المدارس الدينية
المدرسة الحلية الأثر والتأثير

أصبح من الضروري ان نبين أثر مدرسة الحلة العلمي في مدن الشرق الإسلامي الذي أتجه بحقيقته اتجاها إبداعيا في مختلف العلوم الدينية والأدبية والصرفة ، لكننا نلاحظ ان العلوم الدينية قد تبوأت المرتبة الأولى ويظهر هذا من خلال عدد الدارسين ، لتأتي بعدها العلوم الأدبية فالصرفة ، وهذا عائد بالدرجة الأساس إلى طبيعة المدرسة الحلية. في علم الحديث والرجال لاشك أن للمدرسة الحلية موقعها المميز في علمي الحديث والرجال ولا سيما أنها شهدت بروز العديد من العلماء الذين اشتغلوا وصنفوا فيها ، وأخذ الناس عنهم تلك العلوم ، كما أنهم أضافوا إليها الشيء الكثير ، وممن أشارت إليه المصادر بتصديه لتدريس الحديث في مجالس الدرس في الحلة وروى عنه طلبة العلم ، الشيخ عز الدين الحسن بن عبد الرحمن بن مسعود الحلي (ت ق7هـ/13م) ومن أخذ عنه الحديث المؤرخ ابن النجار محمد بن محمود البغدادي (ت643هـ/ 1245م) والشيخ عبد اللطيف بن نفيس بن بورنداز البغدادي(ت649هـ/ 1251م)، ومنهم أيضاً الشيخ سديد يوسف بن المطهر الحلي والشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلي الذي روى عنه الحديث الشيخ الحسين بن أردشير الطبري وعن ابن عمه الشيخ يحيى بن سعيد الحلي. ولمجلـس درس جـلال الديـن أبي محمد الحسـن بن أحمد بن نما الحـلي (كان حياً752هـ/1351م) مكانتهُ الرفيعة في تدريس الحديث ، لذا لجأ إليه العديد من أرباب العلم وطلبتهم ، وأشهر من تلقى العلم في مجلس درس جلال الدين بن نما واخذ الحديث عنه محمد بن مكي العاملي الشهيد الأول ، وكان ذلك بداره في الحلة سنة (752هـ/1351م) وكذلك السيد عميد الدين أبو عبد الله عبد المطلب بن محمد بن مجد الدين أبو الفوارس الاعرجي (ت754هـ/1353م) ، وممن أخذ عنه الحديث الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي الذي أخذ الحديث أيضاً عن الشيخ فخر الدين أبي الحسن علي بن أحمد المطارآيادي (ت762هـ/1360م) بداره بالحلة سنة(754هـ/1353م) ، ويمكننا القول أن أبرز من درس الحديث بعد العلامة ابن المطهر الحلي هو ولده فخر المحققين محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر. وكانت لابن معية السيد محمد بن أبي جعفر تاج الدين القاسم الحسيني الحلي مشاركة في علم الحديث ، فأخذ عنه الناس ذلك العلم في الحلة كان منهم محمد بن مكي العاملي فقرأ عليه في السادس عشر من شعبان سنة (754هـ/1353م)، وممن برز من الحليين في راوية الحديث في القرن التاسع للهجرة / الخامس عشر للميلاد ، نذكر الشيخ الفقيه الحافظ رضي الدين رجب بن محمد البرسي(كان حياً 813هـ/1410م) وكان من أشهر علماء الحلة، واسع الإطلاع في الحديث والتفسير، وأيضاً الشيخ الفقيه جمال الدين أبا العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي له كتب في الجرح والتعديل وله عدة رسائل كتبها في مجموعة بخط تلميذه علي بن فضل بن هيكل الحلي(ت ق9هـ/15م). أما فـي علـم الـرجال فقــد بـرز السـيد أحـمد بن مـوسى بـن طـاووس (ت673هـ/1274م) إذ كان أول من نظر في الرجال وحقق الرواية والتفسير تحقيقاً لا مزيد عليه ، ومن جملة كتبه (حل الأشكال في معرفة الرجال) ، وأسماه التحرير الطاووسي ، فرغ منه سنة (664هـ/1265م) في الحلة والسيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن طاووس (ت693هـ/1293م) له كتاب الشمل المنظوم في مصنفي العلوم وأيضاً العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي برز في علم الرجال وله فيه عدة مصنفات منها كتاب خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال وكشف المقال في معرفة الرجال. وأشهر من أتقن علم الرجال من الحليين هو الشيخ الحسن بن علي بن داود الحلي الرجالي المعروف ، له كتاب الرجال الذي سلك فيه مسلكاً عجيباً لم يسبقه أحد من قبلهِ، وسلوكه في كتاب الرجال أنه رتبهُ على الحروف الأول فالأول من الأسماء وأسماء الآباء والأجداد ، وجمع جميع ما وصل إليه من كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب ، فجعل لكل كتاب عـلامة ورمزاً ، وجعل لكل باب حـرفاً أو حرفين وضبط الأسماء، فـقال في مقدمة كتابه : (فصـنفت هذا المختصـر جامـعاً لنخب كتاب الرجـال للشيـخ أبـي جعفر رحـمه الله [يعني الشيـخ الطوسي(ت460هـ/1067م) والفهـرست لـه ، ومـا حـققه الكــشي والنـجاشي ومــا صــنفه البـرقي والغضائري وغيرهم ، وبدأت بالموثقين ، وأخرت المجروحين ، ليكون الوضع بحسب الاستحقاق والترتيب بالقصد لا بالاتفاق ، ورتبته على حروف المعجم في الأوائل والثواني فالآباء على قاعدة تقود الطالب إلى بغيته وتسوقه إلى غايته من غير طول وتصفح للأبواب ، ولا خبط في كتاب وضمنته رموزاً تغني عن التطويل ، وتنوب عن الكثير بالقليل ، وبيّنت فيها المظان التي أخذت منها واستخرجت عنها ، فالكشي كش ، والنجاشي جش ،وكاتب الرجال للشيخ جخ ، والفهرست . كما برع في هذا العلم السيد تاج الدين محمد بن معية الحلي فكان له التدريس والتصنيف بعـلم الرجـال، لهُ كتاب في معرفة الرجال ، خـرج فيه بمجـلدين ضخـمين أفاد الناس منه، وكـذلك الفقـيه عـلي بن عبـد الكريم النيـلي (المتوفي بحدود800هـ/1397م) له كتاب الرجال، وهو ممن أخذ عنه ابن فهد الحلي هذا العلم ، وبرع فيه. في الجوانب الفقهية والكلامية تمثل أثر المدرسة الحلية من الناحية الفقهية والكلامية بجملة أمور أهمها تأثر الطلبة الوافدين إليها بشيوخهم وأساتذتهم وما صنفوه في مجالي الفقه والكلام ، ثم نقل ذلك الأثر إلى بلدانهم ، مستصحبين معهم أشهر مصنفات أساتذتهم حتى أنهم أخذوا يصنفون على نهجها ، شارحين بعضها أو مفندين آراء بعضها الآخر ، ومن بواكير تلك الكتب التي اشتهرت بانتشارها بشكل واسع ، وكانت مثاراً للجدل والنقاش وموضع درسٍ ممن لم يتسن له الحضور إلى الحلة في بلدان الشرق الإسلامي ، وهو كتاب ابن إدريس الحلي الموسوم بالسرائر الحاوي لتحرير الفتاوي الذي اشتهر باسم السرائر إذ كان له الأثر البارز في تاريخ تطور الفقه الشيعي ، الذي عالج فيه ابن إدريس بعض المسائل الفقهية المهمة أو تلك التي وقعت مسرحاً للجدل والنقاش العلمي بين الفقهاء في مختلف البلدان ، وتتجلى أهمية هذا الكتاب بأنه أصبح واحداً من أهم المصادر الفقهية التي يرجع إليها العلماء والفقهاء ويكفي معرفة أهميته ما ذكره فقهاء الشيعة وغيرهم ، بحقهِ من تمجيد ومديح وثناء ، وصفه الذهبي بأنه من أهم كتب الشيعة . وفي هذا المناخ الفكري مضى الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة السوراوي (ت630هـ/1232م) على نهج ابن إدريس ، فقد وجد أن فكر هذا الشيخ كان واضحاً في فكر تلاميذهِ ، وفي مصنفات من جاء من بعده ، لاسيما أولئك الذين وفدوا إليه من الأماكن النائية فكان نهجه واضحاً في فكر الشيخ نصير الدين الطوسي والشيخ كمال الدين ميثم البحراني، كما برز أثر المدرسة الحلية واضحاً عن طريق الشيخ مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي السوراوي (ت664هـ/1265م) الذي تتلمذ عليه جمع غفير من طلبة الرحلات فنقلوا ما تلقوه منه إلى بلدانهم ليغدوا منهجه وعلمه واضحاً هناك، وكذا الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء بن نما الحلي، والسيد مجد الدين محمد بن الحسن بن موسى بن طاووس (ت656هـ/1258م)، والسيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس الذي أشتهر بعلو مكانته وفضله فتتلمذ عليه الكثير من طلبة الرحلات كما انتشرت مصنفاته في الآفاق ، حتى صارت موضع تدريس وتحقيق في المدارس الفقهية وتتلمذ عليها طلبة العلم في الحلة وخارجها نذكر منها كتابيه فرحة الناظر ، وكشف المحجمة الذي شرح فيه الطرق والأصول الواجب توافرها لتلقي العلم ، فهو أشبه ما يكون لك بكتب طرائق التدريس ، ومنهاج كامل في كيفية تلقي العلم ، لاسيما العلوم الفقهية والكلامية منها. وأخوه السيد أحمد بن موسى بن طاووس الملقب بـ: فقيه آل البيت (عليهم السلام) لكثرة تصنيفه في الفقه أشتهر منها بشرى المحققين وهو من ستة مجلدات الذي كان عنواناً للدراسة وكتابهُ الآخر الملاذ في الفقه من أربعة مجلدات وكتاب الفوائد العدة في أصول الفقه في مجلد وغيرها، فكان للحلة في هذا العصر فقهاء كبار كان لهم الأثر الكبير في تطوير مناهج الفقه والأصول الإمامي وتجديد صياغة عملية الاجتهاد وتنظيم أبواب الفقه ، تمثلت بهؤلاء الفقهاء مضافٌ إليهم الشيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلي صاحب التصانيف الكثيرة التي مازال أثرها خالداً منذ عصر مؤلفها والعصور التي جاءت بعده ، إذ أصبحت عميقة الأثر فنالت الكثير من الشروح والمطولات منها والمختصرات ، وأهم اثر تركه هو كتابهِ الموسوم بـ: الشرائع ، المنظم بشكل مميز لأبواب الفقه ، أستمر عليه فقهاء الشيعة بعد ذلك في كل مكان ، وقُسم كتابه هذا إلى أربعة أقسام ، الأول في العبادات ، والثاني في العقود ، والثالث في الإيقاعات والرابع في الأحكام ، وهذا تقسيم شمل مختلف أبواب الفقه حتى صار لا يستغني عنهُ لا الشيخ (الأستاذ) ولا الطالب المتقدم ، ولا التلميذ المبتدئ ، فكان ذلك سبباً في انتشاره في جميع المدن الإسلامية الشرقية ، فعكف عليه طلبة العلم بالدراسة والتحليل في بلاد الشام والبحرين وفارس ، فضلاً عن المدن العراقية المحلية وكُتب عليهِ العشرات من الشروح والحواشي . وأهم أثر تركه المحقق الحلي هو تلميذه العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر له من الكتب الفقهية تذكرة الفقهاء وقواعد الأحكام ومنتهى المطلب ونهاية الأحكام وغيرها ، وقد تطور في أيامه الفقه الاستدلالي المقارن ، كان جّل من سبقه يعتمدون على كتاب الخلاف للشيخ الطوسي ، لكن بعد العلامة رفعت اليد عن آراء علماء المدارس الأخرى (العامة) نوعاً ما وأنصب البحث على آراء علماء الشيعة بتأثير كتب العلامة ، وأهمها في هذا المجال كتاب منتهى المطلب ، فكان العلامة من أوائل الفقهاء الذين أدخلوا الرياضيات إلى الفقه ، حتى جاء بعدهُ ولده فخر المحققين فنقل الفقه المقارن نقلاً متميزاً فقارن بين أراء الشيعة وعمل فيها النقد والإبرام وكانت أراء علماء العامة من المدارس الأخرى موضع دراسة ونقد وتحليل ، شاركه في ذلك العصر السيد ابن معية الذي كان من أكابر أساتيذ الشهيد الأول وممن أسهم في تكوين الجانب الفكري له ، حيث أفاد منه ونهل من حلقات درسه فروى عنه جميع ما أتقنه من العلوم في الفقه والحساب وعلم الأنساب . وظهر أثر الحلة في المدينة المنورة بصورة واضحة عن طريق طلبة العلم الوافدين ، فيشير ابن زهرة أن في الحلة محلة كانت تعرف بمحلة المدنيين يسكنها القادمون من المدينة المنورة ، ومعظمهم كانوا من طلبة العلم، ولعل أبرز صور هذا الأثر بان في شخصية أبي غرة سالم بن مهنا بن شيحة الحسيني المدني (ت ق 8هـ/14م) قال عنه ابن بطوطة : كان عابداً وتعلم العلم وكان ساكناً المدينة المنورة ثم سكن الحلة ، ولما مات النقيب قوام الدين أحمد بن طاووس سنة (704هـ/1304م) أتفق أهل العراق على تولية أبي غرة نقابة الأشراف وأستمر فيها زمناً حتى تولاها بعده قوام الدين بن علي بن علي بن طاووس (ت711/1311م)، أما سنان بن مهنا المذكور فكان أشهرهم ، وتعد مسائله التي أخذها عن شيخه العلامة أكبر أثر فقهي للحلة في المدينة المنورة ، والحسين بن قتادة بن روح بن الحسين المدني (ق8هـ/14م) الذي عاد إلى بلاده بعدما أتم تلقيه العلم . أما بلاد البحرين فقد بان الأثر بطلبتها الذين وفدوا إلى الحلة وتلقوا علومهم فيها ، ثم عادوا فقهاء مبرزين في بلادهم ، وموضع فتوى وتدريس ، وأمثلتهم كثيرة ، قد مر ذكرها، ساروا على نهج أساتذتهم من الحليين في التأليف والتصنيف والتدريس حتى غدت حلقات درسهم أشبه بتلك التي تعلموا فيها في الحلة . ولبلاد فارس نصيبها من الثقافة الحلية ولا سيما في مجال الفقه وعلم الكلام وأبرز تلك الآثار المدرسة السيارة الشهيرة التي تتلمذ فيها العديد من طلبة العلم في المدن الفارسية منهم الشيخ الفقيه محمد بن أبي طالب بن الحاج الآوي (حياً710هـ/1310م) فضـلاً عن الجمـع الغفـير ممن قدم إلى الحلة وأخذ فيها العلم وتفقه عـلى أبرع أساتذة الفقه هناك . ولا شك أن لمدرسة ابن فهد الحلي مداها الواسع في نقل علوم الحليين إلى الخارج ، إذ كان مرجعاً وملاذاً للعلماء في الحلة ففرش بساط التدريس في المدرسة الزينبية حتى أجتمع حوله جمع غفير من الطلاب ينهلون من ينابيع علمهِ ومعرفتهِ ويقتبسون من أنوار فيضها ومصنفاته في علوم الفقه والكلام، فانتشرت كتبه في بلاد الشام والحجاز والبحرين فضلاً عن بلاد فارس. الشيـخ علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن فتـوح المجاور للـغري (النـجف) (كان حياً701هـ/1301م) كتب بخطهِ الإرشاد للعلامة الحلي سنة (701هـ/1301م) وحصل على أجازة العلامة على النسخة ذاتها، والشيخ محمد بن محمد الأسنفدياري الآملي من تلاميذ فخر المحققين ، الذي نسخ كتاب كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد للعلامة الحلي سنة (745هـ/1344م) ، وقد حصل على إجازة فخر المحققين على ظهر نسخة هذا الكتاب. والسيد محمد بن محمد بن زهرة الحلبي (كان حياً757هـ/1356م) من العلماء المجازين عن الشهيد الأول محمد مكي العاملي، والمتصدين للدرس في بلاد الشام ، وقد أجاز للعديد من الفقهاء الذين أتموا عليه درسهم لكتاب تحرير القواعد للعلامة الحلي ، تمكن من كتاب العلامة تحرير القواعد كان السيد ابن زهرة الحلبي يجيزه العلم عنه عن أستاذهُ الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي عن فخر المحققين عن والده العلامة، والشيخ أبو القاسم علي بن علي بن جمال الدين محمد بن طي العاملي الفقيه المتوفي سنة (855هـ/1451م) وكان هذا الشيخ معاصراً لابن فهد الحلي ، له مجموعة من المصنفات منها كتاب المسائل الفقهية ، وقد بان فيه أثر الحليين وأسماه بـ: مسائل ابن طي وكان تاريخ تأليفه في سنة (824هـ/1421م)، جمع فيه مسائل وفوائد من تأليفه ومسائل وفتاوى مجموعة من العلماء منهم السيد عميد الدين عبد المطلب الأعرجي ،والشيخ فخر المحققين، ومنهم أيضاً الشيخ الحسن بن محـمد بن الحـسن الأسترآباري النجفي (كان حياً891هـ/1486م) صاحب كتاب الكتاب الكبير في تفسير آيات الأحكام الخمسمائة، والمشتهر بعنوان كتاب اللباب وهو في مجلدين جامع في معناه حسن ، وألفه على محاذاة كتاب كنز العرفان للشيخ مقداد السيوري (ت821هـ/1418م) في ترتيبه. فقد أستطاع ابن فهد الحلي أن يجذب انتباه والي العراق الميرزا أسبند التركماني المعاصر له ، فكان سبباً في تشيعه ، لذلك أولى هذا الوالي الحلة اهتمامه البالغ كونها تمثل قاعدة الفقه الجعفري آنذاك في العراق .