سوق القيصرية

من المعالم التراثية في مدينة الناصرية (سوق القيصرية) الكبير الذي يزدحم بالناس وفي جميع المناسبات والأوقات. يبلغ طول هذا السوق ۱۲۰م، وذو عرض 6 م، ومن الأعلى مسقف بالصفائح المضلعة، يغوص في أعماق المدينة ساكناً هادئاً يحكي قصة مدينة قديمة وزمن قديم، وهو من أكثر أسواق الناصرية حركة وأغناها في توفير المواد والحاجات، ففيه الملابس المتنوعة والحقائب والكماليات المختلفة. ويُعدّ سوق القيصرية من أبرز الأماكن التي تحفل بذكريات يعتز بها أبناء المدينة، حيث يرتاد هذا السوق الرجال و النساء للتبضع منه بمختلف الحاجات والملابس التي تتطلبها المناسبات والأعياد، وإلى جانب ذلك فإن سوق القيصرية إضافة إلى ارتباطه الحميم بذكريات أهالي المدينة فإنه يُعدّ من المعالم الحضرية لهذه المدينة العريقة. ويذكر الباحث شاكر الغرباوي أن تأسيس سوق القيصرية تـم مـع بناء مدينة الناصرية أي في عام ١٨٦٩م ، وكان مبنيا من الطابوق ومشيداً من الأعلى بالقصب والبواري (جمع بارية) والأخشاب، وللسوق مدخلان بُنيا من الطابوق، بريازة جميلة فيها النقوش، وقوسان للمدخلين، ثم تداعى بناء هذا السوق، فقامت البلدية ببناء الجهة اليمنى منه، أما الجهة اليسرى فقام ببنائها مالكوها وهم من أسرة (آل رجب)، ومن اليهود، (وآل حجي ذیاب) بوضعه الحاضر، وكان الكثيرون من وجهاء المدينة يشغلون محالّه، وفي منتصف التسعينيات تداعى جانب من هذا السوق، فقام مالكوه الجدد بترميمه وصيانته كل على نفقته الخاصة بالنسبة للمحل العائد له. ويبدو أن مثل هذه الأسواق المسقفة كان القياصرة يبنونها بكثرة في بلدانهم، وهناك أسواق مشابهة لهذا السوق (القيصرية) في البلاد العربية مثل سوق (الحميدية) في بلاد الشام، وأسواق أخرى كثيرة في عدد من البلدان العربية وفي العراق توجد مثل هذه الأسواق في كثير من مدن العراق ويضيف السيد الغرباوي .... لقد مرت عقود عديدة على إنشاء سوق القيصرية وتعاقب على استئجار محلاتها أناس كثيرون، وزاولوا فيها مهن مختلفة، منهم البزازون، والعطارون، وباعة الكماليات والعطور، وأصحاب المكتبات، وباعة الحلويات، وأصحاب المقاهي وباعة البسط والسجاد، وكذلك الصاغة. وكان هناك ملحق تابع للقيصرية وهو ما يسمى (الخان)، وكان بمثابة محطة استراحة للوافدين إلى مدينة الناصرية، ونظراً للتوسع الذي شهدته المدينة؛ فقد هُدم هذا الخان العتيق لعدم الاستفادة منه ولا تزال آثاره شاخصة إلى اليوم، وقد أُنشئ بدلاً عنه سوق خاص بالخياطين وهو الجزء المكمل للسوق الكبير. ولسوق القيصرية أسماء عديدة، فهو تارة سوق الباشا أو سوق الشابندر، وتارة أخرى السوق الكبير أو سوق القيصرية أو السوق المسقّف وهو يمثل كل هذه الأسماء مرة واحدة. لقد مرت سنوات عديدة على بنائه والذين بنوه بناؤون جاءوا من بغداد، منهم البناء أحمد السامرائي والبناء حسين الدرازي وغيرهم.