مكتبات عامة او شخصية
مكتبة آل حنوش العامة

بداية التأسيس لقد تأسست مكتبة آل حنوش العامة والتي يدل اسمها على اسم قبيلة الحاج كاظم حسون آل حنوش النجفي الطائي المؤسس لها كما كانت العادة آنذاك بتسمية اسم المكتبة باسم البيت او العشيرة التي تقوم بتأسيسها. انشأ مكتبته الخاصة في بيته في البصرة منذ عام 1910م حيث توجد بعض هذه الكتب مؤرخه بهذا الوقت وهي موجودة الان في مكتبته العامة. كان الحاج يقتني كل كتاب جديد يصدر وكان رجال العلم والمعرفة يقرأون هذه الكتب في مكتبته الخاصة في الجناح المخصص لها في مضيفه العامر. ان وجود الإمكانيات المادية العالية عند الحاج مكنته من شراء الكتب الثمينة والمخطوطات النادرة، وفي نهاية الثلاثينيات فكر الحاج في تأسيس مكتبة عامة في مدينة البصرة للإستفادة من كتبها ولكنه بعد ذلك فكر في نقل هذه الكتب الخاصة به الى مدينته مدينة العلم النجف الاشرف وفعلا بدأ في الاربعينيات بشراء حصص أبناء عمه في بيوت آل حنوش في منطقة البراق واخذت منه الوقت والمال الكثير. بدأ العمل في بناية المكتبة في عام 1949م وانتهى في بداية عام 1951م وأنفق عليها الحاج من ماله الخاص ما يقارب عشرة آلاف دينار في ذلك الوقت، كان اخوته وأبناء عمه يشرفون على البناء ويحضرون المواد الانشائية فكانت بناية المكتبة بناية ضخمة وطراز بنائها يختلف عن غيرها من المكتبات القديمة حيث السعة وتوفر الكراسي الدراسية وأجهزة تكييف الجو وفعلا فتحت المكتبة وكان عدد روادها في بداية افتتاحها كبيرا. تحتوي المكتبة في الطابق الأسفل على مقبرة لعشيرة آل حنوش وقد دفن الحاج كاظم فيها بعد وفاته في مدينة البصرة في 9\نيسان\1953م، وكان قد بدأ البناء في نهاية عام ( 1949م ـــ 1369هـ ) واستمر ما يقارب السنة وبضعة اشهر وكان يوم افتتاحها في ( 7/حزيران/1951م ) المصادف الثالث من رمضان من عام 1370هـ وكان يوما مشهودا له حيث حضر العديد من شخصيات النجف العلمية والأدبية ورجال العلم المعرفة والتجار في هذه المدينة المقدسة وقد كان في استقبالهم الأستاذ الشيخ الحاج كاظم آل حنوش شيخ عشيرة آل حنوش الطائية مع أبناء عشيرته المتواجد اكثرهم في محافظة النجف الاشرف والسماوة وبغداد والبصرة وغيرها من المدن العراقية وكان معظم رجال الدولة في النجف الاشرف حاضرين فيها في ذلك الوقت كانت بناية هذه المكتبة على الطراز الحديث آنذاك حيث وجود المسطبات والكراسي الدراسية والقاعات الكبيرة حيث كانت المكتبات القديمة تفتقر اليها، كانت بناية هذه المكتبة واسعة فالقاعة الكبيرة كانت ابعادها( 10×10م) مربع وكان هذا القياس في البنايات كبير نوعا ما في ذلك الوقت داخل المدينة القديمة التي كانت المساكن فيها لا تزيد مساحتها عن 100 م مربع. لقد كان يوم الافتتاح مناسبة حيث كتبت الصحف المحلية والعراقية والعربية تاريخا لهذه المكتبة مع وصف كامل لما تحتوي من المخطوطات والكتب النفيسة فيها، ومن هذه الصحف صحيفة الهاتف النجفية وجريدة(الثغر) البصرية وجريدة(الدستور) البصرية وجريدة الناس والبريد البغدادية ومجلة الشعاع النجفية وغيرها. ورد ذكر هذه المكتبة في كل التواريخ التي ألفت عن مدينة النجف ومنها (دليل الخدمات المكتبية في الجمهورية العراقية) لمؤلفه د.عبد المجيد الناصري لعام 1961م ، وكذلك كتاب (النجف حديثا وقديما) للمرجاني وكتاب (ماضي النجف وحاضرها) للشيخ جعفر محبوبة ودليل الأنساب للزبيدي و(تاريخ النجف) للشربتي وغيرها من الكتب التي صدرت وفيها ترجمة كاملة عن المكتبة ومؤسسها وقد أرخ الأديب والشاعر والعالم الشيخ محمد علي المظفر تاريخ بنائها فقال: مكتبة الأستاذ قد شيدت بيتا به نور الهدى دائم من رام أن يعرف تاريخها أنشأها بجوده الكاظم نبذة عن المؤسس وكان ولا زال رجال العلم والمعرفة قدوة لبقية الناس في كل زمان ومكان، وكان من بين هؤلاء الرجال الأوائل الذين اهتموا بطلب العلم ونشره رغم انشغاله بالعمل والتجارة هو(الشيخ الحاج الأستاذ كاظم بن حسون بن مهدي بن حسن بن علي بن حنوش الثاني...بن حنوش الأول الطائي النسب)، سكنت عشيرة آل حنوش النجفية مدينة النجف وذلك قبل القرن التاسع الهجري انتقالا من مدينة الكوفة بعد ان خرجت المدينة بسبب الغزوات وقد سكنوا في محلة البراق فيها وبناية المكتبة هي في احد هذه البيوت التي تعود الى عشيرته وفيها مقبرة كبيرة دفن الجد الثالث للحاج كاظم فيها. ولد مؤسس المكتبة الحاج كاظم عام 1872م في مدينة النجف، وبدأ دراسته للعلوم الدينية والقرآن الكريم في كتاتيب هذه المدينة ودرس اوليات الفقه عند اخواله آل المظفر، وبعد ذلك في عام 1901م اشتغل بتجارة المواد الغذائية حيث كان تاجرا كبيرا تجمع له صادرات التمور والحبوب من محافظات الفرات الأوسط لتصديرها الى خارج العراق عن طريق شركته التجارية واسطول من البواخر التي كان الحاج يمتلك البعض منها. تطورت اعماله التجارية فكان تاجرا من الطراز الأول وكان مسجل في وزارة التجارة من الصنف الأول حيث كان يستورد المواد الغذائية للعراق عن طريق شركته، كان الحاج ذو سمعة طيبة ويتصف بالورع والتقى ويقنع بالربح القليل ولا يقبل بكل شيء خلاف لتعليمات الشريعة الإسلامية. كان مجلس الشركة يحتوي إضافة كادر الشركة من الموظفين والكتاب ويحتوي على ضيوفه من طلبة العلوم الدينية حيث كانت مراجعاتهم له لمساعدة الضعفاء والفقراء واخذ الحقوق الشرعية من الزكاة والخمس لتوزيعها على فقراء المدينة في البصرة وفقراء مدينة النجف. عندما وطئ قدم اول جنود الاحتلال البريطاني الفاو في 4\11\1914م كان الحاج في البصرة، وكانت له المواقف الوطنية فيها حيث كان يعقد الاجتماعات في مضيفه العربي في العشار وكان يوجه الناس في طرد هؤلاء الطامعين من البلد الى ان احتلت مدينة البصرة فعاد الحاج كاظم إلى مدينة النجف بعد ان طرده الإنكليز في البصرة وأغلقت شركته أبوابها بدأ جهاد الحاج كاظم في مدينة النجف واشترك في ثورة النجف عام 1918م فكان من مجموعة الثوار الذين تصدوا للإنكليز في ريف الكوفة وبالتحديد في(قلعة البو عمران) قرب منطقة السهلية في الكوفة وسقط بعض رفاقه بين شهيد وجريح وأسير بعد ما كبدوا مشاة الإنكليز الخسائر الفادحة. لم تسلم بيوت آل حنوش من التخريب حيث وجه الإنكليز مدافعهم الى منطقة السراي في الكوفة حيث بيوت آل حنوش على شاطئ الفرات مع بيوت آل كرماشه وآل تويج وغيرهم وخربوها وعند ذلك عاد آل حنوش الى بيوتهم في منطقة(البراق) في النجف لقد طورد الحاج كاظم من قبل قوات الاحتلال البريطاني لأنه كان عنصرا فعالا في ثورة النجف حيث وزع المنشورات على الأهالي مع فتاوى العلماء بالجهاد ضد القوات المحتلة. ظل الحاج كاظم مختفيا في النجف حتى حصول العراق على الاستقلال وقيام الحكومة العراقية وتتويج الملك فيصل الأول ملكا على العراق عام 1921م. وكان الفترة بين عام 1918م الى عام 1921م فترة صعبة واجه فيها خطر الإعدام من قبل قوات الاحتلال البريطاني لأنه كان منطويا تحت لواء الحاج محمد علي الرماحي الذي أعدم في الكوفة مع الشهداء الاحد عشر في خان (إبن كمونه) عام 1918م بعد فشل ثورة النجف مع كاظم صبي وغيرهم. رجع الى البصرة بعد الاستقلال وفتحت الشركة أبوابها مرة ثانية وزاولت اعمالها التجارية لصادرات العراق من التمور والحبوب الى الهند والباكستان والخليج العربي وغيرها من بلدان العالم. عند مراجعة مذكرات الحاج كاظم التي كتبت في العشرينات من القرن العشرين تجد فيها النفس الوطني والحس المرهف حيث نجد في بعض هذه الرسائل يكتب الى ابن أخيه الأستاذ عزيز آل حنوش الذي كان طالبا في المرحلة المتوسطة يطلب فيه ان يحصل على درجات عالية لكي يدخل كلية الطب حتى يخدم شعبه ويخلص الناس من الأطباء الأجانب الذين كان معظمهم من الهنود والعرب. وفي مكان اخر وفي الثلاثينيات يكتب الى ابن عمه حسين فليح آل حنوش ان يحث ابنه لكي يخدم في الجيش العراقي او دخول الجامعة في بغداد لغرض الحصول على الشهادات العليا للتدريس في الجامعة بدلا من الأساتذة الأجانب، لقد كان وطنيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني سامية. كان مضيف الحاج كاظم ملتقى لرجال العلم والمعرفة والدين والدولة فكان الشعراء والادباء ووكلاء المراجع في مدينة البصرة يلتقون عنده في كل مساء وكانت المناسبات الدينية تقام في هذا المضيف. تحتوي المكتبة في الطابق الأسفل على مقبرة لعشيرة آل حنوش وقد دفن الحاج كاظم فيها بعد وفاته في مدينة البصرة في 9\نيسان\1953م ــ 1372هـ ، حيث كان له تشيعا مهيبا شارك فيه كافة وكلاء المراجع ورجال الدين في البصرة من الشيعة والسنة وكذلك المسؤولون في المحافظة وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية في مدينة البصرة وكان يوما حزينا على اهل البصرة حيث استأجر قطار كامل من البصرة الى الديوانية يضم المشيعين لجثمانه حيث نصب مجلس الفاتحة له في مدينة الكوفة. كان رحمه الله مثالا للأخلاق الحميدة والديانة المخلصة حيث كان عابدا صائما نهاره في معظم الأوقات قائما ليله يتفقد الفقراء، لم يحصل الحاج كاظم على ذرية له من زوجاته الأربعة فأوقف ممتلكاته، هذه الى النفع العام ومنها هذه المكتبة العامرة الى هذا الوقت.
صور من الموضوع ...
نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.