الشماغ (اللباس الجنوبي الأصيل)

الشماغ (اللباس الجنوبي الأصيل) أواليشماغ كما هو مشاع عنه، وهو الزي العربي السائد في جنوب العراق، على عكس المناطق الغربية حيث يرتدون الغترة البيضاء، وهويمثل الزي الرئيس لشيخ القبيلة وأفرادها، وهو في الحقيقة لباس سومري، ولايزال يمثل الأصالة ويمثل رمز الريف العراقي، وله قيمة تاريخية وحضارية، ويعد رمزاً للرجولة والأناقة قديماً وحاضراً، ومنذ مئات السنين وإلى الآن يرتديه زعماء القبائل، والأمراء والرؤساء، وحتى البسطاء وكل سكان الريف والمدن أيضا، كما أن اليشماغ يرتديه الكثير من رجال القبيلة على نحو واسع، والشباب اليوم بدأ بالتمسك بهذه القيمة التراثية حيث نشاهد حضوره في الكثير من المحافل والمناسبات الاجتماعية. ويرتبط لبسه مع العقال، ولكن يتم التنازل عن الأخير ويبقى اليشماغ فقط في مناسبات الحزن دلالة على الفقد واللوعة، ولليشماغ فوائد منها أنه يمنح من يرتديه الهيبة والاحترام ويقيد حديث وتعامل الشاب قياسا بشاب آخر لا يرتديه، ولا يتنازل الرجل عنه ويرتديه حتى في بيته، ولا ينام إلا وهو يلف رأسه به. وفي ترتيب الجلوس في المجالس يقدم الشخص الذي يلبس اليشماغ في الدخول إلى المجلس أو إلى المضيف وكذلك في مكانه وتصدره المجلس. لغطاء الرأس في العراق دلالات كثيرة، لكنها تؤكد في نهاية المطاف أن استخدامه يعطي الوجاهة والهيبة، ونقل المؤرخون أن أصل كلمة يشماغ مكونة من مقطعين في اللغة السومرية من (آش ماخ) وتعني غطاء رأس عظيم أو (آش ساخ) أي غطاء الكاهن العظيم. وتؤكد كتب التاريخ أن الأتراك أخذوا الاسم السومري العراقي القديم ونقلوه إلى لغتهم، ليطلقوا عليه اسم (ياشمق). وعموماً فإن اليشماغ الحالي هو امتداد لليشماغ السومري إذ صار قطعة واحدة، ومازالت شبكة الصياد وخطوط وأهداف الأسماك تزينه (لتطرد الأفكار الشريرة عن لابسيه).