تاريخ الجنوب
لؤلؤة البرية (الخميسية) بين الأمس واليوم

لؤلؤة البرية (الخميسية) بين الأمس واليوم الخميسية بلدة واقعة في لواء المنتفق بين سوق الشيوخ والهور الكبير. يحدّها شمالًا الفرات وأبو غار والشقراء وهما منازل لبعض أهل البادية ومن الجنوب الشرقي الزبير، وشرقًا وغربًا الحماد أو بادية العرب وهي على هور يأخذ ماءه من الفرات. سُمّيت الخميسية؛ نسبة إلى عبد الله بن خميس أحد مشايخ السعدون، وذلك بعد أن هاجمهم العثمانيون عام 1881م، فلجأوا إلى البرّ، وبعد أن حدث فيضان في سوق الشيوخ، تعطلت التجارة، وأصاب أهل الأموال أضرار فاحشة، ولاسيّما لمّا كثرت الأمراض، فهاجر أكثر ساكني سـوق الشيوخ إلى جهـات الزبير، والبصرة، والكويت، وكانت سوق الشيوخ تتراجع اقتصاديًّا إلى أن وصلت إلى درجة قامت مقامها الخميسية. ولما اتسع نطاق هذه المدينة، ورأى فالح باشا أنّها مدينة صالحة للإعمار، وعليهـا إقبال عظيم من كلّ صقع وقطر، قـام وبنى فيها مسجدًا تُصلّى فيه الجمعة، ومدرسة تُدرّس فيهـا مبادئ العلوم الدينية، وجلب لهـا أحد العلماء من نجد، وهو حضرة الشيخ علي بن عرفج من أحد البيوتات الكريمة، وخصّص لمدينة الخميسية، واردات يأخذها الشيخ كل سنة من أطعمة السعدون، فيصرفها على كلّ ما يتعلق بأمر المدرسة، وطلبة العلم، وما زال ذلك الشيخ مقيمًا فيها حتى توفاه الله في سنة ١٩١٠ م، فطلب حينئذ آل السعدون شيخ عِلْم آخر بدلًا عن المتوفّى، فجاءهم الشيخ العلامة إبراهيم بن جاسم قاضي القصيم. اشتهرت الخميسية بزراعة أنواع الحبوب، كالأرز، والشعير، والذرة، وغيرها، ويُصدّر منها أيضًا التتن (التبغ، أو الدخان)، والملبوسات، وأنواع الأقمشة وغيرها من الحاجات الضرورية . وهي اليوم ما زالت موجودة وتحمل الاسم نفسه، ولكنها تحولت إلى قرية صغيرة بعد أن هجرها كلِّ النجديين من أهلها.