قريبًا عن مركز تراث الجنوب إصدار جديد يوثق سيرة الشيخ محمد طاهر السماوي وتراثه العلمي الخالد

يصدر قريباً بإذن الله عن مركزِ تُراثِ الجنوب، التابعِ لقسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ في العتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ، كتاب جديد بعنوان (الشيخ محمّد بن طاهر الفضليّ السماويّ، ت 1292 ــ 1370هـ، حياته وآثاره) يسلط الضوء على الحياة العلمية، والآثار الفكرية المخطوطة والمطبوعة لهذه الشخصية العلمية الجنوبية البارزة، وما تركته بصماتها في ميادين الفكر، والأدب، والتاريخ، وعلى إرثها العلميّ الزاخر والنتاج الفكري والموسوعي الذي تميز به الشيخ السماويّ، وهمومه في حفظ التراث الإسلاميّ وإحيائه، عن طريق النسخ، والجمع، والتأليف، وإنشاء مكتبته العامرة النفيسة إلى جانب ريادته في النقد والتدقيق التاريخي. يعتمد الكتاب على مصادر أصيلة وكنوز وثائقية نادرة، تتوزع بين مؤلفات الشيخ المخطوطة والمطبوعة، وغيرها من المصادر الأصيلة، فضلًا عن شهادات من أحفاده، مما جعله مرجعًا فريدًا في استكشاف مسيرة هذا العالم الموسوعيّ. ويعد هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبة التراثية، حيث لا يكتفي بسرد وقائع السيرة، بل يغوص في تحليل المنهج الفكري والتأريخي للشيخ السماوي، ودوره في إحياء إرث الأمة، ليكشف عن نموذجٍ فذّ لعالمٍ جمع بين التراث والتجديد. والسماوي عالم جليل وشاعر شهير، وأديب معروف ، وقاض مشهور ، ولد يوم الجمعة ۲۷ من ذي الحجة سنة ۱۲۹۲هـ الموافق ٢٣ كانون الثاني ١٨٧٦م في مدينة السماوة ونشأ فيها على أبيه، ولما بلغ العاشرة من العمر، أرسله والده إلى النجف الأشرف لطلب العلم، درس الأصول والفقه على الشيخ علي ابن الشيخ باقر صاحب الجواهر، والشيخ آغا رضا الهمداني، والسيد محمد الهندي، والشيخ محمد طه نجف ، والشيخ حسن المامقاني، والشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني ، وأعلام آخرين ، وممن أجازه بالاجتهاد الشيخ علي ابن الشيخ باقر صاحب الجواهر، والسيد محمد الهندي، والسيد حسن الصدر، وبقي في النجف الأشرف إلى عام (1322هــ)، وبعدها رجع إلى مسقط رأسه عام (1330هـ)، عُين عضوا في مجلس الولاية الخاص خمس سنين وفيها كانت الحرب العالمية الأولى، فارتحل منها إلى النجف الأشرف عند الاحتلال الإنكليزي وبقي إلى أن عُين قاضيا، نُقل الى كربلاء المقدسة فبقي فيها سنتين، ثم نُقل إلى بغداد فبقي عشر سنوات بين القضاء والتمييز الشرعي، والسماوي شخصية علمية فذة جمعت كثيرا من أصول الفضائل، وطمحت إلى أسمى الأهداف، كان مغرماً بالتأليف والنسخ والمراجعة والتحقيق لعيون المصادر الثمينة ، وكان يمتلك مكتبة عامرة ومشهورة، يقصدها العلماء والباحثون وطلاب العلم ، وله عطاء زاخر بحفظ المخطوطات من براعة يده وكثرة التآليف المطبوعة التي تفرغ لإصدارها طيلة حياته إذ تجاوزت (32 ) مؤلفا، توفي في النجف الاشرف في الرابع من المحرم عام (١٣٧٠ هـ الموافق ١٩٥٠م ) ودفن فيها.