تاريخ الحلة

رحلة نحويّي الحِلَّة

رحلة نحويّي الحِلَّة

شهدت مدينة الحلّة ازدهارًا كبيرًا في العلم والأدب، وكانت رحلة طلب العلم منها وإليها، إحدى أسباب ذلك الازدهار إذ ارتحل عدد كبير من أبنائها العلماء إلى المراكز الحضاريّة المختلفة في المشرق والمغرب وهذا ما ينبغي تسجيله والوقوف عنده بوصفه إنجازًا وموقفًا يُحسب لهم في المشاركة الفاعلة في مسيرة الحضارة الإسلاميّة، ونشر العلوم في بلاد المسلمين، وما سجّله المؤرّخون هو أنَّ علماء الحِلَّة المهاجرين إلى تلك البلاد شكّلوا ركنًا مهمًا في الحركة العلميّة، لتصدّرهم مجالس العلم والمحافل الأدبيّة والمناظرات فيها، كما سُجل في الحياة الفكريّة في الموصل، وبلاد الشام، وبلاد فارس وغيرها. أسباب رحلة نحويّي الحلّة إلى مراكز الدراسات النحويّة هنالك أسباب كثيرة دفعت أولئك العلماء إلى الرحيل إلى مراكز الدراسات النحويّة وهجرة كثير منهم إلى المدن المجاورة والبعيدة في البلاد العربيّة والإسلاميّة وهي: حثّ الدين الإسلاميّ في ما ورد من آي من الذكر الحكيم، والحديث النبوي الشريف على طلب العلم والسعي في الحلّ والترحال لتحصيله ولو كان في أقصى الأرض. واضطراب الأحوال السياسيّة، واتّباع السياسات التعسّفيّة تجاه الحِلِّيين بعد انهيار الإمارة المزيديّة التي دفعتهم للهجرة إلى المدن المجاورة طلبًا لظروف أفضل في العيش والأمن والتعلم كرحلةِ بعضهم إلى بلاد الشام ومصر، والرعاية والحفاوة التي نالها العلماء والأدباء في بعض البلاد الإسلاميّة ولا سيما في بلاد الشام وبلاد فارس مما شجعت عددًا من الحِلِّيين على الهجرة إليها ومنهم شميم الحليّ(ت:601هـ)، وابن السكونيّ وابن البطريق (ت:642هـ)، وصفي الدين الحِلِّي(ت: 752هـ)، وابن العتائقي(ت:790هـ)، وغيرهم كثير، ودعوة أمراء بعض المدن الإسلاميّة العلماء والأدباء إلى بلادهم، كدعوة السلطان(خدا بنده) العلامة الحِلِّي إلى بلاد فارس، ونشر فقه أهل البيت(عليهم السلام) في تلك البلاد، ومثل هذا كان في الحِلَّة عندما كانت الإمارة في قوّتها فكانت تستقدم الأدباء والعلماء من كلّ البلاد الإسلاميّة، كذلك الحاجة والعوز الذي أصاب أبناء هذه المدينة في أزمانٍ مختلفة، وحبّ العلم واتّباعه أينما وجد والرغبة في الاطلاع على الثقافات الأُخرى، ممّا دفع عددًا كبيرًا من الحِلِّيين للاتجاه نحو المراكز العلميّة كبغداد، والنجف، وكربلاء وكذلك حبّ الشهرة دفع بعض أبناء الحِلَّة إلى الهجرة إلى المراكز الحضريّة؛ لإبراز علومهم وفنونهم وإبداعاتهم الخلّاقة لإظهار إمكاناتهم العالية للظهور في تلك الأصقاع، وكان بعضهم في رحلتهم إلى تلك المدن يُقرِئون النحو وعلوم اللغة فيها، كما نجده في شُميم الحِلِّي وأثره الكبير بتدريسه اللغة في مساجد الموصل وحلقة درسه التي كان طلاب العلم يزدحمون عليها، وهذا الترحال والتنقّل بين الأمصار لم يكن بالشيء الجديد فقد سنّ هذه السنّة علماء اللغة الأقدمون مثل أبي عمرو بن العلاء والخليل والرؤاسي والكسائي، ومن جاء بعدهم، فكان ذلك أمرًا مألوفًا.. فأغلب علماء الحلّة فقهاء، فكان ذلك يدفعهم للحصول على الإجازات العلميّة من العلماء في البلاد الإسلاميّة، وحرص العلماء على نقل حديث معين أو متابعته وهذا ما دفع بعضهم إلى الهجرة خارج الحلة لنقل هذا الحديث، وفيما يأتي أهم المراكز النحويّة التي رحل إليها نحاة الحلّة مرتّبة بحسب أعداد النحويّين الحلّيين الذين رحلوا إلى تلك المدن: تقسم رحلة نحويّي الحلّة على قسمين: الأول: رحلة علماء الحلّة داخل العراق لقد رتّبنا المدن التي رحل إليها نحويّو الحلّة بحسب التقسيم أعلاه ورتّبنا المدن في كل قسم بحسب أعدادهم ونسبة وجودهم في تلك المدن ولاحظنا أنّ وجودهم في بعض المدن أكثر من غيرها مثل بغداد، والنجف، ويعود ذلك لأسباب سنذكرها في النتائج وفي ما يأتي المدن التي رحلوا إليها مرتّبة أسماء العلماء فيها بحسب التسلسل الزمنيّ: رحلة نحويّي الحِلَّة إلى بغداد بعد انتقال مدرسة الكوفة النحويّة بعلمائها المتمثّلة بالكسائيّ والفرّاء تلميذيّ أبي جعفر الرؤاسي إلى بغداد، وازدهار الحياة الفكريّة والعلوم الدينيّة والطبيعيّة في العاصمة الجديدة، ولا سيما الدراسات اللغويّة والنحويّة شدّ الحِلِّيون الرحال للدرس والتدريس فيها أيضًا، ونشر العلوم والمعارف بين المسلمين، فلقّب كثير من علماء الحِلَّة بالبغداديّ نسبة إلى العاصمة الجديدة ولا سيما علماء النيل فقد لقّب أكثرهم بالبغداديّ أمثال ابن الشجريّ (ت:542هـ)، وابن الحجّاج النيليّ البغداديّ، ومحمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن حمدان ابن الهَجَّاء(ت:561هـ) والحسين بن هدّاب النوريّ(ت:562هـ)، وسعيد بن أحمد بن مكّي النيليّ(ت: بعد 565هـ)، والشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن هارون البغداديّ الحِلِّي المعروف بابن الكيّال(ت:597هـ)، وابن الخازن(ت:600هـ)، وغيرهم. والمذهب الذي ساد في بغداد الذي سُمّيَ بعد ذلك بالمدرسة البغداديّة ما هو إلَّا امتداد لمدرسة الكوفة التي عُرفت برمزيْها الكسائيّ، والفرّاء، تلميذي أبي جعفر الرؤاسي النيليّ، وهذا أحد أسباب الغموض في الحياة الفكريّة للحلّة، ولا سيما اختفاء حلقات الدرس النحويّ بشكل يثير التساؤل؛ لأنّهم كانوا رواد الدراسات النحويّة في الكوفة، وفي بغداد، والنجف فيما بعد، وكان لمؤلّفاتهم الأثر الكبير في حفظ علوم اللغة ولا سيما الدرس النحويّ الكوفيّ في مدنٍ إسلاميّةٍ كثيرةٍ، وقد تتبّعنا بعض الشخصيّات العلميّة البارزة فثبتت حِلِّيتهم مثل: إبراهيم بن ثابت الطائيّ البغداديّ النيليّ النحويّ المعروف(ت:ق7الهجريّ) ومن المؤرّخين المشهورين المسعوديّ على سبيل التمثيل صاحب كتاب مروج الذهب، الذي صرّح عن موطنه في كتابه هذا بقوله: ((وأواسط الأقاليم، الإقليم الذي ولدنا به وإنْ كانت الأيام أنأت بيننا وبينهم وساحقت مسافاتنا عنه وولدت في قلوبنا الحنين إليه إذ كان وطننا ومسقطنا وهو إقليم بابل)) وكان ينسب إلى بغداد. أمّا مَنْ أبدع في علوم اللغة وألّف الكتب ولا سيما في الدراسات النحويّة فهناك كثير، فأكثرهم درسوا في بغداد على يد ابن الخشاب وأستاذه ابن الشجريّ النيليّ الأصل، وبتحقّق نسبته إلى النيل يُعدّ من أوائل النحاة الحِلِّيين الذين سكنوا بغداد ودرّسوا فيها، وحضر عدد من علماء الحلّة المجالس التي عقدت في المدرسة المستنصريّة للحصول على الإجازة ولا سيما مجالس اللّغويّ ابن الصيقل الجزريّ البغداديّ (ت:701هـ) وقد حضر الحليّون هذه المجالس سنة(676هـ) لسماع المقامات الزينيّة. فكان للرحلة بين الحِلَّة وغيرها من الأمصار أثرها في تنمية العـلوم وانتشارها ولاسيما في بغداد، وما سنذكره من أعلام الدرس اللغويّ والنحويّ في الحلّة ونواحيها على وفق الترتيب الزمنيّ: علي بن محمد الديناريّ بن أبي الفتح النحويّ النيليّ (ت:473هـ)، وابن حُمَيْدَة محمد بن علي بن أحمد النيليّ(486 -550هـ)، ومحمد بن علي بن حمدان ابن أبي الهجاء(468-561هـ)، والحسين بن هداب النوريّ(ت:562هـ)، وسعيد بن أحمد بن مكّي النيليّ(467هـ -565هـ)، وشرف الكتاب محمد بن أحمد بن حمزة بن جيا النيليّ (ت:579هـ)، وابن الدهان محمد بن علي بن شعيب بن بركة (ت:590هـ)، ومحمد بن سلطان بن أبي غالب بن الخطاب النيليّ(ت:595هـ)، وابن الكال أو الكيال أبو عبد الله محمد(515-597هـ)، وأبو علي فرسان بن لبيد بن هوال العياشي الحِلِّي(ت: ق6)، وابن الخازن نصر بن علي(ت:600هـ)، وشُميم الحِلِّي(ت:601هـ)، والشيخ أبو الثناء بن هبة الله الحِلِّي(ت:604هـ)، وابن السكون علي بن محمد بن محمد بن علي الحِلِّي(ت:606هـ)، وأبو عبد الله محمد بن أبي الفوارس الحِلِّي( كان حيًا سنة 608هـ)، وعميد الرؤساء هبة الله بن حامد اللغويّ الحِلِّيّ(ت:610هـ)، وعماد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي زنبور النيليّ (ت:613هـ)، وأبو الحسن علي بن نصر بن هارون الحِلِّيّ(ت:615هـ)، وابن معالي فخر الدين أبو علي الحسن الباقلانيّ(568-637هـ)، ومهذّب الدين ابن الخيميّ الحِلِّي(549-642هـ)، وعلي بن يحيي بن بطريق الحِلِّي (ت:642هـ)، ومحمد بن يحيى بن كرم الحلّي(ت:653هـ)، وفخر الدين علي بن تقي الدين الحسن بن معالي الحِلِّي(ت:683هـ)، وتقي الدين إبراهيم النيلي البغداديّ(ق7)، وعبد الكريم بن أحمد بن طاووس(ت:693هـ)، وتقي الدين الحسن بن علي بن داود الحليّ (كان حيًا سنة 707هـ)، والعلّامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحِلِّي(ت:726هـ)، وصفيّ الدين الحِلِّي (ت:750هـ)، وأحمد بن محمد بن فهد الأسديّ الحِلِّيّ (ت:841هـ). رحلة نحويّي الحِلَّة إلى النجف الأشرف كانت النجف على اتصال وثيق بنواحي الحِلَّة كالنيل وغيرها، منذ انتقال الشيخ الطوسي إليها سنة(448هـ) إثر الفتنة التي حدثت في بغداد وإحراق كرسيّه الذي لا يعطى إلَّا لوحيد عصره. ومكتبته العظيمة وداره في الكرخ باقيتان حتى يومنا هذا، وبعد انتظام حلقات الدرس في النجف أيام الشيخ الطوسيّ، أخذت نواحي الحِلَّة تنتفع من مناهج التدريس في حوزة النجف، فانتقل إليها عدد كبير من العلماء فلّقب كثير منهم بالنجفيّ ولا سيما علماء النيل الذين رحلوا إليها مثل بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسينيّ النيليّ النجفيّ، وكان أثر علماء الحِلَّة كبيرًا في حوزة النجف قبل انتقالها إلى الحِلَّة إثر الفتور الذي أصابها بوفاة الشيخ الطوسيّ سنة (ت:460هـ) وتزعُّم اثنين من أبنائه لها من بعده، ثم انتقالها إلى الحِلَّة بانتقال ابن إدريس الحِلِّي (ت: 598هـ) الذي يُعد من ألمع المجددين عند الشيعة لإحيائه الاجتهاد الذي أعاد للمذهب أهمْ مزاياه، فأصبحت الحِلَّة آنذاك مركزًا علميًا لا يُستهان به إذ كان درس المحقق الحِلِّيّ(ت:676هـ) يحضره أكثر من أربعمئة مجتهد غير الطلبة الذين لم ينالوا الاجتهاد، ومجلس العلّامة الحِلِّي يحضره خمسمئة مجتهد، وكانت الجوامع وبيوت العلماء في الحِلَّة والمجالس العلميّة التي تقام فيها بمثابة المؤسسات العلميّة والمعاهد الدراسيّة، وبعد أربعة قرون من الانتعاش الفكريّ في الحِلَّة بدأ الضعف يَدُبُّ في مدارسها، وبدأت مدرسة النجف تستردّ عافيتها فأخذ علماء الحِلَّة يشدّون الرحال إلى النجف فرحل إليها المقداد السيوريّ الذي كان يمثّل مدرسة الحلّة العلميّة وانتقل معه تلاميذه بانتقاله إليها، وقد أنشأ في النجف مدرسة سمّيت باسمه وهي (المدرسة السيوريّة). فالذين رحلوا كانوا على قسمين: منهم من رحل إليها للدرس، ومنهم من رحل إليها للتدريس نذكر منهم: تقي الدين أبا محمد الحسن بن علي بن داود الحِلِّيّ النيليّ، وكمال الدين عبد الرحمن العتائقيّ (ت:790هـ)، والمقداد السيوريّ الأسديّ الحِلِّيّ (ت:826هـ )، وحسين بن الأبرز العميديّ الحِلِّيّ (كان حيًا في1050هـ)، والشيخ أحمد النحويّ (ت:1183هـ)، وصادق الفحّام (ت:1204هـ)، وسليمان الكبير المزيديّ (ت:1211هـ)، والسيد باقر بن هادي القزوينيّ الحِلِّيّ (ت:1333هـ)، والشيخ حسن الحمود (ت: 1337هـ)، والشيخ محمد حسين الجباويّ (1285-1352هـ)، والسيد عبد الرسول (ت:1307-)، والشيخ حسين بن الشيخ علي الحِلِّي (ت:1394هـ)، والسيد مسلم بن حمود آل العالم الحِلِّي(ت:1401هـ)، والسيد محمد تقي الجلاليّ (ت:1402هـ)، والشيخ يوسف كركوش (ت:1411هـ). رحلة نحويّي الحِلَّة إلى الموصل تعدّ الموصل من مراكز الدراسات النحويّة المهمّة التي يشار إليها بالبنان، لما كانت تتمتّع به من تقدّم في الدراسات اللغويّة والنحويّة إذ كان لعلمائها منهجهم المتميّز في الدراسات النحويّة يتجلّى ذلك في منهج ابن جنّي في دراسة العربيّة الذي سار عليه طلّابه وسائر طلاب العلوم اللغويّة في عصره والعصور التي تلته، أمّا الدرس النحويّ فقد انتقل إليها من البصرة في القرن الثاني الهجريّ على يد مسلمة بن عبد الله بن سعد بن محارب الفهريّ ابن أخت عبد الله بن أبي اسحق الحضرميّ وكان من أئمّة النحو المتقدّمين. رحل عدد من علماء النحو الحِلِّيين إلى الموصل للدرس والتدريس فيها فسكنوها وكان لهم شأن عظيم عند أهلها فمنهم من توفي فيها، ومنهم من رجع إلى الحِلَّة ؛ لذا عدّهم الدكتور عباس علي الأوسي، الذي أرَّخَ للدرس النحويّ في الموصل، من أعلام الدرس اللغويّ والنحويّ فيها وهم في الحقيقة حِلِّيُّون، وكان من أبرزهم بحسب الترتيب الزمنيّ ابن الدَّهان محمد بن علي بن شعيب بن بركة الحِلِّي (ت:590هـ) ، وشُميم الحِلِّي(ت:601هـ)، وأبو عبد الله محمد بن أبي الفوارس الحِلِّي(كان حيّا سنة 608هـ)، والشيخ أحمد بن أبي زنبور الحِلِّي النيليّ (ت:613هـ). رحلة نحاة الحِلَّة إلى إرْبِل وكانت إرْبِل من مراكز الدراسات النحويّة التي امتد إليها النحو من الموصل، لقربها منها، أمّا أشهر من رحل إليها من الحِلِّيين فهما: محمد بن علي بن حمدان بن أبي الهجاء(468-561هـ)، وأبو عبد الله محمد بن أبي الفوارس الحِلِّي(كان حيًا سنة 608هـ). رحلة نحويي الحِلَّة إلى واسط رحل عدد من علماء الحلّة إلى واسط للتدريس كان من بينهم ابن الكال أو الكيال أبو عبد الله محمد الحلّي (515-597هـ)، وعلي بن يحيي بن بطريق الحِلِّي(ت:642هـ). القسم الثاني: رحلة نحويّي الحلّة خارج العراق إلى الأمصار العربيّة والإسلاميّة رحلة نحويّي الحِلَّة إلى بلاد الشام امتد النحو العربي من بغداد إلى دمشق في القرن الرابع الهجريّ مع أبي القاسم الزجاجيّ (ت:337هـ). أمّا التلاقح الفكريّ بين الحِلَّة وبلاد الشام فكان كبيرًا وقد تناوب الطرفان في مختلف الأزمنة على الانتفاع من بعضهم وكان ذلك مبنيًا على مبدأ التأثير والتأثر بين الطرفين، وكما أثرت الحِلَّة في بلاد الشام في أوقات مختلفة، فقد أثرت بلاد الشام في الحِلَّة، وذلك برحلة بعض علمائها إلى الحِلَّة وأبرز هؤلاء على سبيل التمثيل ممّن عُرف نحويًا، عز الدين أحمد بن علي بن معقل بن الحسن بن أحمد المهلبيّ الأزديّ الحمصيّ العزّ الأديب (ت:644هـ)، ويروي السيوطيّ نقلًا عن الذهبيّ أنّه رحل إلى العراق وتنقل بين الحِلَّة وبغداد ثم رحل إلى دمشق، وبرع في العربيّة والعروض وصنّف فيهما، وفي غيرهما الكثير. أمّا من رحل من علماء الحِلَّة إلى بلاد الشام وسكن مدنها ومنهم: محمد بن سلطان بن أبي غالب بن الخطاب النيليّ(ت:595هـ)، وشُميم الحِلِّي(ت:601هـ)، والحافظ النحويّ أبو الثناء محمود بن هبة الله الحِلِّي(ت:604هـ)، وابن السكون الحِلِّي علي بن محمد بن محمد النيليّ(ت:606هـ)، ونصر بن الفتح بن أبي معمر بن أسد الحسن الحِلِّيّ(ت:625هـ)، والشيخ أحمد بن أبي زنبور الحِلِّي النيليّ(ت:613هـ )، وعلي بن يحيي بن بطريق الحِلِّي (ت:642هـ)، ومهذّب الدين ابن الخيميّ الحِلِّيّ(ت:642هـ)، والحسن بن محمد بن شهاب الحِلِّيّ الواعظ(ت:650هـ)، والحسين بن محمد المهنا العلوي الحِلِّي(ت:675هـ)، وأحمد بن فهد الحِلِّي(ت:841هـ). رحلة نحويي الحِلَّة إلى بلاد فارس ذكر الدكتور عبد الهادي الفضلي أنّ الدراسات النحويّة دخلت بلاد فارس في بدايات القرن الثاني الهجريّ مصاحبة النحويّ البصريّ يحيى بن يعمر(ت:129هـ)، الذي رحل إليها بعد أن نفاهُ الحجّاج بن يوسف الثقفيّ والي الأمويّين على واسط، ويرى أنّ انتشار الدرس النحويّ في تلك البلاد كان على يد ابن دريد البصريّ (ت:321هـ) وممّن رحل من الحِلِّيين إلى بلاد فارس محمد بن علي بن حمدان بن أبي الهجاء الحليّ (ت:561هـ)، والعلّامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحِلِّي( ت:726هـ )، وكمال الدين عبد الرحمن العتائقيّ الحليّ(ت:790هـ). رحلة نحويّي الحِلَّة إلى المدينة المنوّرة رحل علماء الحلة إلى عدد من البلدان الإسلاميّة ومنها مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي تعدّ من أوائل المراكز التي وصل إليها الدرس اللغويّ والنحويّ من البصرة، وكان ذلك في القرن الثاني للهجرة على يد عبد الرحمن بن هرمز المدنيّ( 117هـ). أمّا أشهر علماء الحِلَّة النحويّين الذين رحلوا إليها للدرس والتدريس فهو ابن السكون الحِلِّيّ علي بن محمد بن محمد النيليّ(606هـ) وهو من أعلام الدرس النحويّ فقد ذكره السيوطيّ في طبقاته، وقد رحل إلى مدينة النبي (صلى الله عليه وآله) وأقام بها، وصار كاتبًا لأميرها. رحلة نحويّي الحِلَّة إلى مصر تعدّ مصر من المدن التي عُرفت بغناها بالنحويّين وانتشار حلقات الدرس اللغويّ والنحويّ فيها لذا عدّها بعض الباحثين من المدارس النحويّة المشهورة التي تفرّدت بآراء جعلت منها مدرسة علميّة لها أثرها في المراكز الأُخر. وامتد إليها النحو البصريّ في القرن الثالث الهجريّ عن طريق الوليد بن محمد التميمي (ت263هـ) المعروف بـ (ابن ولّاد)، وكان بينها وبين مصر تبادل ثقافي فرحل من مصر علماء للدرس في الحلّة، وقد امتد أثر علماء الحِلَّة إلى كثير من البلدان الإسلاميّة ومن تلك البلدان مصر وأشهر من رحل إليها من علماء الحِلَّة مهذب الدين أبو طالب محمد بن القامغاز الحِلِّي بن الخيميّ(ت:642هـ) رحل إلى مصر لتدريس اللغة والنحو. واجتمع به كل من محمد بن محمود بن الحسن بن النجار(ت:643هـ) وشمس الدين محمد بن خلكان(ت:681هـ) ومَدَحَاه. نلاحظ ممّا سبق من رحلة نحويّي الحلّة إلى مراكز الدراسات النحويّة أنّ الرحلة لعلماء النحو استمرّت بالنّسبة للنحويّين باتجاه النجف الأشرف دون غيرها من المدن الإسلاميّة الأُخر وذلك باعتبار التسلسل الزمنيّ الذي وصل إلى القرن العشرين في حين توقّفت الرحلة إلى المدن الإسلاميّة الأُخر عند القرن التاسع للهجرة (الخامس عشر الميلاديّ) مثل: بغداد، وغيرها قبل هذا التاريخ، ولعلَّ سبب ذلك يعود إلى اكتفاء علماء الحلّة النحويّين بما يجدونه في النجف من علوم اللغة والنحو وازدهار الحركة العلميّة فيها.

صور من الموضوع ...

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7602320073
00964-7601179478
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
turathhi@gmail.com

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...