شخصيات
السيد محسن أبو طبيخ في الشاميّة

السيد محسن أبو طبيخ في الشاميّة قامة من القامات الشامخة، وعلم من الأعلام، ورجل دولة وفكر، وأحد الثائرين المجاهدين، ساهم في ثورة العشرين، وكان أحد رجالها. هو السيد (ابو كامل) السيد محسن ابن السيد حسن ابن السيد علي ابن السيد إدريس. بحسب ما ذكره المحقق جواد الشهرستاني في نسب السيدمحسن، أما لقب (أبو طبيخ) فقد جاءه من جده السيد إدريس الذي يعدّ أول من اشتهر به؛ لإطعامه جموع أبناء منطقته في الفرات الأوسط طعام (الطبيخ)، وهو الرز مع اللحم في (عام المجاعة)، وهو ابن السيد عبد العزيز الذي اشتهر بـ(المسايحي)؛لأنه أول من شرّع بمنطقته زراعة (الشلب). أي: الرز بالماء سيحًا بعد أن كان المتعارف زراعته ديمًا على مياه الأمطار. وُلد السيد محسن سنة 1878م في ناحية غمّاس، ثم تحول إلى مدينة الشامية ، وفي يوم18/ذي الحجة/1338هـ الموافق 6/تشرين الأول /1920م تقرر تشكيل حكومة مستقلة عن طريق المجلس الحربي لثورة العشرين، وكان أول قراراته تعيين مدينة كربلاء مركز لواء، وإلحاق طويريج، والنجف، وأبا صخير، والشامية أقضية تابعة للواء كربلاء، وتقرر تنصيب السيد محسن أبو طبيخ متصرفًا للواء كربلاء، ويكون راتبه ألف ربية، الذي تبرع به إلى الثوار؛ لسد نفقات أُسر المجاهدين، وكان هذا أول منصب رسمي، وتشكيل حكومة عراقية مستقلة في كربلاء، ولكنها لم تستمر إلا بضعة أيام حتى دخلت قوات الاحتلال الإنكليزي كربلاء. كان السيد محسن أبو طبيخ أحد أعضاء الوفد العراقي الذي وصل إلى مكة يوم 9/آذار/1921م بعد إخماد ثورة العشرين في تشرين الأول /1920م مع ثلة من الفضلاء، والقادة، والأعلام؛ للقاء الشريف حسين، والطلب منه تعيين ولده عبدالله ملكًا على العراق. وبعد تشكيل الحكومة اتخذ السيد محسن أبو طبيخ من العاصمة بغداد مقرًّا له، وأصبح عضوًا في مجلس الأعيان في العهد الملكي، حتى ثورة تموز 1958م. ترك السيد محسن كتابًا واحدًا وهو(المبادئ والرجال )، ومخطوطات عدة، اعتمدها ولده جميل أبو طبيخ في تحقيق مذكرات والده، وصدر الكتاب بعنوان (مذكرات السيد محسن أبو طبيخ 1910م-1960م، خمسون عامًا من تاريخ العراق السياسي الحديث)، الكتاب يضم الكثير من المعلومات عن السيد محسن، وعلاقاته، ومراسلاته مع معاصريه، والوضع السياسي في المدة التي عاشها . بعد ثورة 14/تموز/1958م توقف عن النشاط السياسي، وكانت ثورة تموز قد استحوذت على معظم الأراضي الزراعية لآل أبو طبيخ بحسب قانون الإصلاح الزراعي ، وعلى الرغم من ذلك فإن رجال الثورة كانوا يكنّون للسيد محسن قدرًا كبيرًا من الاحترام والتقدير، وبقي معززًا مكرمًا في كبره. تُوفيّ السيد محسن أبو طبيخ في بغداد عام 1961م مخلفًا بعده ذكرى زاخرة بالعطاء، والقيم الانسانية النبيلة .