قصة كتاب ( الامام الصادق والمذاهب الأربعة) والغيرة على المذهب

في يوم من الأيام دخل الشيخ أسد حيدر، (وهو اسم على مسمى) إلى مكتبته، وبدأ يقلب في الكتب، حتى إذا وقع نظره على كتاب (مقدمة ابن خلدون)، وبينما هو يقرأ فيها، وإذا به يرى هذه العبارة (وشذَّ أهلُ البيتِ في مذاهبَ ابتدعوها)، فأسف لذلك جدّاً، وأخذته الحمية على الدين، وملكته الغيرة على المذهب، وأدرك حينها مدى مظلومية أهل البيت (ع)ومستوى التزييف الذي مورس بحقهم، فمن سخرية القدر أن يقال بحق أهل البيت (ع) (شذوا)، وهذا الأمر حمّله مسؤولية الرد؛ لاعتقاده أن الفكر لا يقرع إلا بالفكر والافتراء لابد أن يُكشف بتبيين الحقيقة. مضت سنوات وهو يرسم في مخيلته طريقة الرد؛ ولانشغاله لم يشرع في الكتابة على الرغم من تولد الرغبة لديه، حتى هيأ الله له تلك الشرارة التي قدحت قريحته لبدء كتابته وهي استلامه رسالة من صديق له يُدعى (هاشم زين العابدين الصراف)، طلب منه فيها أن يذكر له شيئا عن حياة الإمام الصادق (ع)؛ لأنه لا يعرف عنه سوى أنه ابن محمد الباقر(ع) وأستاذ أبي حنيفة، عندها عزم الشيخ على الكتابة، ونشر الحقيقة، وإثبات أن مدرسة أهل البيت (ع) هي أصل الإسلام، ومنها تعلم أئمة المذاهب الأربعة، فكتب موسوعته الخالدة (الإمام الصادق والمذاهب الأربعة)، الذي أبصر النور سنة 1956م بشكل متوال، وطُبع لأكثر من مرة. علماً أن لمركز تراث الجنوب دراسة توثيقية لحياة العالم الشيخ أسد حيدر بعنوان (الشيخ أسد حيدر ومنهجه في كتابه الإمام الصادق والمذاهب الأربعة) صدرت عام 2022م ، سلط المركز الضوء من خلالها على حياة الشيخ أسد حيدر، وتكوينه المعرفي، وآثاره الفكرية، وجهوده العلمية في التقريب بين المذاهب، ولاسيما كتابه المذكور.