عشائر الديوانية ورجالاتها في حركة الجهاد 1914م

استجابة لفتوى المرجع السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي ضد القوات الإنكَليزية التي احتلت البصرة أواخر سنة 1914، التحق بحركة الجهاد جمع من رجال الدين و زعماء العشائر مع عشائرهم، ومنهم من الديوانية المشايخ مبدر الفرعون، ومزهر الفرعون، وعبد الكاظم الفرعون، وجماعتهم من (آل فتلة) ، والسيد علوان الياسري ومعه ( آل إبراهيم ) ، بمجموعة من السفن، وكان معهم من العلماء النجفيين السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني ، وتم الرحيل على نفقتهم الخاصة، بعد أن تكفل الشيوخ ورؤساء القوم بنفقات السفر ، وكان السيد مبدر آل فرعون قد أرسل برقية بتاريخ ( 18/ محرم الحرام 1333/هـ ، 1914/12/5 م) إلى السيد هبة الدين الشهرستاني يخبره أنه متهيىء مع ( 500 مجاهد ) من آل فتلة ومنتظر لـ ( 500 مجاهد آخرين ) ؛ للمشاركة في الحرب ضد الإنكَليز، وطلب منه السفر سوية للقتال، فأرسل السيد الشهرستاني في (7 / صفر / 1333 هـ ) للمجاهدين البرقية التالية، يخبرهم بموعد خروجه مع مجاهدي( آل فتلة) للجهاد وتعليمات بخصوص كيفية الخروج : ( بسم الله الرحمن الرحيم يا قومنا اجيبوا داعي الله السلام عليكم وعلى المهاجرين إلى الله المجاهدين في سبيل الله أما بعد السلام التام وتقديم فايق الاحترام، فإن الله سبحانه وله الحمد قد وفقنا وإياكم للقيام بنصرة دينه المبين، والنهضة للدفاع عن بيضة الإسلام وثغور المسلمين، وها نحن بعون الله نتحرك يوم السبت متوجهين إلى الجهاد في سبيله مع الشهم الجليل الشيخ مبدر الأفخم وجمله من مشايخ (الفتله) المحترمين، ونخبة من رجالهم الشجعان المجربين، متوسلين إلى أجدادنا الطاهرين المعصومين عليهم السلام أن يسعدونا بالانتصار و الافتخار في هذه النهضة الإسلامية، وحيث إن مسيرنا بحمد الله واحد ، ومقصدنا واحد ومصالحنا مشتركة، فيلزمنا أن نصير في مسيرنا هيئة واحدة، ننزل متحدين، ونرتحل متحدين، تحت لواء القرآن العظيم، ونتشاور متفقين في أعمال حركتنا المباركة، فإن الأمر خطير، والعمل كبير، لا يتم بالخير إلا بالاجتماع والاتحاد، والتشاور والاستعداد، وطلب النصر والتوفيق من الله إنه لا يخيب من دعاه والسلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين. 7 صفر الخير 1333 تحرير خادم الشريعة الشهرستاني الحسيني ) المصدر : دور الجنوب في حركة الجهاد 1914-1919 دراسة وثائقية ، وحدة الدراسات - مركز تراث الجنوب ، (وثيقة رقم 86 )