تاريخ الجنوب
معركة هدية
في عام ۱۹۰۹م حرك مبارك الصباح أمير الكويت أحد أجنحة (عشيرة الضفير) المتحالفة معه، التي يقودها (ابن ضويحي) للاعتداء على إحدى قوافل شمر، التي تمتار من ديرة المنتفق، حيث سلبتها كل موجوداتها، وقتلت من قاومهم، مما عدّه رجال المنتفق اعتداءً عليهم، ودفعهم لملاحقة المعتدين، والإمساك بهم في منطقة (الركي والراديف)، ودخلوا معهم في معركة بددوا شملهم فيها، وأسروا قائدهم، وأعادوا للشمريين ما سُلب منهم، وفي عام ۱۹۱۰م، سار جيش الكويت بتعداده البالغ (۸,۰۰۰) آلاف مقاتل بقيادة (جابر المبارك) نحو ديار المنتفق. فتلاقى الجمعان في منطقة يقال لها (جريبيعات الطوال) في العاشر من حزيران ۱۹۱۰م، في وقت كان مجموع جيش المنتفق لا يتعدى (502) مقاتل فقط، وقد انتهت المعركة التي سماها أهل المنتفق (هدية) بانتصار كبير ومدو للمنتفق، وغنائم لا تُحصى من جيش أرعبته فروسية المنتفقيين وشجاعتهم ، حيث تفاخر مهوالهم بحجم الانتصار ومداه، إذ قال: (لملمها مبارك وهداها). ووصف الضابط البريطاني (لجمن) المعركة بعد أن شاهد نتائجهـا النهائية بقوله: لقد كانت أرض المعركة مفروشة بجثث القتلى، التي أتت الذئاب والعقبان على الكثير منها، في حين كان المنتفقيون يتحدثون ببساطة وبدون بهرجه وتصنع عن انتصارهم الأخير، وسمعت من أحد المشاركين فيها، بأن فرسان المنتفق ظلوا يطاردون جيش مبارك حتى أسوار مدينة الكويت، بعد أن مُلئوا بالرعب إزاء حمى القتال ودمويته، وبطريقة لم يتعودها سابقاً، وقد تصرفت المنتفق وزعيمهم (سعدون باشا) بعد الانتصار بنبل وفروسية عالية، حين داوت الجرحى وطببتهم، ثم جمعت الأسرى معهم وأعادتهم للكويت، بعد أن أُعيدت لهم أموالهم ماعدا الأسلحة. حتى قال الشاعر هاشم حاشوش المنتفقي عن تلك الواقعة: خبر طارش خليلي لا يمنه وصرح كَلبي الليالي لا يمنه بعد لا خيلنه اتكد لا يمنه وتعيد الصار بالطينة وهدية المصدر / حكايات عن المنتفق/د. حميد حمد السعدون
صور من الموضوع ...
نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.