تاريخ الجنوب

من تاريخ المنتفگ (معركة غليوين)

من تاريخ المنتفگ (معركة غليوين)

من تاريخ المنتفگ (معركة غليوين) تبتدئ قصة هذه المعركة عندما لجأ الوالي سعيد باشا (1813– 1816) إلى مناطق المنتفگ, واحتمى عند الشيخ حمود الثامر السعدون (1797 – 1826), الذي رفض تسليمه إلى والي بغداد عبدالله باشا (1810 – 1813), وقد لجأ قبله إلى مناطق المنتفگ جاسم بگ بن محمد الشاوي, الذي كان هو الآخر على خلاف مع الوالي عبدالله باشا, مما دفع الأخير إلى قيادة حملة عسكرية ضد المنتفگ في عام (1813), وقد أسـنـدت هذه الحملة مـن جميـع رؤساء القبائل المهمة في وسط العراق وشماله وبواديه، فسار الوالي على رأس جيشه نحـو أرض المنتفـگ، معلقـا آماله في تحقيق ثلاثة أهداف عن طريق هذهِ الحملة: إخضاع المنتفگ, وسعيد باشا, والشاوي. أمـا حمود الثامر، فقد جمع قادة قواته وكبار رجاله، وعـرض عليـهم الحالة في خطاب موجز وبليغ، مؤكدا لهم أنه سيقاتل لحماية ضيوفه فوجد الحماسة والمعنوية العالية عند رجاله في الدفـاع عن المنتفق وضيوفها. والتقى الطرفان في معركة حاسمة في منطقة ( غليوين) وهو جدول صغير يقع بين مدينتي سوق الشيوخ والناصرية, وكان حجم الجيش والعشائر المساندة له في مسيره نحو المنتفـگ من أضخم الحملات العسكرية التي شهدها العراق. هذه الحملة الضخمة دفعـت حمود الثامر وسعيد بگ، للقيام بحركة سياسية ناجحة، حينما كـاتبوا قـادة الجيـش الحكومي، وذكّروهم بفضل سليمان الكبير ورعايته لهم، كما وعدوهـم بالمنـاصب والمكافآت الممتازة, وفي 10 كانون الثاني عام ١٨١٣م وقعت المعركة المنتظرة في "أغليوين". وقد ظهرت أرجحية جيش الوالي في بدايتها بفضل الكثافـة النـاريـة التي يملكها ومدفعيته، ممّا فرّق أغلبية جيش المنتفـگ، إلا أن صمـود الشـيخ حمود ومعه سعيد بگ، مع ما رافق ذلك من استبسال قوات القلب من المنتفقييـن والذين يقودهم برغش بن حمود الثامر, ومقتل ثلاثة من كبار أمراء جيش الوالي قد قلب الموقف لصالح جيش المنتفگ, وأسروا عددا من قادتهم, وفي مقدمتهم الوالي (وكهيته), واقتادوهم إلى سوق الشيوخ, حيث شنقوا هناك, ورميت رؤوسهم تحت أقدام سعيد بگ. وقد استنكر أمير المنتفگ (حمود الثامر) هذا الإجراء لأنه؛ يتنافى وقيم الفروسية التي يؤمن بها الجنوبيون. لقد كان انتصار المنتفگ في هذه المعركة كبيرًا، بحيث إنها لم تمكّـن أحدا من غزاتها من العودة لأرضه سالما، فبعضهم قتل في المعركة وبعضهم لقي حتفه أثناء مطاردته من قبل خيالة المنتفگ, بينما استسلم الباقون.، أمّا بقية الجيش فقد حمـــــــاهم سعيد بگ، بعد أن جُرّدوا من أسلحتهم ومدافعهم. وبعد الانتصار الكبير دخل سعيد باشا إلى بغداد في 6/ آذار/1813, برفقة الشيخ حمود الثامر, وكان من نتائج ذلك أن ارتفعت مكانة المنتفگ السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, وازدادت أملاكهم, وأصبح الشيخ حمود الثامر هو الآمر الناهي, وأكرمه سعيد باشا بإعطائه مافي جنوب العراق من القرى, وهو ما يقارب ثلث إيرادات العراق.

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7804397474
00964-7717078301
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathofbasrah@gmail.com
العنوان : ذي قار - الناصرية - صوب الشامية - الزاوية مقابل فندق اور

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...