الرميثة أصالة التاريخ والجهاد...

الرميثة أصالة التاريخ والجهاد... من عبق الأصالة الجنوبية، وتاريخ طالما يُذكر المجد معه إن ذُكر، من مدينة ارتوت من مياه نهر الفرات، فأثمرت رجولةً وشموخًا، منها انطلقت أول رصاصة معلنة اندلاع ثورة العشرين الوطنية الشعبية، هي مدينة شعلان أبو الجون التي امتدت ربوعها تغازل نهر الفرات على جانبيه . تقع الرميثة شمالي مدينة السماوة، وتبعد عنها مسافة (25كم)، وأُنشئت المدينة بموجب المرسوم المرقم 402 في 30/6/1920، وكانت المدينة في بدايات نشوئها قرية صغيرة لها أهمية في العهد العثماني، فقد اتخذتها قوات الاحتلال البريطاني إبان الاحتلال معسكرًا للتموين والمواصلات؛ لتغذية القوات الزاحفة من لواء البصرة ولواء المنتفق باتجاه ولاية بغداد. أما تسميتها فقد اختلف المؤرخون حولها، فسُميت بـــ (العوجة)؛ نسبة إلى نهر يشق المدينة فيه اعوجاج، وسميت بــ (الأبيض)؛ نسبة إلى (أسد أبيض) كان موجودًا أو مختبئًا في رمث المنطقة؛ لذلك سُميت بــ(الرميثة) نسبة إلى النبات الذي كان يغطي الأسد، وقد استقرت على هذه التسمية. تنقسم الرميثة إداريًّا إلى ثلاث نواحٍ وهي: ناحية المجد، و النجمي، و الهلال، وتستوطنها عشائر بني عارض، والخزاعل، والظوالم، وال ابو حسان، وعشيرة بني زريج، ويُقدّر عدد سكان مركز مدينة الرميثة الحالي بحوالي 15 ألف نسمة، أما القضاء فبلغ عدد سكانه أكثر من ۳۲۸ ألف نسمة. وعلى الرغم من تميز مدينة الرميثة بوجود العديد من المواقع الأثرية، التي تمثل عصورًا مثل: العصر البابلي، والعصر الآشوري، وعصر ما قبل الإسلام، إلا أن تل الأجز الأثري يبقى من أشهر المواقع الأثرية الموجودة في المدينة، ويعود تاريخيًا إلى العصر الفرثي، ويبلغ ارتفاعه حوالي خمسة أمتار، بينما تبلغ مساحته حوالي خمسة عشر ألف متر مربع، وقد نجحت البعثات العلمية في اكتشاف ثلاث مقابر متفاوتة الأحجام وطريقة الدفن، بالإضافة إلى اكتشاف العديد من الهدايا الجنائزية الفخّارية التي يُعتقد أنها تُرافق الميت إلى العالم الآخر، ممّا جعلها مدينة تاريخية أثرية، تضرب أصالتها أعماق التاريخ. وجديرٌ بالذكر أن أغلب مدننا الجنوبية هي مدن عريقة تاريخيًّا مما يحتّم علينا أن نسلط الأضواء على تلك المدن؛ ليتعرف أبناء المجتمع على تراث مدننا الجنوبية.

صور من الموضوع ...