شطرة المنتفق أو الشطرة الجديدة

شطرة المنتفق أو الشطرة الجديدة مدينة تغفو على جانبي أحد فروع نهر شطّ الحي أو نهر الغرَّاف المنحدر من نهر دجلة، وهي وريثة سلالة لكش التأريخية، التي اكتشف آثارها الفرنسيون عام 1877م، وكانت المدن السومرية التي شيدت على أرض لواء المنتفق(محافظة ذي قار حاليّاً)، قريبة من البحر، إذ يصل بقرب الشطرة من الشمال إلى جوار الناصرية، ولاتزال أطلالها باقية تدل على قدم عهدها الذي يسبق الميلاد بأربعة آلاف سنة وفي عهد الفتح الإسلامي للعراق، كانت منطقة الشطرة تقع ضمن ما عرف حينها بمنطقة (الولجة)، وقد حدثت فيها حروب دامية بين الجيوش الاسلامية وجيوش الإمبراطورية الساسانية كما في كتب الفتوح و التأريخ، واستمرت هذه المنطقة مأهولة بالسكان حتى العصر الحديث، وينقسم تأريخها الحالي إلى مرحلتين رئيسيتين كما أشار لذلك الروسي الكسندر آدموف في كتاب (ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها) إذ قال: (تدين شطرة المنتفق بقيامها لضريح أحد الأولياء المسلمين (ويقصد به سيّدنا العبّاس بن موسى الكاظم عليه السلام) فقد كان هذا الضريح يجذب منذ القدم الكثير من الزوّار، فنمت؛ بسبب ذلك بالقرب من المزار قرية صغيرة، ولم يكن لهذه القرية الواقعة على بعد بضعة كيلو مترات عن شطّ الحي، على فرع شبه جاف منه، أهمية تجارية كبيرة، وظلّت تحيا حياة تعسة إلى أن كلّف ناصر باشا في الوقت نفسه الذي بُنيت فيه الناصريّة واحداً من الذين يثق بهم، وهو مسيحيّ من بغداد اسمه نعوم سركيس، بنقل بلدة شطرة المنتفق إلى شطّ الحي، وقد وضع للمدينة الجديدة مخططاً بني بموجبه على ضفّة شطّ الحي، سوق، وشقّت الشوارع، وأقيمت كلّ البنايات الضروريّة كالثكنة، وما أشبه)، و قام نعوم سركيس بأعمال عمرانيّة وتجاريّة فيها، وأنشأ مركزاً لبيع الحبوب، وبدأ يرغّب النّاس بالانتقال إليها، وأهدى لبعضهم الدكاكين، فأصبحت بقرب المركز حركة تجاريّة ممّا جذب كثيراً من الأُسر من أبناء الشطرة القديمة للسكن قربه، ممّا شكل الأسس الأولى للشطرة الجديدة في عام 1873م، وبلغ طولها (1) كم، وعرضها يزيد على نصف كم، يخترقها شارع طولي يسمّى شارع النهر (يقصد به شطّ الشطرة الذي يمر في وسط المدينة)، وتتفرّع منه تسعة شوارع أخرى امتدّت من ضفاف النهر إلى آخر البلدة. المصدر - شاكر حسين دمدوم الشطري، الشطرة في أواخر العهد العثماني 1881 - 1917 دراسة تاريخية، رسالة ماجستير - جامعة بغداد - كلية الآداب، ص20 - 25 . - د. حيدر شهيد جبر الخفاجي: لواء المنتفق في أواخر العهد العثماني1869 - 1915 م دراسة تاريخية ، ص85-87