢٧.

صور من الموضوع ...

نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...