تاريخ الحلة

الحلة في عيون الرحالة العرب

الحلة في عيون الرحالة العرب

كثيرة هي المؤلفات التي تناولت مدينة الحلة، والتي تحدثت عن مكانتها التأريخية والعلمية والفقهية والأدبية والسياسية منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا، لا سيما المؤلّفات التي أرّخت لتاريخ المدينة الحافل بالأحداث العِظام، ودورها المؤثّر على سير الأحداث التاريخية في العراق بشكل خاص وفي العالم الإسلامي بشكل عام. وهناك الكثير من المؤرخين الذين كتبوا في تاريخ الحلة، سواء كانوا من المؤرّخين المسلمين، أو الرحالة الأجانب الذين زاروا المدينة في أثناء رحلاتهم، فكتبوا عن تاريخ المدينة وأحوالها السياسية والدينية والإقتصادية والإجتماعية. ومن الرحالة العرب الذين زاروا مدينة الحلة في رحلاتهم وما ذكروه عنها نذكر : ابن جبير الاندلسي (540-614 هـ/1145-١٢١٧م) أبو الحسن محمد بن جبير الكناني الأندلسي، ولد بمدينة فالنسيا في أسبانيا عام 540 هـ، وقيل 539 هـ، إنحدر من أسرة عربية عريقة سكنت الأندلس عام 123هـ. اشتهر برحلاته التي ابتدأت سنة 578 هـ، والتي أدّى فيها فريضة الحج، وزار سوريا والحجاز وأرض ما بين النهرين ومنها مدينة الحلّة السيفية سنة 580 هـ، أي بعد خمس وثمانين سنة من تأسيسها، فوصف مدينة الحلة بقوله: )هي مدينة كبيرة عتيقة الوضع مستطيلة، لم يبق من سورها إلا حَلَق من جدار ترابي مستدير بها، وهي على شط الفرات، يتصل بها من جانبها الشرقي ويمتد بطولها، ولهذه المدينة أسواق حافلة جامعة للمرافق المدنية والصناعات الضرورية، وهي قوية العمارة كثيرة الخلق، متصلة بحدائق النخيل داخلاً وخارجاً، فديارها بين حدائق النخيل، وألفينا بها جسراً عظيماً معقوداً على مراكب كبار متصلة من الشط إلى الشط تحفُّ بها من جانبها سلاسل من حديد كالأذرع المفتولة عُظماً وضخامة، ترتبط إلى خشب مثبتة في كلا الشطين تدل على عظم الإستطاعة والقدرة، أَمَرَ الخليفةُ بعدِّهِ على الفرات اهتماماً بالحاج واعتناء بسيله، وكانوا قبل ذلك يعبرون في المراكب، فوجدوا هذا الجسر قد عقدَهُ الخليفة في مغيبهم ولم يكن عند شخوصهم إلى مكّة شرّفها الله). ياقوت الحموي (574- 622 هـ/1178-1225م) شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي، رحالة جغرافي وأديب وشاعر وخطّاط ولغوي، من أصل رومي اشتغل بالعلم وأكثر من دراسة الأدب، وُلِدَ في مدينة حماة عام 574هـ / 1178م، ولُقّبَ بالحموي نسبة لمدينته حماه، سافر إلى العديد من البلدان، وكانت أولى أسفاره إلى «جزيرة قيس» في جنوب الخليج العربي، وكانت مشتهرة آنذاك بالتجارة، وتوالت أسفار الحموي إلى بلاد فارس وأرجاء الشام والجزيرة العربية ومصر كافة، وكان في أثناء رحلاته يدوّن ملاحظاته الخاصة عن الأماكن والبلدان والمساجد والقصور والآثار القديمة والحديثة والحكايات والأساطير والغرائب والطرائف. ذكر الحموي الجامعين في كتابه معجم البلدان فقال: (الجامِعَين: كذا يقولونه بلفظ المجرور المثنى: هو حِلّة بني مِزيَد التي بأرض بابل على الفرات بين بغداد والكوفة، وهي الآن مدينة كبيرة آهلة...). ثم تطرق لذكر مدينة الحلة بقوله: ( والحلة علم لعدة مواضع، وأشهرها حِلّة بني مِزيَد، مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمّى الجامعين، طولها سبع وستون درجة وسدس، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، تعديل نهارها خمس عشرة درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وربع، وكان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي، وكانت منازلُ آبائه الدورَ من النيل، فلمّا قَوِيَ أمرُه واشتدّ أزرُه وكثُرَت أموالُه لاشتغال الملوك السلجوقية (بركياروق ومحمد وسنجر) أولاد (ملك شاه بن ألب أرسلان) بما تواتر بينهم من الحروب، انتقل إلى الجامعين موضع في غربي الفرات لِيَبعدَ عن الطالب، وذلك في محرم سنة 495، وكانت أَجَمَةً تأوي إليها السباع، فنزل بها بأهله وعساكره، وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة، وتأنق أصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأً، وقد قصدها التجّار فصارت أفخرَ بلاد العراق وأحسنها مدّة حياة سيف الدولة، فلمّا قُتِلَ بقيت على عمارتها، فهي اليوم قصبة تلك الكورة...). عمانوئيل فتح الله عمانوئيل مضبوط ( كان حياً سنة1331هـ/1912م) رحالة مسيحي عاش في بغداد مطلع القرن العشرين، قام برحلة إلى مدينتي كربلاء والحلة في نهاية العقد الأول من القرن العشرين، ودوّنَ وقائع رحلته في رسالة بعنوان (سفرة إلى كربلاء والحلة ونواحيهما)، وصف فيها مراحل الطريق لهاتين المدينتين وما كان فيها من الخانات والمحطات، وأرّخ لكلِّ هذه المعالم بما نَمَّ عن اطلاعه على كتب التاريخ، ووصف أطلال مدينة (كويرش) الدارسة، واستقى معلوماته عنها من المنقِّب الألماني (روبر كولدواي) الذي كان يرأس بعثة التنقيب. وممّا ذكره عن رحلته ووصفه لمدينة الحلة قوله :( قبل نحو عشرين سنة كان السفر إلى الحلّة من الأمور الشاقة، لِما يتكلّف المسافر من تحميل الأثقال وركوب البغال وإعداد الزاد واتخاذ المبذرقة لتخفره في الطريق من الأعراب المبثوثة في بوادي هذه الأرجاء، أما اليوم فتوثير الطريق الواصل بغداد بالحلة وتمهيده آثار في أهل الوطن الغيرة على خير العموم، فأنشأوا شركات عجلات متعددة سهّلت أعظم التسهيل قطعَ هذه السهول والحَزون بدون أن يحصل ما يكدّر صفوَ رحلتهم. اللهم إلّا في النادر. والنادر لا يقاس عليه ). وذكر أيضاً: ( ثم أتممنا المسير إلى نحو الساعة السابعة، فهبطنا (المُسيّب) (بضم الميم وتشديد الياء المفتوحة)، فنزلنا من العجلات وعبرنا الجسر، وهذه القرية مبنية على ضفتي الفرات، فيها مساكن كثيرة وجامع فيه منارة، ثم محجر صحي ودار برق (تلغراف خانة) إلى غير ذلك. وسمّيت هذه البليدة باسم (المسيب بن نجبة الفزاري) وكان من أصحاب علي بن أبى طالب (عليه السلام)، وخيارهم (راجع تاريخ الطبري) وكان قد قُتِل يوم الجمعة لخمس بقينَ من جمادى الأولى سنة 65هـ (6 كانون الثاني 685م) في وقعة عين الورد (الوردة)، ولكن لا نظن أنَّه دُفن في هذا الموطن، وإنَّما بُني له فيه مزار فسمى باسم المزار. وفي المسيب حركة عظيمة لما يختلف إليها من الناس، إذ يُرى فيها كل سنة أكثر من مائتي ألف زائر يأتونها من جميع البلاد عن طريق بغداد ليذهبوا إلى كربلاء. أمّا عدد سكانها المقيمون فيها فيقدّر بستة آلاف نسمة، وكان في نيّة مدحت باشا أن يجعل ممرَّ السكّة الحديدية في المسيب على جسر يركب الفرات). كثيرة هي المؤلفات التي تناولت مدينة الحلة، والتي تحدثت عن مكانتها التأريخية والعلمية والفقهية والأدبية والسياسية منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا، لا سيما المؤلّفات التي أرّخت لتاريخ المدينة الحافل بالأحداث العِظام، ودورها المؤثّر على سير الأحداث التاريخية في العراق بشكل خاص وفي العالم الإسلامي بشكل عام. وهناك الكثير من المؤرخين الذين كتبوا في تاريخ الحلة، سواء كانوا من المؤرّخين المسلمين، أو الرحالة الأجانب الذين زاروا المدينة في أثناء رحلاتهم، فكتبوا عن تاريخ المدينة وأحوالها السياسية والدينية والإقتصادية والإجتماعية. ومن الرحالة العرب الذين زاروا مدينة الحلة في رحلاتهم وما ذكروه عنها نذكر : ابن جبير الاندلسي (540-614 هـ/1145-١٢١٧م) أبو الحسن محمد بن جبير الكناني الأندلسي، ولد بمدينة فالنسيا في أسبانيا عام 540 هـ، وقيل 539 هـ، إنحدر من أسرة عربية عريقة سكنت الأندلس عام 123هـ. اشتهر برحلاته التي ابتدأت سنة 578 هـ، والتي أدّى فيها فريضة الحج، وزار سوريا والحجاز وأرض ما بين النهرين ومنها مدينة الحلّة السيفية سنة 580 هـ، أي بعد خمس وثمانين سنة من تأسيسها، فوصف مدينة الحلة بقوله: )هي مدينة كبيرة عتيقة الوضع مستطيلة، لم يبق من سورها إلا حَلَق من جدار ترابي مستدير بها، وهي على شط الفرات، يتصل بها من جانبها الشرقي ويمتد بطولها، ولهذه المدينة أسواق حافلة جامعة للمرافق المدنية والصناعات الضرورية، وهي قوية العمارة كثيرة الخلق، متصلة بحدائق النخيل داخلاً وخارجاً، فديارها بين حدائق النخيل، وألفينا بها جسراً عظيماً معقوداً على مراكب كبار متصلة من الشط إلى الشط تحفُّ بها من جانبها سلاسل من حديد كالأذرع المفتولة عُظماً وضخامة، ترتبط إلى خشب مثبتة في كلا الشطين تدل على عظم الإستطاعة والقدرة، أَمَرَ الخليفةُ بعدِّهِ على الفرات اهتماماً بالحاج واعتناء بسيله، وكانوا قبل ذلك يعبرون في المراكب، فوجدوا هذا الجسر قد عقدَهُ الخليفة في مغيبهم ولم يكن عند شخوصهم إلى مكّة شرّفها الله). ياقوت الحموي (574- 622 هـ/1178-1225م) شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي، رحالة جغرافي وأديب وشاعر وخطّاط ولغوي، من أصل رومي اشتغل بالعلم وأكثر من دراسة الأدب، وُلِدَ في مدينة حماة عام 574هـ / 1178م، ولُقّبَ بالحموي نسبة لمدينته حماه، سافر إلى العديد من البلدان، وكانت أولى أسفاره إلى «جزيرة قيس» في جنوب الخليج العربي، وكانت مشتهرة آنذاك بالتجارة، وتوالت أسفار الحموي إلى بلاد فارس وأرجاء الشام والجزيرة العربية ومصر كافة، وكان في أثناء رحلاته يدوّن ملاحظاته الخاصة عن الأماكن والبلدان والمساجد والقصور والآثار القديمة والحديثة والحكايات والأساطير والغرائب والطرائف. ذكر الحموي الجامعين في كتابه معجم البلدان فقال: (الجامِعَين: كذا يقولونه بلفظ المجرور المثنى: هو حِلّة بني مِزيَد التي بأرض بابل على الفرات بين بغداد والكوفة، وهي الآن مدينة كبيرة آهلة...). ثم تطرق لذكر مدينة الحلة بقوله: ( والحلة علم لعدة مواضع، وأشهرها حِلّة بني مِزيَد، مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمّى الجامعين، طولها سبع وستون درجة وسدس، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، تعديل نهارها خمس عشرة درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وربع، وكان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي، وكانت منازلُ آبائه الدورَ من النيل، فلمّا قَوِيَ أمرُه واشتدّ أزرُه وكثُرَت أموالُه لاشتغال الملوك السلجوقية (بركياروق ومحمد وسنجر) أولاد (ملك شاه بن ألب أرسلان) بما تواتر بينهم من الحروب، انتقل إلى الجامعين موضع في غربي الفرات لِيَبعدَ عن الطالب، وذلك في محرم سنة 495، وكانت أَجَمَةً تأوي إليها السباع، فنزل بها بأهله وعساكره، وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة، وتأنق أصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأً، وقد قصدها التجّار فصارت أفخرَ بلاد العراق وأحسنها مدّة حياة سيف الدولة، فلمّا قُتِلَ بقيت على عمارتها، فهي اليوم قصبة تلك الكورة...). عمانوئيل فتح الله عمانوئيل مضبوط ( كان حياً سنة1331هـ/1912م) رحالة مسيحي عاش في بغداد مطلع القرن العشرين، قام برحلة إلى مدينتي كربلاء والحلة في نهاية العقد الأول من القرن العشرين، ودوّنَ وقائع رحلته في رسالة بعنوان (سفرة إلى كربلاء والحلة ونواحيهما)، وصف فيها مراحل الطريق لهاتين المدينتين وما كان فيها من الخانات والمحطات، وأرّخ لكلِّ هذه المعالم بما نَمَّ عن اطلاعه على كتب التاريخ، ووصف أطلال مدينة (كويرش) الدارسة، واستقى معلوماته عنها من المنقِّب الألماني (روبر كولدواي) الذي كان يرأس بعثة التنقيب. وممّا ذكره عن رحلته ووصفه لمدينة الحلة قوله :( قبل نحو عشرين سنة كان السفر إلى الحلّة من الأمور الشاقة، لِما يتكلّف المسافر من تحميل الأثقال وركوب البغال وإعداد الزاد واتخاذ المبذرقة لتخفره في الطريق من الأعراب المبثوثة في بوادي هذه الأرجاء، أما اليوم فتوثير الطريق الواصل بغداد بالحلة وتمهيده آثار في أهل الوطن الغيرة على خير العموم، فأنشأوا شركات عجلات متعددة سهّلت أعظم التسهيل قطعَ هذه السهول والحَزون بدون أن يحصل ما يكدّر صفوَ رحلتهم. اللهم إلّا في النادر. والنادر لا يقاس عليه ). وذكر أيضاً: ( ثم أتممنا المسير إلى نحو الساعة السابعة، فهبطنا (المُسيّب) (بضم الميم وتشديد الياء المفتوحة)، فنزلنا من العجلات وعبرنا الجسر، وهذه القرية مبنية على ضفتي الفرات، فيها مساكن كثيرة وجامع فيه منارة، ثم محجر صحي ودار برق (تلغراف خانة) إلى غير ذلك. وسمّيت هذه البليدة باسم (المسيب بن نجبة الفزاري) وكان من أصحاب علي بن أبى طالب (عليه السلام)، وخيارهم (راجع تاريخ الطبري) وكان قد قُتِل يوم الجمعة لخمس بقينَ من جمادى الأولى سنة 65هـ (6 كانون الثاني 685م) في وقعة عين الورد (الوردة)، ولكن لا نظن أنَّه دُفن في هذا الموطن، وإنَّما بُني له فيه مزار فسمى باسم المزار. وفي المسيب حركة عظيمة لما يختلف إليها من الناس، إذ يُرى فيها كل سنة أكثر من مائتي ألف زائر يأتونها من جميع البلاد عن طريق بغداد ليذهبوا إلى كربلاء. أمّا عدد سكانها المقيمون فيها فيقدّر بستة آلاف نسمة، وكان في نيّة مدحت باشا أن يجعل ممرَّ السكّة الحديدية في المسيب على جسر يركب الفرات).

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7602320073
00964-7601179478
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathhi@gmail.com

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...