تاريخ الجنوب

معركة الفضلية (۱۷۷۸م)

معركة الفضلية   (۱۷۷۸م)

أنذر القائد الفارسي صادق خان أمير المنتفق ثامر بن سعدون ، وطلب منه أن ينزل على طاعته ويذعن لأوامره، لكن المنتفق رفضت هذه الطلبات، واستعدت للمنازلة. مما دفع بالخان أن يجيش قوة بقيادة أخيه علي محمد خان متألفة من ستة آلاف فارس وثلاثة آلاف من المشاة، مع ثمانية عشر زورقاً نهرياً تحمل المدافع. إزاء هذه الأخطار، قررت المنتفق أن تتصدى وتظهر صلابتها أمام المقابل، لاسيّما بعد أن ظهر لها أن مركز السلطة غير مهتم بما يحدث في البصرة ومشغول بالحروب الداخلية بين المتنافسين على باشوية بغداد؛ لذلك استحسن الأمير ثامر منطقة - الفضلية - لتكون ساحة لميدان المعركة؛ لأن هذه المنطقة محصورة بين نهر الغراف شرقاً، وهور الحمّار جنوباً وجنوباً غربياً، والصحراء غرباً. وهي أقرب ما تكون شبه جزيرة. كما أنه رتب مكيدة ناجحة حين أغرق منطقة المعركة بالماء، ثم عاد فبزلها، فأصبحت الأرض رخوة طينية ومعيقة للحركة السريعة. أما قواته البالغة ستة آلاف، فقسمها إلى أربعة أقسام واضعاً في مقدمتها خيرة قادته وشجعانه من أمثال ثويني العبد الله، ومحمد العبد العزيز، وحمود الثامر، وأناط بشجعان المنتفق ومقاتيلها مصيرهم ومصير العراق الجنوبي كله. حین أزفت طبول المنازلة في منتصف عام ۱۷۷۸م شبك المنتفقيون أيديهم مع يدي أميرهم مظهرين من الشجاعة السخية، والثبات البطولي ما تغنت به الأجيال، وأوضحوا بجلاء أن الفرس أقل ثباتاً على سروجهم حين يلتقون بالرجال الفرسان. وقد أظهرت هذه المعركة فهم أهل المنتفق بوضع الخطط الحربية المتكاملة حين قاتلوا الجيش الفارسي في البر وفي النهر، وأنزلوا به الضربة القاصمة. كما كان لاختيار ميدان المعركة أثره في إنزال الهزيمة بالغزاة، حيث كان المنتفقيون بانتظارهم بحسب الخطة التي وضعوها، ثم أكملوا فيهم القتل حتى أبادوهم عن آخرهم، وكان بين القتلى قائد الحملة - علي محمد خان - نفسه، ومعه شقيقه - مهدي خان - بحيث أبيد الجيش الفارسي بكامله سوى أفراد قلائل عادوا للبصرة يشرحون برعب ما حدث لهم على أيدي رجال المنتفق، بعد أن أوغل المنتفقيون بالغزاة قتلاً على مدار ثلاثة أيام حتى أفنوهم، واحتاجوا فيما بعد لأسابيع كثيرة لتنظيف ميدان المعركة من الجيش وعدته التي غنموها بكاملها. وقد ظلت هذه الموقعة وآثارها موضع فخر للجميع على مدار جيل كامل. انظر جراح الأرض كيف تدفــــقت من كل صوب حول نخلك تحرم وانظر عيون الساهرين على المدى شذراً بها تصـحو القلوب النــوم وانظر لبصرتك النخـــــيل رواجم إن النخيل إذ استــــــــفز سيرجم المصدر /حكايات من المنتفق/الدكتور حميد حمد السعدون

صور من الموضوع ...

نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7804397474
00964-7717078301
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathofbasrah@gmail.com
العنوان : ذي قار - الناصرية - صوب الشامية - الزاوية مقابل فندق اور

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...