هور السناف

هور السناف يُعدُّ ( هور السناف ) جزءا من الأهوار الجنوبية التي تقع على امتداد الجانب الأيمن من نهر الفرات ، تبلغ مساحته العميقة الدائمية ( 270 ) كم مربع ، بينما كانت المساحة الموسمية التي تغمرها المياه في مواسم الفيضان تصل إلى ما يقارب ( 600 ) كم مربع .. تحده من الجنوب والجنوب الغربي البادية الجنوبية، ومن الشمال مدينة سوق الشيوخ وضواحيها ، بينما يحده من الشرق والجنوب الشرقي هور الحمّار ، والعشائر التي تقطن على مصبات الأنهار والجداول بين سوق الشيوخ وكرمة بني سعيد . يتغذى هور السناف من مجموعة كبيرة من الأنهار والجداول التي تتفرع جميعها من الجهة اليمنى لنهر الفرات بعد اجتيازه سوق الشيوخ، وأهم هذه الجداول ( كرمة النواشي ، الزعيلية ، ختلان ، أم الطبول ، الطليعة ، العتيبية ، الياسرية ، الاصبيح ، الكرماشية )، وحين وصول نهر الفرات إلى ناحية كرمة بني سعيد، فإن أحد الفروع الثلاثة الكبيرة التي تتفرع عنه وهو ( أم النخلة ) يتجه نحو الجنوب ليتفرع إلى عدد آخر من الجداول التي تصب جميعها في الهور، وتشق هذه الجداول طريقها وسط كثافة سكانية تستقر على جوانبها، تمثل عشائر ( النواشي وحجام وآل حسن ) وهي عشائر مستقرة وشبه متحضرة في بعض الأحيان، تسكن في مواقعها الحالية منذ مئات السنين ، وتمارس الأنشطة الريفية ، وتعد هذه المناطق حلقات وصل ببن الحياة الحضرية في المدن ، وبين الحياة البدائية في الهور . وهنا لابد أن نذكر أنه لا يمكن الخلط بين سكان المناطق التي تحيط الأهوار ، وبين سكان الأهوار الحقيقيين على أنهم مجتمعات من نوع واحد . أما ما يتعلق بالنباتات الدائمة والموسمية في ( هور السناف ) فيعد القصب والبردي النباتين الرئيسيين في مناطق الأهوار الدائمة ، و تنمو الكثير من الحشائش والأدغال والنباتات المائية التي يكون بعضها دائميا وبعضها الآخر موسميا ، وفي مواسم شحة المياه ينمو نبات ( النعناع وابو ركبة ولسان الثور والحلباب والمرير والعلكة والكمبار ) . إن المساكن في الهور ومنها ( هور السناف ) تُبنى على شكل أكواخ متلاصقة مع بعضها، وتقوم هذه الأكواخ المقوسة على مجموعة من الأعمدة المتقابلة التي تُسمى (الشِباب) ومفردها (شبة) وأطر رابطة تُسمى (الهطر) ومفردها (هطار)، ومسقفه بالحصران التي تُسمى (البواري) ومفردها (بارية) . وتلحف جوانب الكوخ في الشتاء بالبردي الذي يحافظ على درجات حرارة معتدلة ، بينما يُرفع في الصيف؛ ليسمح بمرور الهواء البارد بعد اصطدامه بالماء . ولابد أن يحتوي (بيت القصب) أو الكوخ ، على سرير مصنوع من القصب أيضا، ويستخدم للجلوس والمنام ويسمى ( السجيفة )، وقد يوجد في وسط الكوخ موقد دائري مصنوع من الطين المفخور ، يوضع فيه الوقود الذي يتكون من بقايا سيقان القصب الجافة أو ( روث الماشية ) الذي يصنع على شكل أقراص تسمى ( المطال )، ويُستفاد من الموقد للتدفئة، وللطبخ في آن واحد، ويوضع القدر فيه على ثلاث قواعد من الطين المفخور التي تسمى ( المناصب ) .